عالمي

حرب البكتيريا.. تكتب السطور الاولى للنظام العالمي الجديد

ويلات الدول الكبرى تذكرنا بالحرب العالمية الثانية كيف أن أدولف هتلر والنازية في تلك الفترة طغت على العالم وكانت تلك الحرب التي راح ضحيتها 40 مليون انسان، واليوم يمكننا ان نسمي ما يحدث بالحرب العالمية الثالثة وهي حرب الفيروسات او البكتيريا نخشى أن يكون هناك ضحايا أكثر من كافة المجتمع الدولي فأين سلم التعاون الحقيقي بين الشعوب؟

العالم – مقالات وتحليلات

ولابد من التعاون الحقيقي بكل القضايا حتى يكون هناك سلم عالمي بما فيها منظمة الصحة العالمية التي تأتي اليوم بديباجة الاتفاقية التي وقعت عام 1946، وهي إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة بموجب المادة 57من الميثاق علما أن أهم حقوق الفرد وليس الدول المحافظة على افضل مستوى صحي، وهذا هو الشرط الاساسي لتحقيق السلم الأمني في العالم هذا من جهة،.

أما من جهة اخرى فيجب أن يكون هناك تعاون دولي لرفع العقوبات الاقتصادية عن الدول المتضررة والتي هي من أولويات مكافحة الوباء. هذا الامر يدفعنا للسؤال لماذا لا ترفع الولايات المتحدة العقوبات عن الدول الأكثر ضررا في ظل جائحة كورونا؟ رغم أن هذة العقوبات مخالفة الميثاق الدولي ومخالفة لقرارات كثيرة في حقوق الدول الاقتصادية، اضافة الى انه ليس لأي دولة الحق في أن تستخدم أو تسمح على استخدام تدابير اقتصادية أو سياسية للضغط على دولة أخرى، وهو امر تخالفه واشنطن دائما وابدا.

ضربة كورونا التي قصمت ظهر الولايات المتحدة غزت البلدان الأوروبية دون أن تتوقع شعوبها في البداية انها قد تمسها، واقتنعت هذه الشعوب بأنها محصنة منها حتى خرجت عن سيطرتها لتخضع الولايات المتحدة للأول مرة في تاريخها لحالة الكوارث بعد أن وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تصنيف 50 ولاية تحت حالة الكوارث وليس الطوارئ عدا عن استقالة واقالة قيادات عسكرية كبيرة، اضافة الى الصيحات الاوروبية ضد واشنطن بسبب سياسة هذه الدول التبعية للادارة الاميركية، والتي لم تجر الى بلادهم سوا المزيد من الخسائر والأزمات، لان هم الولايات المتحدة الاساسي هو التسليح وبيع السلاح لحلفاءها.

اما ايجاد بنية تحتية لها ولحلفاءها ليس بالامر المهم، لتكون لحرب البكتريا تداعيات كبيرة على الدول الأوروبية خصوصا في علاقتها مع الولايات المتحدة، فجائحة كورونا بالنسبة لاوروبا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وبالتالي سيلحق المزيد من الأسى والضرر لأن الأمور بدأت تخرج عن سيطرة النظام الاميركي وحلفائه الذي اخترع لربما هو الحرب الجرثومية دون أن يدرك حجم المخاطر الدولية لان النظام الرأسمالي لايهتم الا بنفسه لترتكب الولايات المتحدة اكبر جريمة بحق شعوب العالم خاصة العقوبات التي تفرضها على سبعة دول بحيث تعيق وصول الإمدادات الطبية والتجهيزات فمن يساعد العالم اليوم الصين وكوبا وروسيا الاتحادية..

هذة العقوبات وكما يعلم الجميع لا تفرض الا من قبل مجلس الأمن، وبما انها اتخذت دونه فهي تجاوز على القانون الدولي لان هناك مجموعة قرارات صادرة عن الجمعية العامة تطلب من الدول أن لا تفرض عقوبات على دول اخرى وكان آخرها عام 2010.

اليوم الولايات المتحدة تطبق قانون يحاكم كل شخص مع كوبا أو سوريا او إيران او كوريا الشمالية اضافة الى دول اخرى عديدة، وبالتالي فان واشنطن لا تتعاون لكبح جماح الوباء بل على العكس تعيق أي تعاون دولي من أجل تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية، ومثل هذه الامور تجعلنا نفكر بنقطة مهمة هل اميركا هي من صنع هذا الوباء وتحتكر المصل؟ ولو هذا الامر كان صحيحا سوف نرى نهاية تامة للرئيس الاميركي دونالد ترامب خصوصا وانه مقبل على انتخابات جديدة، وقد نرى عزل تام للولايات المتحدة من قبل حلفاءها الاوروبيين خصوصا وان عدد الاصابات والضحايا كبير في القارة العجوز.

فضيحة كورونا سوف تؤثر على شكل النظام العالمي الجديد، فبعد الحرب العالمية الاولى رأينا خروج منظمة عصبة الامم ونظام جديد، وبعد الحرب العالمية الثانية رأينا الامم المتحدة، فماذا سنرى بعد الكورونا؟

رنا العفيف: صحفية سورية

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى