مقتل موظفي الهلال الأحمر الاماراتي في عدن أول الغيث
دانت الإمارات بشدة مقتل موظفين اثنين من فريق الهلال الأحمر الإماراتي العاملين في مدينة عدن بجنوب اليمن.
وفي تفصيل ما حدث أصدرت هيئة الهلال الأحمر الاماراتي بيانا ذكرت فيه أن اثنين من موظفيها وهما أحمد فؤاد اليوسفي منسق عمليات الإغاثة وزميله محمد طارق فقدا أثناء تأدية مهامهما في منطقة تعد صعبة ومعقدة بعدما تم اختطافهما من قبل مسلحين في سيارة بمنطقة الدرين بالمنصورة في عدن وعثر عليهما مؤخراً مقتولين بعد أن تم تقييدهما وإطلاق النار عليهما.
من المؤكد أن اختطاف اثنين من العاملين في الهلال الاحمر الاماراتي ثم قتلهما في مدينة عدن التي تشهد توترا كبيرا بين القوات السعودية وقوات عبد ربه منصور هادي من جهة وبين القوات الموالية للامارات من جهة أخرى ينطوي على الكثير من المؤشرات والدلالات، ويبدو أن أبو ظبي تدرك جيدا هذه المؤشرات والدلالات، واذا كانت لا تثيرها في بياناتها ومواقفها فربما لأنها لا تريد التشهير بحجم الخلافات بينها وبين السعودية، أو بين القوات الموالية لها والقوات الموالية للسعودية، غير أنه ونتيجة لاصطفافات اليمنيين واستخدام كل صف لشبكة الانترنت لمهاجة الصف الآخر، فانه لم يعد هنالك شيئ مستور.
الحقيقة أن الذين قتلوا موظفي الهلال الأحمر الاماراتي يريدون توجيه رسالة قوية لأبوظبي، بأنهم عازمون على ضرب موالي الامارات وفرض عليهم شروط ما يسمى “اتفاق الرياض”، وان لم ترغم الامارات المسلحين الموالين لها خاصة أولئك المنتشرين في مدينة عدن على الانصياع للأمر فانهم عازمون على استخدام القوة، حتى لو اقتضى الأمر اندلاع معارك دموية مع هؤلاء الموالين.
غير انه لا يمكن فصل ما حدث عن المعارك التي شهدتها عدن في العام الماضي بين الموالين للطرفين، ولا فصله عن قضية مطار عدن التي وقعت الأسبوع الماضي، عندما ارادت القوات السعودية طرد القوات الموالية للامارات من مطار عدن عبر تجريدهم من مهمة حراسة المطار وتسليمها لقوات هادي الموالية لها، الا أن قوات المجلس الانتقال الجنوبي رفضت بشدة القرار السعودي وارسلت تعزيزات عسكرية للمطار للامتناع عن تسليم حراسته للسعودية والموالين لها؛ بل أن هذا الحدث هو حلقة في سلسلة طويلة من الخلافات العميقة بين الموالين للسعودية والموالين للامارات.
مما لاشك فيه أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الخلاف والصراع، هو أن القوات الموالية للامارات لا تريد تقديم المناطق والمواقع الاستراتيجة التي يسيطرون عليها على طبق من ذهب للقوات السعودية والموالين لها، أما السبب الآخر فهو لانعدام ثقة الجنوبين بالسعودية والموالين لها، خاصة وأن الموالين لها طالما هزموا لادنى ضربة يوجهها الجيش واللجان الشعبية لهم، وطالما اندحروا امام هجماتهم في العديد من المناطق وكان آخرها محافظة الجوف، التي انتزعتها القوات اليمنية من مرتزقة العدوان وبكل جدارة.
لا أحد يصدق أن الاجراءات التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن كانت من دون علم وتنسيق وضوء أخضر اماراتي، في نفس الوقت لا أحد يصدق أن الاجراءات التي يتخدها الموالون المسلحون لهادي من دون علم وتنسيق وضوء أخضر من السعودية، ولو كانت السعودية والامارات متفقتان لأوعزتا للموالين لهما بالاتفاق، وتقديم أحدهما التنازلات للآخر، غير أن القضية أعمق من ذلك، وللاسف الشديد أن الذي يدفع الثمن هنا هو الشعب اليمني سواء بمقتل واصابة ابنائه أو بتدمير ممتلكاته ومؤسساته وبناه التحتية.
كل ذلك لأن مرتزقة العدوان سواء الموالين للسعودية أو الموالين للامارات رهنوا مصيرهم بمصير الرياض وأبو ظبي، مقابل أموال الحرام أو الوعود المزيفة التي قدمتها ابو ظبي للموالين لها أو تلك الوعود التي قدمتها الرياض للموالين لها، ويتصور الموالون انها تقدمان هذه الأموال لسواد عيونهما، بينما هي ثمن سكوتهم على قتل اخوانهم وأخواتهم من الشعب اليمني، أو تدمير ما تم بناءه حتى الآن، أو لنهب ثروات هذا البلد، ولعل توجههما الى حضرموت ودعوة القوات الاميركية لارسال قواتها الى شبوة لتحقيق هذا الغرض.
المصدر : قناة العالم .