بن زايد سيزور سوريا لهذه الأسباب..
إتصال ولي عهد أبوظبي بالرئيس السوري بشار الأسد لم يكن غريبا لأن الإمارات منذ البداية حاولت أن تبقي على خيط رفيع بينها وبين دمشق، رغم أنها في الوقت ذاته لم تخالف الحرب الإرهابية التي شنت على سوريا، لكن الغريب كان توقيت الإعلان.
العالم – يقال ان
محمد بن زايد نجح في استغلال جائحة كورونا ليعلن عن عودة العلاقات الخليجية مع سوريا، والإعلان كان حتميا في المستقبل في ظل الانتصارات الكبيرة التي سطرها الجيش السوري بمساعدة حلفائه وإعادة هيبة الدولة والقانون، لكن تبقى الأسباب الحقيقية عن توقيت الإعلان غائبة، ويبدو على رأس هذه الأسباب مواجهة تركيا، وربما حرب ضدها في سوريا خاصة وأنها تنشر بصورة غير شرعية قوات عسكرية هناك، بل وتدير مناطق في سوريا وكأنها قوة احتلال حتى وإن كانت تنكر هذا.
بن زايد الذي تشارك قواته في قتل آلاف اليمنيين سواء بالقصف المباشر أو عبر الحصار الذي أدى إلى انتشار مختلف أنواع الأمراض والأوبئة وموت الأطفال والنساء والشيوخ، اعتبر في سوريا و”فجأة” أن الدول «تسمو فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية وتغلّب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعاً»، وهو يضرب هنا عدة عصافير بحجر واحد، أولها بداية للعودة إلى الاستثمار البنائي في سوريا وإعادة الإعمار، خاصة وأن أوضاع البناء والعقارات قد تدهورت في الامارات وبدأت خسائرها تظهر، الثاني ضرب تركيا بمساعدة البلد العربي الوحيد القادر على التصدي لها، خاصة وأنها تحتل جزءا من أراضيه، الثالث تحسين صورة الإمارات التي تشوهت في عدوان اليمن وصورة بن زايد نفسه الذي يواجه أوقاتا عائلية صعبة، رابعا إيجاد مخرج للكارثة النفطية التي يتسبب بها ولي العهد السعودي عبر خفض الأسعار.
بالتأكيد بن زايد الذي يستعجل في ضرب الامتداد التركي في ليبيا ويرى في الرئيس التركي نفسه خطرا وفي سوريا مخرجا وفي الكورونا فرصة، لن يتوانى حتى عن زيارة سوريا ولقاء الرئيس الأسد، ليس لأنه يريد أن يجند سوريا أو يستغلها بل لأنه كغيره أيقن قوة سوريا وصمودها، ويريد أن يكون أول من يسارع بإظهار ‘حسن النية’ إن صح التعبير، بعد كل ما عاناه السوريون من أشقائهم العرب.
المصدر : قناة العالم .