اقتصاد

العدوان على غزة وتآكل الإقتصاد الإسرائيلي

مع استمرار الصراع في قطاع غزة، وصلت العملة الإسرائيلية، الشيكل، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي، ما جلب عواقب اقتصادية فظيعة على الكيان أكثر خطورة من عواقب جائحة كوفيد-19.

العالم – الإحتلال

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي وحربه “الإبادة” على قطاع غزة، انخفضت العملة الإسرائيلية “الشيكل”، إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار الأمريكي منذ 8 سنوات.

وفي مقابلة مع بلومبرغ، قالت الرئيسة السابقة للبنك المركزي الإسرائيلي، كارنيت فلوغ، إنه في اليوم الأول لعملية اقتحام الأقصى، انخفضت قيمة العملة أكثر من 3 بالمائة إلى 3.96 دولار أمريكي، وهو ما أجبر البنك المركزي الإسرائيلي للحد من تقلبات العملة، وسيضخ سعر الصرف مبالغ ضخمة تصل إلى 45 مليار روبية (11 مليار و400 مليون دولار).

هذا وبحسب ما كتبته صحيفة رأي اليوم في تقرير لها أن حرب غزة تسببت في تراجع الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 19.4 بالمئة في الربع الرابع من عام 2023، وبحسب الإحصائيات الرسمية لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في فلسطين المحتلة في الربع الأخير من عام 2023 بمقدار الخمس، أي ما يعادل 19.4%، وذلك بسبب تأثير الحرب المستمرة في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي.

وتشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزى في تل ابيب إلى ترك ما لا يقل عن 750 ألف إسرائيلي لوظائفهم نتيجة الانضمام لقوات الجيش كان خسارة من نوع اخر للاقتصاد الاسرائيلي باعتبارهم ايد عاملة ودافعي ضرائب في ذات الوقت و يشكلون نسبة 18 % من قوة العمل في كيان الإحتلال الإسرائيلي.

وكان “أمير يارون” رئيس البنك المركزي الإسرائيلي قد أعلن مؤخراً أن تكاليف هذا النظام نتيجة الحرب بين عامي 2023 و2025 ستصل إلى نحو 220 مليار شيكل أي 58.300 مليار دولار، وهو ما ينبغي أن يعادل الخسارة. من الدخل بسبب آثار الحرب وفي هذا السياق، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لإسرائيل خطوة واحدة وخفضته من A1 إلى A2 بسبب تأثير الصراع الدائر في قطاع غزة.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إنه مع بدء حرب غزة، أمرت [إسرائيل] شركة شيفرون الأمريكية بوقف الإنتاج في حقل غاز “تمار”، الذي كلف النظام حوالي 200 مليون دولار شهريا، في حين أن قطاع الغاز هو أحد القطاعات الحيوية في الاقتصاد الإسرائيلي.

ومن ناحية أخرى، وبسبب الفلتان الأمني ​​الناجم عن العمليات البطولية للمقاومة الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني وقصف الأراضي المحتلة ومطار بن غوريون على يد المقاومين، تضررالكيان الصهيوني بشدة في قطاع السياحة. لأن العديد من شركات الطيران الأجنبية ألغت رحلاتها إلى الأراضي المحتلة، بحيث تم تخفيض الرحلات الجوية في مطار بن غوريون بنسبة 80%.

كما كانت الفنادق الإسرائيلية شبه خالية من السياح بشكل لافت، وبحسب التقرير الشهري الصادر عن هيئة الإحصاء الإسرائيلية، فإن الدخل من السياحة في هذا الكيان انخفض بنسبة 76% منذ أكتوبر الماضي. كما خسرت الميزانية الإسرائيلية المخصصة لضمان التأمين ضد مخاطر الحرب لشركات الطيران الإسرائيلية 6 مليارات دولار.

كما تعاني مدينة إيلات الساحلية في كيان الإحتلال من الضربة الاقتصادية الناجمة عن حرب غزة، وفقا للبيانات الصادرة عن شركة نظام الدفع ببطاقات الائتمان الإسرائيلية (شيبا)، التي تشرف على مدفوعات بطاقات الائتمان. تظهر بيانات شيبا أنه في الأسبوع من 17 إلى 23 ديسمبر، كانت مدفوعات بطاقات الائتمان أقل بنسبة 30٪ عن نفس الأسبوع من عام 2022.

وقال الخبير الاقتصادي الإسرائيلي – في مقابلة أجرتها معه منصة ذى غلوبز الاخبارية الاقتصادية المتخصصة – ان كلفة الحرب الحالية على قطاع غزة هي الأعلى في تاريخ جولات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اذ بلغت حتى الان 191 مليار شيكل وفق البيانات الصادرة عن الحكومة الاسرائيلية بينما لا يزال ملف تمويل الحرب مفتوحا ..

وأضاف أن كلفة الحرب على غزة على هذا النحو تتجاوز كلفة فاتورة عملية ” الرصاص المصبوب ” عامى 2008 – 2009 على غزة والتى تكلفت 3ر3 مليار شيكل و تتجاوزت كذلك كلفة عملية ” الجدار الواقى ” في العام 2014 و التى استمرت 51 يوما و كانت فاتورة كلفتها 8ر7 مليار شيكل ، و كذلك تتجاوزت كلفة الحرب الدائرة الان على غزة كلفة عملية ” حراس الجدار ” التي نفذتها [اسرائيل] ضد قطاع غزة عام 2021 و كانت 5ر4 مليار شيكل اسرائيلي.

وأخيرا، ووفقا لتقرير “تايمز أوف إسرائيل”، أعلن بنك “بوعاليم” الإسرائيلي أنه لا يزال من السابق لأوانه تقدير الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الحرب الحالية في غزة، ولكن وفقا للمعلومات الأولية، فإن تكلفة هذه الحرب لن تكون كافية. تكون أقل من 7 مليارات دولار وقد تشكل نحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى