عالمي

‘ليبيا مُلك وسلطانان’…الأول يتجه لــتركيا والآخر الى الإمارات، لماذا؟!

تشهد ليبيا خلافا سياسيا حاد على خلفية عودة “أزمة الحكومتين”، حيث منح مجلس النواب الليبي في أول مارس الماضي الثقة لحكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، في المقابل يرفض رئيس حكومة الوحدة تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

العالم – ليبيا

حينما وصل رئيس حكومة ليبيا المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، يوم الجمعة الماضية، إلى تركيا على رأس وفد رفيع المستوى، لبحث عدد من الملفات “المهمة”،فــقام رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بزيارة الى الإمارات، للبحث عن المستجدات السياسية في ليبيا.

وتأتي هذه الزيارات وسط أزمة سياسية تعيشها ليبيا، وفي ظل تعثر الطريق نحو الوصول إلى سبل حلحلة لـ”أزمة الحكومتين”، التي لم تصل بعد إلى محطة الحل.

هذا وعندما أفادت مصادر، في أهمية زيارة دبيبة إلى الإمارات، قائلة بانها تأتي في إطار محاولات رئيس حكومة الوحدة الحصول على دعم دولي وعربي لتنفيذ مبادرة “عودة الأمانة للشعب”، فتحدثت مصادر أخرى عن زيارة “باشاغا” لتركيا، واصفا اياها “بغاية الأهمية”،وقالوا أن الرئيس باشاغا يريد أن يقف على حقيقة الموقف التركي “الضبابي” حول الاعتراف بحكومته، ورفع الدعم عن حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية والتي ترفض تسليم السلطة.

من جهته، قال المحلل السياسي الليبي ” كامل المرعاش،في تصريحات صحفية، أوضح فيها أن زيارة “باشاغا”تندرج في إطار تقييم علاقته بأنقرة، مشيرًا إلى أنه سيكون لها نتائج سلبية أو إيجابية على علاقته المستقبلية بتركيا.

وأضاف المرعاش عن توقيت الزيارة قائلا: “إنها تأتي في وقت حرج لرئيس الحكومة الليبية والذي بات مقتنعًا أن أي تأخير في استلام مهامه في طرابلس له تداعيات سلبية على حكومته، مشيرًا إلى أن تركيا لم تحسم أمر الاختيار بينه وبين الدبيبة”.

وفي السياق نفسه قال الضابط الليبي المقيم في تركيا، العقيد سعيد الفارسي:”إن “زيارة باشاغا إلى تركيا محاولة منه لكسب موقفها وتأييدها من أجل الدخول للعاصمة طرابلس، وإبعاد حكومة الدبيبة، لكنها محاولة فاشلة كون باشاغا وحكومته غير مرحب بهما لدى تركيا”.

وأضاف أن “الزيارة لم تأخذ الطابع الرسمي، إذ لم نر في استقباله أي مسؤول تركي أو تسليط الضوء عليها في الإعلام الرسمي لتركيا، لذا هي خطوة لا فائدة منها.

في حين قال المحلل السياسي المؤيد لحكومة باشاغا، السنوسي الشريف، إن “تركيا حددت موقفها حيال العملية السياسية في ليبيا بتصريح واضح لوزير خارجيتها بأنها تدعم كل ما يتفق عليه مجلسا النواب والدولة في ما يتعلق بخارطة الطريق التي تستهدف الوصول للانتخابات، كما أكد أردوغان أن علاقته جيدة بكل من باشاغا والدبيبة”.

وأشار في تصريحاته إلى أن “تركيا لم تستقبل رسميا كلا من باشاغا أو الدبيبة، ربما يكون ذلك ناتجا عن حسابات تركية تجاه الموقف الأمريكي والأوروبي المرتبك من التغيير الذي حصل، لكن تركيا دخلت مع مصر وروسيا والإمارات في تفاهمات حول دعم الاستقرار في ليبيا، لكنها لا تريد الاصطدام بأي طرف سياسي في الغرب الليبي”، وفق رأيه.

وتابع: “يحاول باشاغا إقناع تركيا بعدم جدوى مسايرة رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة، الذي لم يعد يملك مساحة للمناورة، خاصة في ظل الأزمة الحالية التي وصلت إلى إغلاق النفط”، كما قال.

أما من منظر آخر وحول زيارة الدبيبة لدولة الإمارات ، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي اللواء خالد المحجوب:”إن الدبيبة “نسف” جهود اللجنة العسكرية “5+5” في وقف إطلاق النار والاستمرار فيه، وتوحيد المؤسسات وغيرها.

وأضاف:” أن الدبيبة أطلق الكثير من الوعود التي وصفها بـ”الكاذبة”، وعمل بقصد على النيل من القوات المسلحة التي لا يمكن أن تكون في أي طرف “يباع فيه الوطن”. على حد قوله.

وهناك في هذا الشد والجذب والتوتر بين حكومتين، تعيش ليبيا ، تحت صراع وتحديات بسبب الخلاف بينهما، جراء تعدد القراءات الدستورية لإجراءات التكليف بتشكيل الحكومات أو سحب الثقة منها، في ظل حالة الغموض التي تكتنف مرحلة الانتقال.

ووفق خبراء دستوريين، فإنّ مجلس النواب اعتمد على مواد اتفاق الحوار السياسي في سحب الثقة من حكومة الدبيبة، وتكليف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة ومنحها الثقة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى