عربي

تساؤلات حول اهداف زيارة ‘باشاغا’ لتركيا

طرحت زيارة رئيس الحكومة المكلف من البرلمان الليبي، فتحي باشاغا إلى تركيا بعض الأسئلة والتكهنات عن أهداف ورسائل الزيارة في هذا التوقيت.

العالم – ليبيا

حيث زار باشاغا برفقة عدد من نوابه ووزراء حكومته تركيا لبحث آخر تطورات الأوضاع في ليبيا ومنها ملف الانتخابات.

وأكد المكتب الإعلامي التابع لباشاغا قيام الأخير بزيارة رسمية إلى تركيا برفقة عدد من الوزراء ونائبه، علي القطراني لمناقشة التطورات الأخيرة، وإمكانية إجراء الانتخابات في الوقت المناسب.

وتعتبر الزيارة كأول زيارة رسمية خارجية يجريها باشاغا منذ منح حكومته الثقة من قبل البرلمان الليبي، لكن حتى الآن لم يتناول الإعلام الرسمي في تركيا أي تقارير عن الزيارة أو مع التقاه باشاغا أو من كان في استقباله ناهيك عن وصف الزيارة بالرسمية.

“زيارة الإمارات”

وأتت زيارة باشاغا لتركيا في توقيت متزامن مع زيارة رئيس الحكومة الليبية، عبدالحميد الدبيبة إلى الإمارات رفقة مجموعة من الوزراء بعد تعثر زيارته إلى تونس”، بحسب منصة “فواصل” المحلية.

فما أهداف زيارة باشاغا لتركيا الآن؟
وهل هو تقارب من حكومته مع أنقرة أم زيارة في إطار محاولات تركيا الصلح بينه وبين الدبيبة؟

“محاولة فاشلة”

من جهته، قال الضابط الليبي المقيم في تركيا، العقيد سعيد الفارسي إن “زيارة باشاغا إلى تركيا محاولة منه لكسب
موقفها وتأييدها من أجل الدخول للعاصمة طرابلس وإبعاد حكومة الدبيبة لكنها محاولة فاشلة كون باشاغا وحكومته غير مرحب بهما لدى تركيا”.

وقال في تصريحات لـ”عربي21″ إن “الزيارة لم تأخذ الطابع الرسمي إذ لم نرى في استقباله أي مسؤول تركي أو
تسليط الضوء عليها في الإعلام الرسمي لتركيا، لذا هي خطوة لا فائدة منها، أما بخصوص الانتخابات فالكلمة الفاصلة ستكون للمجلس الرئاسي بتجميد البرلمان ومجلس الدولة وتشكيل حكومة مصغرة من أجل الوصول إلى الانتخابات”، وفق رأيه.

“تسليم وتسلم”

في حين قال المحلل السياسي المؤيد لحكومة باشاغا، السنوسي الشريف إن “تركيا حددت موقفها حيال العملية السياسية في ليبيا بتصريح واضح لوزير خارجيتها بأنها تدعم كل ما يتفق عليه مجلسا النواب والدولة في ما يتعلق بخارطة الطريق التي تستهدف الوصول للانتخابات، كما أكد أردوغان أن علاقته جيدة بكل من باشاغا والدبيبة”.

وأشار في تصريحاته لـ”عربي21″ إلى أن “تركيا لم تستقبل رسميا كلا من باشاغا أو الدبيبة ربما يكون ذلك ناتج عن حسابات تركية تجاه الموقف الأمريكي والأوروبي المرتبك من التغيير الذي حصل، لكن تركيا دخلت مع مصر وروسيا والإمارات في تفاهمات حول دعم الاستقرار في ليبيا ولكنها لا تريد الاصطدام بأي طرف سياسي في الغرب الليبي”، وفق رأيه.

وتابع: “سيحاول باشاغا إقناع تركيا بعدم جدوى مسايرة رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة الذي لم
يعد يملك مساحة للمناورة خاصة في ظل الأزمة الحالية التي وصلت الى إغلاق النفط”، كما قال.

“إرباك المشهد”

الكاتب السياسي الليبي، أسامة كعبار قال إنه “من المؤسف أن نرى الوضعية التي وصل إيها باشاغا من أجل الوصول للسلطة، فقد تم الزج به في لعبة سياسية قذرة نجح من خلالها حفتر وعقيلة صالح والمخابرات المصرية في إرباك المشهد في المنطقة الغربية، وحرق ورقة أحد أهم الشخصيات في الثورة الليبية”.

وتابع: “أما الموقف التركي فهو ثابت وواضح، ووفق سياسات خارجية ودبلوماسية تحترم القانون والأعراف الدولية، والتي من خلالها وصل الدبيبة الى مقعد رئيس الحكومة الليبية، وطريقة تنصيب باشاغا كرئيس حكومة تخالف الترتيبات الدولية في جنيف بخصوص الملف الليبي، لذا رفضت تركيا استقبال باشاغا بشكل رسمي، ووفق المعلومات أن زيارته سياحية ودخل كأي مواطن ليبي من خلال رحلة تجارية”.

وفي السياق نفسه قال المحلل السياسي الليبي” كامل المرعاش”إن زيارة رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا إلى تركيا في غاية الأهمية،فباشاغا بزيارته يريد أن يقف على حقيقة الموقف التركي “الضبابي” حول الاعتراف بحكومته، ورفع الدعم عن حكومة عبد الحميد الدبيبة والتي ترفض تسليم السلطة.

جاء ذلك في تصريحات صحفية، أوضح فيها أن الزيارة تندرج في إطار تقييم علاقته بأنقرة، مشيرًا إلى أنه سيكون لها نتائج سلبية أو إيجابية على علاقته المستقبلية بتركيا.

وقال المرعاش عن توقيت الزيارة: إنها تأتي في وقت حرج لرئيس الحكومة الليبية والذي بات مقتنعًا أن أي تأخير في استلام مهامه في طرابلس له تداعيات سلبية على حكومته، مشيرًا إلى أن تركيا لم تحسم أمر الاختيار بينه وبين الدبيبة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى