عالمي

روسيا تبدأ تخفيف العزل ببطء، رغم العدد الكبير من الإصابات

مع عدد وفيات منخفض إجمالا بفيروس كورونا المستجدّ، بدأت روسيا الثلاثاء رفعاً حذراً لإجراءات العزل في بعض المناطق، ولو أنها سجّلت مرة جديدة أكثر من 10 آلاف إصابة إضافية بالمرض خلال 24 ساعة لتصبح ثاني دولة تسجل أعلى عدد إصابات في العالم بعد الولايات المتحدة.

العالم- اوروبا

وحسب وكالة الانباء الفرنسية، في مناطق عدة أقلّ تأثراً بالوباء، فُتحت الثلاثاء بعض المتاجر على غرار صالونات تصفيف الشعر، لكن معظم الأماكن العامة لا تزال مغلقة بما في ذلك المطاعم، في حين تُحظّر التجمّعات حتى إشعار آخر.

في منطقة باشكورستان (أورال)، أعلن المسؤول الاقليمي راضي خابيروف إعادة فتح “ضفاف الأنهر والمرافئ والحدائق” خلال ساعات النهار. وسمحت منطقة ماغادان في الشرق الأقصى الروسي من جهتها بممارسة الرياضة الفردية خارج المنزل.

في موسكو، البؤرة الرئيسية للوباء في روسيا، لا يزال العزل شبه الكامل سارياً، وبات وضع الكمامات والقفازات إلزامياً اعتباراً من الثلاثاء في وسائل النقل العام ومتاجر المواد الغذائية.

ومع 232243 إصابة مؤكدة منذ بدء تفشي الوباء بينها 10899 إصابة جديدة الثلاثاء، وفق إحصاءات رسمية، تُعدّ روسيا ثاني دولة في العالم من حيث عدد الإصابات.

ومنذ بداية شهر أيار/مايو، تحصي روسيا أكثر من 10 آلاف إصابة كل يوم، الأمر الذي تفسّره السلطات بتطبيقها سياسة الفحوصات المكثّفة، إذ إنها أجرت حوالى 5,8 مليون فحص، بحسب تعداد الثلاثاء.

ولا يزال عدد الوفيات جراء الفيروس منخفضاً مع 2116 وفاة، وأقلّ بكثير من الوفيات في إيطاليا وفرنسا أو حتى ألمانيا التي تُعتبر إجمالا نموذجاً في إدارتها للأزمة.

وتؤكد روسيا التي وصل إليها الوباء بعد دول أوروبا الغربية، أن انخفاض معدّل الوفيات يعود إلى أنها أمرت منذ آذار/مارس بعزل المسافرين القادمين من الدول المتأثرة بالفيروس وكذلك السكان المعرضين للخطر وأعادت تنظيم نظامها الاستشفائي.

ويعتبر منتقدون أن السلطات لا تأخذ بالاعتبار وفاة الآلاف ويشتبهون بأنها تعزو سبب وفاة مصابين بكوفيد-19 إلى أسباب أخرى.

في هذا السياق، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين برفع بطيء لإجراءات العزل “خطوة خطوة” و”بحذر” وحسب وضع تفشي الوباء في كل منطقة، منهياً فترة العطلة المدفوعة الأجر التي بدأت في نهاية آذار/مارس.

ودعا الرئيس الروسي أيضاً إلى إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية التي تعاني في روسيا كما في خارجها، بسبب العزل لكن أيضاً جراء انهيار أسعار النفط.

وقال “حيثما كان ذلك ممكناً، ينبغي خلق الظروف لاستعادة الأنشطة في القطاعات الاقتصادية الأساسية: البناء والصناعة والزراعة والاتصالات والطاقة واستخراج المواد الأولية”.

في موسكو، لا تزال اجراءات العزل الأساسية سارية حتى 31 أيار/مايو، إذ إن العاصمة تعدّ أكثر من نصف الإصابات المسجّلة في روسيا.

والتدبير الوحيد الذي اتُخذ في العاصمة لناحية تخفيف العزل هو إعادة فتح الثلاثاء المصانع وورش البناء، وهما قطاعان يضمان نصف مليون عامل.

وأصبح وضع القناع الواقي والقفازات إلزامياً في وسائل النقل المشترك والأماكن العامة المغلقة مثل متاجر المواد الغذائية. وتمّ الاكتفاء الثلاثاء بتوبيخ المخالفين، لكن اعتباراً من الأربعاء سيتمّ فرض غرامة باهظة بحقهم تصل إلى خمسة آلاف روبل أي 63 يورو.

وتعتبر تاتيانا خان التي استقلت الحافلة اليوم، التدبير ضرورياً. وتؤكد هذه الموظفة البلدية التي عملت في تعقيم مداخل المباني أن التدبير يُطبق “من أجل أن يفهم الجميع”.

وتضيف المرأة البالغة 25 عاماً “لو وضع الجميع الأقنعة الواقية في وقت مبكر، لكان سُجل على الأرجح عدد أقلّ من الإصابات”.

في سان بطرسبورغ حيث لا يزال العزل سارياً، أدى حريق إلى مصرع خمسة أشخاص مصابين بكوفيد-19 كانوا في قسم الإنعاش في مستشفى. وسبب المأساة هو اشتعال جهاز تنفّس اصطناعي.

وأشاد محافظ سان بطرسبورغ ألكسندر بيغلوف “ببطولة” الطاقم الطبي الذي أخلى القسم من المرضى وقطع التيار الكهربائي عنه والأكسجين.

وقال في بيان “تجنّبنا (سقوط) عدد كبير من الضحايا بفضل مهنية وتفاني الأطباء والممرضين”.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى