عربي

هل تستجيب السعودية للمطالبات بالافراج عن الفلسطينيين؟

مع اجتياح فيروس كورونا معظم دول العالم بما فيها السعودية، يطالب أهالي المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين في السجون السعودية سلطات الرياض بإطلاق سراحهم فورا حفاظا على سلامتهم، معربين عن تخوفهم من احتمال انتشار الفيروس القاتل في السجون، سيما في ظل توارد تقارير عن عدم اتخاذ السعودية أي إجراءات احترازية لمنع وصول كورونا الى السجون وهو ما يهدد حياة مئات المعتقلين.

العالم-تقارير

طالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية، وذلك في ظل وباء كورونا الذي يجتاح العالم.

ووجه هنية رسالة عاجلة للملك سلمان اعتبر فيها إطلاق سراح الفلسطينيين ضرورة إنسانية وقومية، انطلاقا من الأبعاد الإنسانية والدينية للسعودية في التعامل مع قضية فلسطين وأبنائها الذين عاشوا سنوات طويلة على أرض المملكة.

ويقبع عشرات الفلسطينيين على رأسهم ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، محمد الخضري (82 عاما) الذي يعاني ظروفا صحية صعبة ونجله هاني، في السجون السعودية.

وكانت حركة “حماس”، قد أعلنت في 9 سبتمبر/ أيلول 2019، عن اعتقال الخضري ونجله، وقالت إنه كان مسؤولا عن إدارة “العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة”.

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، عقدت أولى جلساتها لمحاكمة 68 فلسطينيا وأردنيا، وبعض من كفلائهم السعوديين، في الثامن من آذار/ مارس الجاري، بعد توجيه تهم واهية اليهم ركزت في المقام الأول على الدعم المالي للقضية الفلسطينية.

وشنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة بحق أردنيين وفلسطينيين في نيسان/ أبريل 2019، سبقها اعتقال مجموعة في شباط/ فبراير، وتلاها اعتقالات محدودة في تموز/ يوليو، وآب/ أغسطس، ليصل المجموع بين الـ60 و70 معتقلا.

وتضم قائمة أسماء المعتقلين أساتذة جامعات وأكاديميين وإعلاميين ومهندسين، مضى على اعتقال بعضهم أكثر من عامين وهم تعرضوا لحملة اعتقالات وملاحقات سرية رغم أن لديهم تعاقد رسمي مع الحكومة السعودية للعمل في المملكة.

ولم تستجب السلطات السعودية للمطالبات التي وجهها أهالي المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين للإفراج عن أبنائهم منذ أشهر. ومع زيادة انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في معظم دول العالم ومنها السعودية ومواصلته حصد الأرواح خاصة كبار السن، بدأ أهالي المعتقلين في السجون السعودية الشعور بالرعب من احتمال إصابة أبنائهم في السجون بفيروس كورونا.

وبدأ يتزايد قلق الأهالي بعد أن أفاد حساب معتقلي الرأي المختص بنشر أخبار المعتقلين في السعودية، في تقرير بأن السلطات السعودية لم تتخذ أي إجراءات احترازية لمنع وصول كورونا إلى السجون، إضافة إلى عدم تعقيم الزنازين، أو استخدام مواد تنظيف، وهو ما يهدد حياة مئات المعتقلين ومن بينهم المعتقلون الفلسطينيون والاردنيون في سجون المملكة.

وبات أهالي المعتقلين يخشون على حياة أبنائهم داخل السجون السعودية، خاصة أن بعض المعتقلين ومن بينهم كبار السن مصابون بأمراض مزمنة، في وقت تتكتم فيه السلطات على حالاتهم وعدم تأكيدها اتخاذ أي إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس القاتل بين المعتقلين.

وقال عدد من أهالي المعتقلين، إنهم أرسلوا مخاطبات رسمية إلى منظمة الصحة العالمية للتأكد من اتخاذ السلطات السعودية إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس داخل السجون، خاصة مع الحديث عن وجود حالات اشتباه بين السجناء الأجانب بالمملكة.

وقال عبد الماجد الخضري، شقيق المعتقل محمد الخضري: مع انتشار الفيروس بدأنا نشعر بالخوف على مصير أبنائنا المعتقلين في السجون السعودية، داعيا لإطلاق سراحهم خاصة أن السجون مكدسة بالمعتقلين وهناك فرصة لانتقال العدوى.

وفي فلسطين، أطلقت حملة “الحرية للخضري والمعتقلين الفلسطينيين في السعودية”، نداء عاجلا بالإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون المملكة بسبب كورونا، ومع تصاعد التهديدات الصحية للبشرية، ومع الازدياد الدائم في أعداد المصابين والمتوفين بدول العالم.

ودعت الحملة في بيان نشرته على حسابها بموقع “فيسبوك”، السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، ومن بينهم الدكتور الخضري.

واعتبرت الحملة بقاء هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين بالسجون السعودية في هذا الوقت يشكل خطرا على حياتهم وتهديدا لصحتهم، مطالبة جميع المؤسسات الإنسانية والقانونية في العالم بالتحرك العاجل لإنقاذ وإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية.

وفي سياق متصل، تتواصل وقفات احتجاجية ينظمها أهالي المعتقلين الاردنيين في السعودية، تطالب السلطات السعودية بإطلاق سراح أبنائهم قبل أن يصابوا بفيروس كورونا.

رئيس لجنة المعتقلين الأردنيين السياسيين في السعودية خضر المشايخ من جهته دعا منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر تحديدا، إلى التدخل للاطمئنان على المعتقلين بالسجون السعودية، في ظل انقطاع الزيارات بعد تفشي المرض بالسعودية.

وكشف المشايخ عن وجود حالات من الاصابة بالوباء بين صفوف بعض المعتقلين الاجانب في سجون المملكة بعد نقلهم إلى الرياض بطائرة خلال المحاكمة، معبرا عن خشيته من انتقال العدوى الى عشرات المعتقلين الاردنيين والفلسطينيين.

وباتت حصيلة حالات الإصابة بفيروس كورونا مرشحة للارتفاع في الدول الخليجية وسط حالة من الذهول، إذ أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 119 حالة إصابة جديدة من بينها 72 اكتشفت في أحد فنادق مكة المكرمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي في مؤتمر صحفي إنه تم تسجيل 119 إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 511 إصابة.

وتسبب فيروس كورونا حتى الآن في وفاة ما لا يقل عن 13 ألفا و444 شخصا في العالم، منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما تم تسجيل أكثر من 308 آلاف و130 إصابة رسميا في أكثر من 170 بلدا منذ بدء تفشي الوباء.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى