مقالات

تحالف العدوان يضحي بمرتزقة هادي خدمة لمصالحه

على الرغم من أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي تدخّل في اليمن بحجة دعم حكومة الرئيس المستقيل والفار عبد ربه منصور هادي، إلا أن الضربات التي وجّهها العدوان لهذه الحكومة في السنوات الخمس الأخيرة، بدت أكثر من عمليات حمايتها، حتى بات يتحول إلى عبء حتى على مرتزقته.

العالم – اليمن

أبرز صور هذه الطعنات تمثّلت في دعم مليشيات خارج إطار حكومة هادي في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي، وصولاً إلى وجود غامض لتحالف العدوان في بعض المناطق ، لا سيما سقطرى والمهرة والمكلا، وهو ما أدى إلى تفسخ حكومة هادي.

وبرز تطور مهم مطلع فبراير/ شباط الماضي، حين أعلنت الإمارات سحب قواتها من اليمن، والمقدر عددها بـ15 ألف جندي، لكنها أعلنت على لسان نائب رئيس هيئة الأركان، عيسى المزروعي، أنها ستستمر عبر 200 ألف مقاتل قامت بتدريبهم خلال السنوات الخمس الماضية. وتشير تصريحات المسؤول الإماراتي إلى ميليشيات “الحزام الأمني” و”النخبة الشبوانية” و”النخبة الحضرمية” و”النخبة السقطرية”، وهي مليشيات انفصالية تديرها قيادات سلفية مقربة من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

كما تضم المليشيات الموالية للإمارات فصائل في الساحل الغربي وخليط من قوات تتحدر من محافظات شمالية وجنوبية، وهي مليشيات طارق صالح عفاش، نجل شقيق علي عبد الله صالح، و”ألوية العمالقة” التي تهيمن عليها قيادات سلفية بعضها متشددة، بالإضافة إلى ألوية جنوبية تعرف بـ”قوات الدعم والإسناد” و”لواء المشاة”.

وقبل أشهر من رحيل الإمارات بشكل رسمي، كان السيناريو المرسوم هو الانقلاب على حكومة هادي في عدن والدخول بتسوية سياسية مع الانقلابيين تضمن للانفصاليين دوراً في المستقبل.

وتسبّب تمرد أغسطس/ آب الماضي في عدن من قبل قوات ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” ، بالقضاء على مؤسسات حكومة هادي في عدن وطرد القوات الحكومية منها إلى أبين وشبوة، فيما تندلع بشكل شبه يومي اشتباكات بين الأطراف المدعومة إماراتياً بعد ظهور شبكة مصالح تريد إزاحة كل طرف من أمامها.

وفي هذا السياق، اندلعت اشتباكات مسلحة في محيط البنك المركزي اليمني في محافظة عدن، أمس الثلاثاء، بين قوة تابعة لحكومة هادي وأخرى مدعومة إماراتياً، أسفرت عن إصابة أفراد من الطرفين واحتراق مدرعة.

ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصدر أمني، أن الاشتباكات اندلعت بين قوة من مرتزقة هادي وقوات من مليشيات “الحزام الأمني” التابعة لـ”المجلس الانتقالي” في محيط البنك المركزي في مدينة كريتر.

ونقلت “الأناضول” عن موظف من البنك أن وصول قوة تابعة لمرتزقة هادي إلى البنك للمطالبة برواتب أفرادها المتأخرة منذ عدة أشهر، تسبّب في الاشتباكات. وتتولى مليشيات ما تسمى “الحزام الأمني” مهام حراسة البنك المركزي منذ سيطرة “الانتقالي” على عدن في أغسطس الماضي.

ويرى مراقبون أن العدوان بعد أشهر قليلة من السيطرة على عدن، سعى الى تشكيل ميليشيات لتفتيت اليمن خدمة لمصالحها بالهيمنة على اليمن.

وبعيداً عن دعم المليشيات خارج إطار حكومة هادي، أثار الوجود الإماراتي والسعودي في محافظتي أرخبيل سقطرى والمهرة، شرقي اليمن، الكثير من علامات الاستفهام في اليمن، فضلاً عن تجنيد آلاف الشباب اليمنيين كرمرتزقة ونقلهم إلى الحدود السعودية ووضعهم كخط دفاع أول للقوات السعودية في مواجهة القوات اليمنية واللجان الشعبية في الحد الجنوبي للسعودية.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى