مقالات

من يستهدف الجنود الأتراك على “m4” في ادلب، ولماذا تصمت تركيا؟

الطريق الدولية الذي يمر من إدلب واصلا بين محافظتي حلب واللاذقية والمعروف بالخرائط العسكرية بالرمز “m4” يبدو أنه عقدة لاتفاق الروسي التركي، وعنوان المشهد اليوم في الشمال السوري .

العالم- سوريا

فبعد أن قامت جبهة النصرة بقطع الطريق بسواتر ترابية وتدمير أحد الجسور و نقل عناصر لها بدون سلاح للاعتصام في منتصف الطريق لمنع الدوريات العسكرية الروسية من المرور رفقة الدوريات التركية حسب مانصت عليه الوثيقة الموقعة بين الرئيسين فلاديمير بوتين و رجب أردوغان في الخامس من هذا الشهر، لم يتوقف المشهد عند هذا الحد.

وفق هذا التطور أصبحت الدوريات التركية هي من تمر وحدها من الطريق دون الروسية في مخالفة صريحة للاتفاق، إلا أن الدوريات التركية نفسها تعرضت للهجوم مرتين خلال أسبوع واحد على الرغم من احتفاء إعلام جبهة النصرة بها واعتبار منع الدوريات الروسية انتصارا.

الهجوم الأول على الطريق الدولي في ريف إدلب في 19 من هذا الشهر في قرية محمبل أدى إلى مقتل جنديين تركيين، ألقت فيه أنقرة اللائمة على تنظيم وصفته بالراديكالي دون أن تسميه، والهجوم الثاني حصل أمس الثلاثاء قرب بلدة سفوهن في محافظة إدلب. وأدى الانفجار إلى إضرار عربتين مدرعتين وإصابة عسكريين تركيين اثنين.

فمن يستهدف الأتراك في منطقة نفوذهم، ومع وجود تأييد لهم من جبهة النصرة؟

تروج جبهة النصرة المسيطرة على المنطقة التي يمر منها الطريق أن عناصر من تنظيم داعش ربما يكونوا هم وراء الهجمات، إلا أن المؤشرات جميعها تشير إلى حليف جبهة النصرة، والتنظيم الذي خرج من رحمها هو المسؤول وهو تنظيم “حراس الدين” فرع تنظيم القاعدة التابع لأيمن الظواهري.

خاصة أن التنظيم وعلى لسان زعيمة “أبو همام الشامي” أعلن صراحة رفضه للاتفاق الموقع في موسكو بين الأتراك والروس، تركيا بدورها تعهد أكثر من مرة للجانب الروسي بألزام جميع الفصائل دون أستثناء بالاتفاق . لكن تكتم أنقرة حتى الآن عن الجهة التي تعرقل تنفيذ الاتفاق سواء تصرفات جبهة النصرة في قطع الطريق وتهديد الدوريات الروسية بالأستهداف، أو عمليات تنظيم “حراس الدين” حليف النصرة، تؤشر إلى أن تركية لن تدخل في مواجهة مع هذه الفصائل كرمى للاتفاق . وهو ما يعيد المشهد إلى ما قبل التصعيد الأخير في ادلب، بعد اتفاق سوتشي وتعهد أنقرة بإبعاد الفصائل من منطقة خفض التصعيد بعمق متفق عليه، إلا أنها لم تفعل وهو ما أشعل الصدام العسكري.

استطاع زعيم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” حسب تصريحات له بإلزام تنظيم “حراس الدين ” بعدم استخدام سورية قاعدة للجهاد العالمي، وكذلك دفعهم إلى الاعتراف بحكومته التي شكلها في مناطق الشمال. وهو ما يعني أن الجولاني يملك تواصلا و علاقات متينة مع التنظيم القاعدي، خاصة أن الجولاني يعتبر زعيما سابقا لأغلب قادة التنظيم الذين خرجوا من النصرة بعد إعلان الجولاني فك البيعة لزعيم القاعدة ” الظواهري”. فهل يقوم الجولاني وتنظيم “حراس الدين” بتبادل أدوار في الشمال السوري، بحيث لا يغضب الجولاني تركية ويمضي معها بالاتفاق، مرعاة لمصالح وموارد التنظيم العابرة من الحدود والمعابر مع تركية، بينما يقوم تنظيم” حراس الدين” بتخريب الاتفاق مع الروس.

الصمت التركي على قتل جنود أتراك من قبل الفصائل في ادلب، واقتصار ردة الفعل على بيان مقتضب خجول، مقابل التهديد والوعيد ووضع المنطقة على شفير حرب ودفع آلاف الجنود إلى داخل سورية وتعرضهم للموت والقتل عند استهداف الجيش السوري جنود أتراك، يترك علامة استفهام محيرة.

كمال خلف – راي اليوم

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى