فضيحة “تيودور روزفلت”.. أسبر على خطى ترامب
الفضيحة الكبرى التي تفجرت بعد قرار ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إقالة قائد حاملة الطائرات تيودور روزفلت الكابتن بريت كروزير من منصبه وإحالته الى التحقيق، لمجرد كشفه وقوع اصابات بالمئات بفيروس كورونا بين بحارة الحاملة وعددهم 5000 بحار، ستكون لها ارتدادات اكبر مما يتوقعه ترامب ومستشاريه.
العالم – يقال ان
من الواضح ان قائد الحاملة كروزير ليس مسؤولا عن تسريب الرسالة الى وسائل الاعلام ليُعاقب بسببها بإقالته من منصبه، فالتسريبات عادة ما تحصل لاسباب مختلفة لا يتحمل صاحبها اي مسؤولية ازائها، الا ان القرار اتخذ ضد كروزير ليكون عبرة لغيره من قادة وجنرالات الجيش الامريكي من الذين يرسمون صورة حقيقية للراي العام الامريكي عن جيش بلادهم وحالة العجز التي يواجهها للتصدي لفيروس كورونا، خلافا للصورة المزيفة التي يرسمها ترامب واعضاء ادارته من الارهابيين والعنصريين والمتطرفين لهذا الجيش.
ترامب ومن حوله ومن ورائهم الاعلام اليميني المتطرف في امريكا، وصفوا رسالة كروزير بـ”اللاذعة”، بينما الحقيقة لم تكن لاذعة بالمرة، كما جاء في نصها الذي نشرته وكالة رويترز، حيث دعا قائد الحاملة الى اتخاذ إجراءات أشد للسيطرة على تفشي فيروس كورونا على متن حاملة الطائرات داعيا إلى تحرك حاسم لنقل الجنود وعزلهم ، واصفا الوضع عليها بالقاتم في حال لم تتصرف البحرية الأميركية على الفور، في توفير الحماية الملائمة للبحارة.
اين “اللاذع” في كل ما جاء في هذه الرسالة، تُرى ما المطلوب من قائد حاملة مسؤول على حياة 5000 بحار، تفشى بينهم فيروس كورونا واصابة 100 منهم على اقل تقدير، ان يقول غير الذي قاله كروزير؟، في محيط ضيق ومعزول مثل محيط حاملة الطائرات، مع وجود هذا العدد الكبير من البحارة المصابين بفيروس كورونا، فأن اي اهمال او تراخ في إجلائهم سيؤدي لا محالة الى اصابة كل من في الحاملة دون استثناء.
تصريحات وزير الدفاع الامريكي ماك أسبر حول فضيحة حاملة الطائرات تيودور روزفلت، تؤكد ما ذهبنا اليه من ان القيادة الامريكية لا تسمح برسم صورة للجيش الامريكي خلاف الصورة التي يريدها ترامب، ولا يعنيها بعد ذلك حياة الجنود مهما كان عددهم، فالوزير اسبر اعلن ان “الوقت ليس مناسبا لإخلاء حاملة الطائرات التي تفشى الفيروس بين طاقمها… ننقل الكثير من الإمدادات والمساعدات… الهدف لا يزال يتمثل في احتواء الفيروس ولا توجد أي حالات خطيرة بين أفراد الطاقم”!!.
تسانومي فيروس كورونا الذي يضرب امريكا حاليا، حيث سجلت يوم امس الجمعة فقط 1480 حالة وفاة جراء الفيروس ليبلغ عدد الوفيات الى 7406 حالات وفاة ، فيما وصل عدد الاصابات الى 250 الف اصابة استنادا إلى جامعة جونز هوبكنز، كانت نتيجة طبيعية للسياسة التي اعتمدها ترامب في البداية عندما تجاهل التحذيرات من تفشي الوباء في امريكا واصفا تلك التحذيرات بانها سياسية وتستهدفه شخصيا، الى ان صفعته الاعداد الهائلة من المصابين واستغاثة حكام الولايات بالحكومة الاتحادية لمدها باجهزة التنفس والكمامات والقفازات الطبية، ولكن بعد فوات الاوان.
أسبر اليوم يسير على خطى ترامب، فهو لا يسمح فقط لاي جهة مهما كانت حتى لو كانت عسكرية مثل قائد حاملة الطائرات تيودور روزفلت بأن يكشف عن اصابات بين الجيش الامريكي، فحسب بل يعاقب كل من “يتمرد” على تعاليمه، حتى لو انتهت هذه التعاليم بأن تتحول جميع حاملات الطائرات الامريكية الى بؤر متنقلة لفيروس كورونا، متناسيا ان فتق الجيش الامريكي هو اكبر من ان يرتق بهذه السذاجة والغباء.
المصدر : قناة العالم .