عالمي

مع تفاقم الازمة.. امريكا تشن حرب كمامات لمواجهة كورونا

في وقت يتواصل فيه انهيال موجة عارمة من الانتقادات اللاذعة على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من كل حدب وصوب، بسبب سوء إدارته لأزمة جائحة كورونا، سجلت الولايات المتحدة التي تتصدر قائمة الدول الأكثر تأثرا بالفيروس القاتل، رقما قياسيا “أسود” في حصيلة الإصابات والوفيات.

العالم – تقارير

تجاوز عدد الوفيات المسجلة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، اليوم السبت، حاجز 8 آلاف حالة، فيما بلغت حصيلة الإصابات نقطة 300 ألف.

وسجلت في الولايات المتحدة، حسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة مساء اليوم السبت، 8137 وفاة جراء عدوى فيروس كورونا “COVID-19″، بارتفاع وصل حاليا 733 حالة جديدة مقارنة مع أمس الجمعة.

وبلغت الحصيلة الإجمالية للإصابات بالفيروس حتى الآن 300028 حالة، ما يعادل أكبر من ربع الحالات المسجلة في العالم كله، بعد ارتفاع حاد لعدد المصابين في البلاد بواقع 22867.

وتعتبر الولايات المتحدة الدولة الأولى عالميا من حيث عدد الإصابات والثالثة من حيث حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد.

وتتصدر نيويورك وجارتها نيو جيرسي، قائمة الولايات الأكثر تأثرا بالفيروس في عموم البلاد، حيث ارتفع عدد الإصابات في نيويورك إلى 103 آلاف و169، وفي نيوجيرسي إلى 29 ألفا و895، تليهما ميشيغان بـ 12 ألفا و744 إصابة.

ومن حيث عدد الوفيات، تتصدر نيويورك أيضا باقي الولايات بألفين و935 حالة، تليها نيو جيرسي بـ 646، ثم ميشيغان بـ 479.

ويتعرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لانتقادات لاذعة بسبب أسلوب تعامل إدارته مع أزمة فيروس كورونا وخاصة الوضع في قطاع الصحة، إلا أن الرئيس الأمريكي يقول إن حكومته تتخذ إجراءات غير مسبوقة لمعالجة القضية، ويصر على أن الوباء “يمكن الانتصار عليه في وقت أسرع مما يعتقد الكثيرون”، وذلك تزامنا مع ضغوط من قبل قطاع العمل الخاص الذي يتكبد خسائر ضخمة بسبب إغلاق اقتصاد البلاد والقيود التي تم فرضها.

هذا واتُهمت الولايات المتحدة باعتراض مسار شحنة تحمل 200 ألف كمامة، كانت متجهة إلى ألمانيا، وتحويلها لاستخدامها الخاص، في خطوة أدينت بوصفها “قرصنة حديثة”.

وقالت حكومة محليّة لولاية ألمانية إنّ شحنة كمامات مصنّعة في الولايات المتحدة، صُودرت في بانكوك. وأضافت إنّ شحنة كمامات الوقاية من طراز FFP2، كانت بالأساس لصالح شرطة برلين، لكنّها لم تصل إلى وجهتها المرجوّة.

ورجّح وزير داخلية ولاية برلين، أندرياس جيزل، أن تكون الكمامات قد حوّلت إلى الولايات المتحدة.

وقال المسؤول الالماني إن تحويل مسار شحنة الكمامات بعيداً عن مسارها إلى برلين يرقى إلى “فعل قرصنة حديثة”، وحثّ إدارة ترامب على الالتزام بقواعد التجارة الدولية.

وقال الوزير مخاطباً الرئيس الأمريكي “هذه ليست طريقة للتعامل مع شركائك عبر الأطلسي. حتى في أوقات الأزمات العالمية، لا يجب أن تلجأ إلى أساليب الغرب الأمريكي المتوحّش”.

وكانت الشركة المصنّعة للكمامات وأقنعة الوقاية “3 أم”، وهي شركة أمريكية، قد مُنعت من تصدير منتجاتها الطبية إلى دول أخرى بموجب قانون يعود إلى حقبة الحرب الكورية، استحضره الرئيس دونالد ترامب.

وقال ترامب الجمعة إنّه سيلجأ إلى تفعيل “قانون الإنتاج الدفاعي” لعام 1950، ليحثّ الشركات الأمريكية على إنتاج المزيد من اللوازم الطبيّة لتلبية الطلب المحلّي.

وأعلن ترامب في المؤتمر الصحفي اليومي لخليّة مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض: “نحتاج إلى هذه البضائع على الفور للاستخدام المحلي. يجب أن نحصل عليها”.

وقال إن السلطات الأمريكية احتجزت ما يقارب 200 ألف قناع تنفس من طراز N95، و130 ألف كمامة جراحية و600 ألف قفاز، من دون أن يحدّد مكان مصادرتها.

وتتوافق تصاريح جيزل مع ما عبّر عنه مسؤولون أوروبيون آخرون، اشتكوا من ممارسات الولايات المتحدة في شراء اللوازم واعتراض مسارها.

ويقول قادة محليون في فرنسا مثلاً، إنّهم يجاهدون لتأمين امدادات طبيّة، لأنّ المشترين الأمريكيين يزايدون على شرائها ويرفعون أثمانها.

وشبّهت رئيسة إقليم إيل دو فرانس، فاليري بيكريس، التدافع على شراء الكمامات بحملات “صيد الكنوز”. وقالت: “وجدتُ مخزون كمامات متاحاً، لكّن الأمريكيين – لا أتحدث عن الحكومة الأمريكية – زايدوا علينا، وعرضوا دفع ثلاثة أضعاف السعر مسبقاً”.

ومع تفاقم جائحة كورونا، ازداد الطلب على الإمدادات الطبية الحيوية، مثل الكمامات وأقنعة الوقاية وأجهزة التنفس، في كلّ أنحاء العالم.

وأعلنت “منظمة الصحّة العالميّة”، مطلع هذا الأسبوع، أنّها تفكّر بتغيير توجيهاتها بشأن ضرورة ارتداء الكمامات في الأماكن العامة.

وفي الوقت الحاضر، تقول المنظمة إنّ الكمامات لا توفّر الوقاية الكافية من العدوى بما يبرّر استخدامها على نطاق واسع. لكنّ بعض البلدان ارتأى اتخاذ إجراءات معاكسة، ومن ضمنها الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأمريكي الجمعة توصيةً حكوميّة جديدة لجميع الأمريكيين تتمثل بارتداء كمامات لدى خروجهم إلى الأماكن العامة، وذلك في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقال ترامب إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحض الناس على وضع أي غطاء على الوجه كالمناديل على سبيل المثال، وذلك من أجل إبقاء الأقنعة الطبية متوافرةً للعاملين في مجال الصحة.

وفي نيويورك، سبق أن طلب رئيس البلدية من السكان تغطية وجوههم عند الخروج من المنزل. ويطبق منذ الجمعة نصف المشاة في مانهاتان هذه النصيحة.

وتحدث مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي في الولايات المتحدة، العضو في فريق عمل البيت الأبيض حول فيروس كورونا المستجد والذي يجتمع ساعة يومياً مع ترامب، لقناة فوكس نيوز عن معطيات تشير إلى أن “الفيروس يمكنه في الواقع الانتقال بين الأشخاص الذين يقومون بمجرد التحدث وليس فقط حين يسعلون أو يعطسون”.

وتوفر المعطيات التي تشير إلى انتقال الفيروس هوائياً تفسيراً طال البحث عنه لقدرة الفيروس المسسبب لمرض كوفيد-19 على الانتشار بسرعة، في وقت يبدو أن الأشخاص المصابين لكن دون عوارض والذين يشكلون ربما ربع إجمالي المصابين، مسؤولون عن نقل العدوى إلى جزء كبير من المصابين دون علمهم بذلك.

وأثبتت عدة دراسات أن الأشخاص الذين لا عوارض لديهم قاموا بنقل العدوى لأشخاص على مسافة قريبة منهم في الكنيسة أو الجوقة، أو خلال درس غناء وفي دور رعاية المسنين.

وكانت الولايات المتحدة سجلت بين الخميس ومساء الجمعة 1480 حالة وفاة إضافيّة جرّاء فيروس كورونا الجديد، استنادًا إلى جامعة جونز هوبكنز، في أسوأ حصيلة يوميّة تُسجل في أيّ بلاد.

ووفق توقعات البيت الأبيض، يُتوقّع أن يودي كوفيد-19 بحياة ما بين 100 و240 ألف شخص في الولايات المتحدة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى