عربي

مقررة أممية تتلقى تهديدات من الثنائي الأمريكي الإسرائيلي.. لماذا؟

أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، في تقرير قدمته في 26 مارس/ آذار الجاري لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على :”انه بعد 5 أشهر من تحليل ما تقوم به “إسرائيل” من مجازر في غزة، فإن التقارير تؤكد وجود عناصر تدل على أن “إسرائيل” ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة، وقد اكتملت عناصرها”.

العالم – الخبر و إعرابه

-اللافت في تقرير ألبانيز، انها شددت على أنه ليس من المجدي الاكتفاء بإدانة أفعال “إسرائيل” في غزة والقول إن “إسرائيل” لا تحترم القانون الدولي. في تأكيد واضح من مسؤولة اممية، على انه لابد من وجود جهة دولية تمنع “اسرائيل” من تشويه مبادئ القانون الدولي عمدا، من خلال محاولة ارتكاب أعمال عنف وإبادة جماعية وتدمير الشعب الفلسطيني.

-من الواضح ان تصريح ألبانيز، جاء كإعتراف صريح، على انه ليس هناك جهة دولية يمكن ان تسحب “اسرائيل” لها حسابا، ما دامت تحتمي بالمظلة السياسية والعسكرية والاعلامية الامريكية، والتي شلت الارادة الدولية، ومنعتها ان وقف ابشع جرائم تشهدها الاراضي الفلسطينية منذ عقود.

-من المؤكد ايضا، انه وبفضل المظلة الامريكية، فان تقرير ألبانيز سيكون مصيره مصير قرار محكمة العدل الدولية التي اتهم الكيان الاسرائيلي بارتكاب “إبادة جماعية”، كما لن يكون مصير التقرير، افضل من مصير القرار الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين الماضي والذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، بينما مازالت آلة الموت الاسرائيلية تحصد ارواح اطفال ونساء غزة، بضوء اخضر امريكي.

-الفارق الوحيد بين قرار محكمة العدل الدولية والقرار الاممي وتقرير ألبانيز، هو ان صحابة التقرير، باعترافها شخصا، تلقت تهديدات عديدة، وتعرضت لهجمات، منذ ان بدأت مهمتها في إعداد تقرير بشأن الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، من اجل حجب الفظائع التي تجري في غزة عن العالم.

-امريكا، بلد “الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والحيوان والشاذين”، رفضت، على لسان مسؤول كبير فيها تقرير ألبانيز، وقال في حديث مع وكالة الانباء الفرنسية:” انه ليست لدى امريكا أي أسباب للاعتقاد بأن “إسرائيل” ارتكبت أعمال إبادة في غزة”!. واللافت ان هذا المسؤول طالب بعزل المقررة الاممية ، متهما اياها بانها “متحيزة ضد إسرائيل”!.

-استقواء “اسرائيل” بامريكا، جعل الاولى وامام مرآى ومسمع العالم، تهدد قضاة المحكمة الدولية ودولهم، وتهدد منظمة الامم المتحدة، وتهدد شخص امينها العام، وتهدد الانروا ومدرائها والمقررين الامميين، بل وتتهجم على حلفائها التقليديين في الغرب، لمجرد انهم قالوا الحقيقة تحت تأثير بشاعة ما يجدري في غزة، وكأن “اسرائيل” فوق القانون الدولي، ولا ينطبق عليها ما ينطبق على الاخرين.

-بعد كل هذا، هل هناك حاجة لدليل اضافي، للكشف عن حجم التورط الامريكي في الحرب المدمرة على قطاع غزة، منذ أكثر من 5 أشهر، وفي مشاركة امريكا المباشرة في قتل أكثر من 32 ألف شهيد واصابة نحو 75 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، وما الضجة المفتعلة، حول وجود خلاف بين امريكا وبين “اسرائيل” بشأن غزة، الا محاولة يائسة بائسة لطمس هذه الحقيقة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى