عالمي

أمريكا و”إسرائيل” والسعودية.. والبرنامج النووي الإيراني

امريكا و”اسرائيل” والسعودية، لا يتحدث مسؤولوها عن إي شيء على كوكب الارض، الا ومالوا عنق الحديث نحو ايران و بثوا سمومهم واحقادهم ضدها، أما اذا كان حديثهم عن البرنامج النووي الايراني السلمي، فحدث ولا حرج، عندها ستكون ايران متهمة بانها ” على بعد أسابيع قليلة، من انتاج قنبلة نووية”، او انها “تهدد الامن والسلم الدوليين”، او انها “تدعم الميليشيات الطائفية، التي تهدد امن واستقرار المنطقة”، الى آخر قائمة الاتهامات، التي باتت معروفة ومملة من كثرة تكرارها منذ عقود.

العالم – كشكول

نبدأ بأمريكا، التي تقود كل الحملات الدولية ضد ايران لشيطنتها، واظهارها بمظهر البلد الساعي وراء القنبلة النووية لتهديد المنطقة والعالم، امريكا هذه هي البلد الوحيد في العالم الذي استخدم السلاح النووي ضد الشعوب وقامت بمحو مدينتين مع سكانهما، من على وجه الارض، دون اي مبررات عسكرية، فقط لاظهار قوتها وفرض هيمنتها على العام.

امريكا هذه مازالت تهدد العالم بين وقت واخر عبر استخدام السلاح النووي ضد من تعتبرهم اعداءها في العالم، ولم تفلح كل الجهود الدولية من اجل اقناعها للتخلي على السلاح النووي، للحيلولة دون لجوء الاخرين الى هذا السلاح لحماية انفسهم من السلاح النووي الامريكي.

اما “اسرائيل” الذي إجتّر رئيس وزرائها الجديد نفتالي بينيت، قبل ايام امام الجمعية العامة للامم المتحدة، مواقف سلفه بنيامين نتنياهو، عندما حذر العالم من البرنامج النووي الايراني واجتياز ايران للخطوط الحمراء، من اجل الحصول على القنبلة النووية، وكرر تهديداته لايران، من ان كيانه لن يسمح لايران ان تحصل على السلاح النووي. هذا الكيان العدواني الذي يمثلة بينيت، هو الكيان الوحيد في المنطقة الذي يمتلك ترسانة من القنابل النووية، التي يصل عددها وفق بعض الخبراء الى ما بين 200 و400 قنبلة نووية.

هذه المظلة النووية، هي التي جعلت هذا الكيان ينهش بهذا الشكل المتوحش في جسد المنطقة دون خوف او وجل، وهذه المظلة هي التي تجعله يتمادى في عدوانه بهذا الشكل السافر والعلني ضد دول تبعد عن فلسطين المحتله مسافات بعيدة.

اما السعودية، التي كرر ملكها و وزير خارجيتها خلال الايام القليلة الماضية، نفس اتهامات “اسرائيل” ضد ايران، يعتبرها اغلب المراقبين السياسيين للمنطقة، بانها اُس واساس لكل الكوارث التي حلت بالمنطقة وشعوبها، منذ عقود طويلة، فلولا الوهابية السعودية والمال السعودي، لما كانت هناك قاعدة ولا طالبان، ولما كان هناك عدوان صدامي على ايران، وما كانت هناك هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وما كانت هناك غزو امريكي لافغانستان والعراق، ولما كان هناك “داعش” الوهابية، ولما كان هناك كل هذه المجاميع التكفيرية الارهابية في سوريا وليبيا والمنطقة ، ولما كان هناك حرب مدمرة تُشن على الشعب اليمني منذ سبع سنوت، فكل هذه الاحداث كانت السعودية وراءها بشكل مباشر وغير مباشر، إلا انها وفي محاولة اسقاط واضحة تسعى لإلصاق كل هذه الموبقات بإيران، التي وقفت امام كل مخططاتها ومؤمراتها، وهي مخططات امريكية واسرئيلية بالاساس، عبر دعم الشعوب وجيوشها الوطنية وفصائل مقاومتها، فقد فشلت السعودية في اعادة العراق الى ما قبل عام 2003، وفشلت في تقسيم سوريا، وفشلت في تركيع الشعب اليمني، وفشلت في تحويل لبنان الى سوريا اخرى، و..

تحالف الشر الامريكي الاسرائيلي السعودي هذا، وبشهادة التاريخ وبشهادة ملايين الابرياء الذين ازهق هذا التحالف ارواحهم ، ومزق دولهم، وشرد شعوبهم، ونشر الدمار في ربوعهم، لا يملك شرعية الحديث عن من له الحق في امتلاك برنامج نووي سلمي، او من له الحق في امتلاك قوة عسكرية رادعة، او يمتلك إرادة الوقوف في وجه الارهاب الحقيقي الذي يمثل هذا الثلاثي المشؤوم وجهه القبيح والوقح.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى