تعرف على زعيم حزب العمال البريطاني الجديد
اُنتخب السير كير ستارمر زعيما جديدا لحزب العمال البريطاني.
العالم – منوعات
وقد اعتبر السير كير على نطاق واسع المرشح الأوفر حظا في السباق على زعامة حزب العمال، فقد كان في قلب الصف الأمامي للحزب في مجلس العموم خلال سنوات عملية البريكست الصاخبة.
فما الذي نعلمه أيضا عن المحامي السابق الذي سيخلف جيرمي كوربين في زعامة العمال؟
الحملة الانتخابية
خلال السباق على زعامة حزب العمال، تعهد السير كير ستارمر بتوحيد الحزب وأيضا بالإبقاء على ما وصفه بـ “راديكالية السنوات الأربع الأخيرة”.
ولكن لدى إطلاق حملته في يناير/كانون ثاني الماضي، قال إن “الشقاق الحزبي يجب أن ينتهي” إذا أراد الحزب التعافي من هزيمة انتخابات عام 2019.
وقال متحدثا إلى أنصاره: “لن نلغي إرث الحكومة العمالية السابقة، كما لن نلغي إرث السنوات الأربع الماضية (تحت قيادة جيرمي كوربين)”.
وفي حديث صحفي مع لورا كينسبرغ، محررة الشؤون السياسية في بي بي سي، حذر كير من إلقاء اللوم على الهزيمة التاريخية لحزب العمال على حملته الانتخابية وحدها في انتخابات عام 2019.
كما قال لأندرو نيل الصحفي في بي بي سي إن تركيزه الأساسي كزعيم للحزب سيكون العمل على إعادة العمال للحكم في الانتخابات المقبلة المتوقعة عام 2024.
كما أشار إلى أن زعامته للحزب ستكون مختلفة عن زعامة كوربين.
وقال: “إن هناك طرقا مختلفة لإلهام الناس، فبوسعك إلهام الناس بجعلهم ينصتون لكل كلمة تقولها، وهذا ليس أنا. كما يمكنك إلهام الناس ببناء فريق يريد أن يرافقك في تغيير حزبهم وبلادهم، وهذا ما حرصت عليه في حملتي الانتخابية”.
وقد تعهد بإنهاء معاداة ما يسمى السامية، وهي مزاعم وجهها الصهاينة لحزب العمال في السنوات الأخيرة.
كما أُجبر السير كير أن يدافع عن خلفيته خلال المنافسة عندما حرص المرشحون على التأكيد على جذورهم المنتمية للطبقة العاملة.
وقال: “كان والدي صانع أدوات وكانت أمي ممرضة”، مضيفا “لا يعلم الجميع ذلك لأنني لا أتحدث في هذا الأمر كثيرا”.
وقد حظي السير كير بدعم أكبر نقابة في بريطانيا (Unison) من بين جهات أخرى، كما حظي بدعم رئيس الوزراء العمالي السابق غوردن براون، وعمدة لندن صادق خان.
وكان أول المتنافسين الذين حصلوا على ما يكفي من الترشيحات للانتقال إلى مرحلة الاقتراع في السباق على زعامة الحزب.
حياته الشخصية
ولد السير كير في عام 1962 في ساوثوورك بلندن، وكان والده، رود، صانعا للأدوات، وكانت أمه، جوزفين، ممرضة.
وقد حمل اسم أول نائب برلماني عمالي وهو كير هاردي. وكان واحدا بين 4 أخوة، وكان متفوقا في دراسته.
درس الحقوق بجامعة ليدز وتخرج منها عام 1985 ، ثم عمد لمتابعة دراساته بأوكسفورد.
وتزوج المحامية فيكتوريا ألكسندر عام 2007 ولديهما طفلان.
قبل البرلمان
أصبح السير كير محاميا عام 1986.
وبعد تخرجه من أوكسفورد عام 1986 بات السير كير يُركز أكثر على قوانين حقوق الإنسان.
وقد خاض معارك قانونية لإلغاء عقوبة الإعدام في أفريقيا ومنطقة الكاريبي، وعمل مستشارا لحقوق الإنسان ولهيئة الشرطة في ايرلندا الشمالية.
كما كان في فريق الدفاع فيما يعرف بقضية ماكليبل، حيث كان مدافعا عن الناشطين ديفيد موريس وهيلين ستيل بشأن الورقة التي كتباها عن سلسلة ماكدونالد للوجبات السريعة.
وفي عام 2008، سُمي السير كير رئيسا جديدا لدائرة الادعاء الملكية، ومديرا للادعاء العام في انكلترا وويلز.
وخلال تلك الفترة تعامل مع عدد من القضايا المهمة، لعل أبرزها كانت إدانة رجلين هما غاري دوبدسون وديفيد نوريس عام 2012 بقتل الشاب ستيفن لورانس البالغ من العمر 18 عاما.
وتقاعد السير كير من عمله في الادعاء عام 2013، وحصل على لقب فارس عام 2014 لخدماته في إنفاذ العدالة والقانون. ولكنه يفضل عدم استخدام اللقب.
وفي ديسمبر/كانون أول من ذلك العام ترشح لمجلس العموم في دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن خلفا لعضو المجلس المتقاعد فرانك دوبسون.
في البرلمان
فاز السير كير بمقعده في البرلمان في انتخابات عام 2015 بأغلبية تجاوزت الـ 17 ألف صوت.
وقد دعم حينئذ عمدة مانشستر الكبرى ترشح آندي برونهام لزعامة حزب العمال بعد الانتخابات، ولكن جيرمي كوربين فاز في السباق.
عين كوربين السير كير وزيرا للداخلية في حكومة الظل، ولكن في عام 2016 ترك المنصب لينضم إلى عدد من النواب العماليين البارزين المستقيلين.
ولكنه عاد وانضم لحكومة الظل في العام التالي، وهذه المرة كوزير للبريكست، وقد شغلت مداخلاته بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي وقته في البرلمان.
أيد السير كير البقاء في الاتحاد الأوروبي، وركز جهده على حض الحكومة على الشفافية في كل ما يتعلق بقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقاد حملة للضغط على رئيسة الوزراء السابقة، تريزا ماي، لجعل خطط بريكست علنية قبل بدء التفاوض، وهي المعركة التي انتصر فيها. ووضع قائمة حزب العمال المعروفة بـ “الاختبارات الستة” للقبول بأي اتفاق من قبل الحزب.
وعلى الرغم من ذلك، قال علنا إن استفتاء آخر يجب أن يظل خيارا، ولو حدث ذلك فسيطلق حملة من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي.
ويعتقد البعض أنه القوة الدافعة وراء تغير موقف حزب العمال قبيل انتخابات عام 2019 عندما تعهد باستفتاء آخر.
وبعد تلقي الحزب أسوأ هزيمة له منذ ثلاثينيات القرن الماضي، أعلن السير كير أنه يقبل مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.
ويقول الآن إنه سيطلق حملة من أجل اتفاق لإقامة علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي، يوفر حماية لحقوق العمال والبيئة ومعايير المستهلك والوظائف.
المصدر : قناة العالم .