اليمن

 الصمود الأسطوري لليمنيين جعل السعوديين أكثر تعقلاً! 

في التصريح المطول الذي ادلى به السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، استوقفتني جملة في هذا اللقاء، كشفت عن ابعاد في غاية الاهمية في الحرب المفروضة على الشعب اليمني، عندما تحدث ال جابر عن الغارات التي شنتها طائرات بلاده على صنعاء مؤخرا، حيث قال بالنص: “أبلغنا الحوثيين بأن غاراتنا على صنعاء كانت رداً على هجماتهم الصاروخية وليست للتصعيد”!. 

العالم – كشكول

هذه اللهجة في الكلام لم نعهدها من قبل في الخطاب السعودي المغرور والمتغطرس مع حركة انصار الله والشعب اليمني، وهي لهجة تكشف عن ان الجيش اللجان الشعبية والشعب في اليمن تمكنوا بصمودهم الاسطوري خلال اكثر من خمس سنوات، ان يكسروا الغرور والغطرسة السعودية، ويضغطوا على قادتها ان يعيشوا الواقع وان يتحدثوا باحترام مع اليمنيين.

تصريح السفير ال جابر، جاء بعد ان هددت حركة انصارالله والجيش اليمني من انها ستلقن السعودية درسا قاسيا ردا على غاراتها العشوائية على صنعاء وصعدة والحديدة، وهو تهديد اخذته السعودية على محمل الجد، بعد ان اثبت اليمنيون انهم رجال اذا قالوا شيئا فعلوه، ويعتقد السعوديون اذا لم يبادروا لخفض التصعيد، فان اليمنييين سيعيدون في مكان ما من السعودية، سيناريو ارامكو مرة اخرى ولكن بشكل اكثر عنفا.

اللافت ايضا ان السفير السعودي اشار ايضا الى إن بلاده تجري محادثات “يومياً”ً مع الحوثيين منذ الهجوم على أرامكو، الا ان وزير الإعلام في حكومة صنعاء ضيف الله الشامي، أيد وجود اتصالات بين حركة انصارلله والسعودية تتم عبر وسطاء لاحتواء التصعيد، الا انه لم يصفها ب”اليومية” كما ذكر السفير السعودي!

ان حركة انصارالله لطالما مدت يدها الى السعودية من اجل وقف الحرب، للوصول الى سلام شامل في اليمن، يضع حلولاً كاملة غير مجتزأة للازمة اليمنية، الا ان السعودية والامارات لطالما اعتبرتا مواقف حركة انصارالله بانها نابعة من ضعف، لذلك كانتا تواصلان عدوانهما على امل استسلام انصارالله ، ولهذا السبب طالت الحرب كثيرا الى ان دخلت قبل ايام عامها السادس، ولكن هذه المرة ليس هناك من يعتبر اليد اليمنية الممدودة للسلام هي يد ضعيفة، لاسيما ان مقاتلي الجيش اليمني وانصارالله هم الان على مشارف مأرب التي يمكن ان يدخلوها في اي لحظة لتحريرها كما حرروا الجوف.

هذه المرة على السعودية ان تغتنم فرصة تفشي وباء كورونا، وان تتخذ قرارا مسؤولا لوقف هذه الحرب العبثية التي لا تصب الا في مصلحة الكيان الصهيوني وتجار الحرب في امريكا، وان تكف عن الخطاب الاستعلائي العقيم وغير المجدي مع اليمنيين، وان تتعامل بتعقل مع هذه الحرب الكارثية، وتنقذ ما يمكن انقاذه من ثرواتها وسمعتها واقتصادها وامنها واستقرارها، بعيد عن التاثيرات الامريكية والصهيونية، قبل فوات الاوان.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى