مقالات

تهديد اسرائيلي ووعيد فلسطيني وكلمة السر انهاء الانقسام

لأيام طويلة كان مشروع الضم الاسرائيلي لأراضي الضفة الفلسطينية المحتلة هو حديث الساعة فحبس الفلسطينيون والمراقبون أنفاسهم منتظرين ردود فعل السلطة الفلسطينية أما الان بعد قرار السلطة بوقف الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال والولايات المتحدة فقد باتت الأحداث تتسارع والأوضاع تزداد سخونة..

العالم – قضية اليوم

إن كانت هناك تساؤلات حول التفاصيل التي لم تعلنها السلطة بعد والتي تجعلنا نحلل أن عدم الحديث بشكل صريح عن إلغاء اتفاق اوسلو بعينه ( وهو الاتفاق الأم ) ربما يكون لإبقاء الباب موارباً لعودة الأمور إلى سابق عهدها وكأنه يعني إعطاء فرصة لواشنطن لتتدخل وتتراجع عن خطتها بشأن صفقة القرن، التي تتسارع دون تنسيق مع الفلسطينيين وربما أيضاً أن الطبيعة الاقتصادية لاتفاق أوسلو لاسيما التنسيق والمعابر والضرائب وغيرها تعرف السلطة أنها ستدفع فاتورة كبيرة اذا ما أقدمت على الغائها وهي غير جاهزة على الاقل لأنها منقسمة ولا يوجد لها ظهر فالذهاب باتجاه هذه الخطوة الهامة والخطيرة يتطلب انهاء الانقسام حتى تمد قوى المقاومة يدها لحماية السلطة وبالتالي تستقوي السلطة بمقاومتها وهذا ما ترفضه السلطة حتى الان من خلال اصرارها على الحل السلمي والمراوحة في مربع التهديد الدبلوماسي .

صحيح أن السلطة الفلسطينية اتخذت قرارات مشابهة خلال الأعوام الماضية، ولكن جميعها ظلت حبراً على ورق ولم تنفذ وربما هذا ما يطمئن الاسرائيليون الى أنه مجرد تهديد ليس أكثر ، ولكن برأيي أن لهذا القرار ما بعده لأنه يختلف عن القرارت السابقة في نقطة جوهرية وهو أنه قرار نابع من السلطة التنفيذية، أي إنه قرار من القيادة، بمعنى أنه قرار محمود عباس نفسه أما القرارات السابقة كانت للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من الهيئات ، وربما عدم الاعلان عن تفاصيل هذا القرار

حتى الان يعتبر بمثابة فترة للتفاوض السري والضغط على الطرفين الأمريكي والاسرائيلي قبل قلب الطاولة، ولكن السؤال المهم هل سيجد رئيس السلطة محمود عباس ظهراً عربيا يستند عليه فيما لو بدأ يظهر على السطح علامات تنفيذ القرار ! الاجابة قطعا لا، فحتى الان ردود الفعل العربية ليست مريحة لا للسامع ولا للرائي بل ان المختبئون خلف الكواليس أخبرونا أن هناك غضب سعودي على قرار أبو مازن بوقف الاتفاقيات مع الاحتلال والولايات المتحدة والبعض العربي اعتبره تهور وخطوة غير محسوبة وهذا موقف غير مستغرب لاسيما ممن حضروا ورشة المنامة التي عُقدت بالبحرين، نهاية يونيو/ حزيران الماضي فهم حضروها ليمهدوا للضم ولغيره وقد أعطوا الضوء الأخضر سابقا وبالتالي على الرئيس محمود عباس ان يبحث عن ظهر وطني فلسطيني ليستند عليه وهو ينفذ قراره الأخير ، وهذا لا يتأتى إلا بإنهاء فوري للانقسام لاسيما وأن الاحتلال الاسرائيلي عاد للغة التهديد والوعيد واحتمالات عدوان جديد في غزة أو الضفة بات قاب قويين أو أدنى بل إن الضفة تتقلب كل ليلة على جمر بركان قد يثور في اية لحظة، فمن جهة وجّه رئيس أركان الاحتلال أفيف كوخافي تحذيرًا للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للتعامل مع تصعيد محتمل في الضفة المحتلة في نفس الوقت كان بيني غزنتس وزير جيش الاحتلال يتحدث عن تصعيد محتمل في قطاع غزة.

وبالتالي فعملية الضم التي يراها نتنياهو نزهة ويراها العرب ممكنة الفلسطينيون لا يرونها إلا ضرباً من ضروب الخيال أو يستشهدوا دونها ..

اسراء البحيصي – العالم

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى