عربي

صحفي لبناني لـ “تسنيم”: ماكرون اعترف بشكل مباشر ان حزب الله هو مكون رئيسي واساسي في المجتمع اللبناني

قال الصحفي والمحلل السياسي اللبناني علي مرتضى ان الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” اعترف خلال زيارته الاخيرة الى لبنان بشكل مباشر “ان حزب الله هو مكون رئيسي واساسي في المجتمع اللبناني”.

– الأخبار الشرق الأوسط –

واعتبر علي مرتضى في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان هذا الاعتراف من قبل الرئيس الفرنسي هو مؤشر “يدل على قبول تمثيل حزب الله الشعبي والرضوخ لهذا التمثيل والتخلي عن شرط تشكيل حكومة من دون وجود حزب الله”، والذي كان يشترط في السابق من قبل فرنسا وأمريكا كشرط اساسي لدعم لبنان.

وفي ما يخص فاجعة انفجار مرفأ بيروت قال مرتضى انه “بغض النظر عن من قام بهذه الحادثة فقد تظهر التحقيقات من هو وقد لا تكشف عنه ولكن من يستفيد من هذه المأساة سياسياً ويكثف الضغط على المقاومة هو المحور الامريكي الاسرائيلي وبالطبع من خلفهم السعودية والامارات”.

وفي مايلي نص الحوار مع الصحفي والمحللل السياسي اللبناني علي مرتضى مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء:

تسنيم: هل تعتقد ان تيار 14 آذا  استغل حادث انفجار مرفأ بيروت لينقض على حكومة حسان دياب بعد ما فشلت ضغوطه السابقة وضغوط حلفائه في الغرب لعرقلة خطط الحكومة لمعالجة المشاكل الاقتصادية ومحاربة الفساد؟

بالنسبة الى موضوع تيار 14 اذار فيما اذا كان يستغل حادثة مرفأ بيروت لاسقاط الحكومة فليس فقط تيار 14 اذار حيث يمكن القول ان 14 اذار اساساً قد تفتت وكل شخص ينفرد برايه لذاته على سبيل المثال لدينا رئيس حزب القوات اللبنانية يطالب بانتخابات نيابية مبكرة فهي تناسبه برايه، بينما لا تناسب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وبالتالي ان المشكلة تكمن في ان الحكومة الحالية ليس لها وزن شعبي على ارض الواقع وبالتالي يبدو انها ستكون عبارة عن كبش فداء في موضوع انفجار للدخول في مرحلة جديدة ولا ننسى ان زيارة ماكرون اشترطت بشكل مباشر تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على عقد اجتماعي وسياسي جديد.

تسنيم: رأينا خلال الايام السابقة قضبا كبيرا من قبل فئة كبيرة من الشعب اللبناني تجاه تصريحات الرئيس الفرنسي تجاه لبنان وخاصة عندما دعى الى نظام سياسي جديد، فهل صحيح ما يقوله البعض أن فرنسا تحلم باستعادة استعمارها للبنان عبر بوابة دعمه اقتصاديا بعد حادث الانفجار؟

من السذاجة الاعتبار بان ماكرون قد أتى الى لبنان دون توجيه امريكي اي ان الرجل لم ياتي الى لبنان ليمثل فرنسا بل انه جاء ايضا ليمثل الولايات المتحدة الامريكية وخاصة انه بعدما ذهب من لبنان اتصل مع الرئيس ترامب واتفقوا على آلية معينة لمساعدة لبنان وبالتالي وبالعودة الى السؤال بشكل عام فرنسا هي بالاساس تعتبر نفسها وصية على لبنان بشكل او باخر وهي تسمى هنا بالام الحنون ولكن الفكرة بان الهدف من الموضوع هو طرح واضح، فأولاً لا مساعدات للبنان دون حكومة وحدة وطنية بمعني ان كل الاطراف المحسوبة على فرنسا والامريكيين والسعوديين ان تكون داخل هذه الحكومة، وثانياً اعترف ماكرون بشكل مباشر ان حزب الله هو مكون رئيسي واساسي في المجتمع اللبناني وقال انه “لست انا من انتخب احزابكم بل انتم والشعب اللبناني من انتخب الاحزاب” ولربما الخلوة التي عقدها مع النائب محمد رعد وهي الخلوة الوحيدة التي قام بها ماكرون فهو لم يعقد جلسة مع غيره من النواب فهو اجتمع مع النواب بشكل جماعي، وهذا مؤشر ايضا يدل على قبول تمثيل حزب الله الشعبي والرضوخ لهذا التمثيل والتخلي عن شرط تشكيل حكومة من دون وجود حزب الله.

تسنيم: بما ان شل الاقتصاد اللبناني ظل هدفا سعت اليه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني خاصة خلال الشهور القليلة الماضية، فـ الى اي حد يمكن أن توجه الاتهامات الى واشنطن وتل أبيب في حادث انفجار مرفأ بيروت اذا ما اثبتت التحقيقات انه كان بفعل فاعل وليس حادثا عرضيا؟

يمكن القول بان فرضية ما حدث في المرفأ مجرد حادث ما زالت مطروحة بقوة خاصة انه لا يمكن الحديث عن ادلة موجودة لان الادلة حرقت بشكل عام حيث كان الانفجار قوي لدرجة انه أدى الى ذوبان العديد من البشر والحجر والابنية وبالتالي من الصعب باعتقادي على اللبنانيين ان يقودوا تحقيقاً يكشف من فعل هذا الانفجار ولكن هذا ليس مبرراً لاجراء تحقيق دولي فالتحقيق الدولي يميع الامور، اللبنانيون الان يسيرون في مسارين، المسار الاول هو تحديد المسؤول عن وضع هذه البضاعة اي نترات الامونيوم في المرفأ، والمسار الثاني هو الحديث عن من نفذ هذه العملية فهل هي حادثة ام هي بفعل فاعل! ان كانت بفعل فاعل فيمكن التحليل سياسياً ان من استفاد من هذه الحادثة ووظفها لخدمة مصالحه ومآربه السياسية فالمفروض ان يكون هو من استغل هذا الحادث ونفذه وبالتالي نرى على سبيل المثال ان العدو الاسرائيلي كان ينتظر رداً من حزب الله على استشهاد احد مقاتليه في سوريا وهذا الموضوع بات مؤجلاً بسبب ما حدث مؤخراً وهذا اولا ما استفاد العدو الاسرائيلي منه، ثانياً ضعضعة البلد اكثر فأكثر وزيادة الحصار، يعني اليوم فان بيروت بلا مرفأ مما يعني ان 90 في المئة من البضائع التي تدخل الى لبنان كانت تدخل عبر مرفأ بيروت ومن يستفيد من هذا الموضوع غير المحور الامريكي الذي يطبق الحصار على لبنان، وبالتالي فان تداعيات الحادثة وبغض النظر عن من نفذها اذا كانت مجرد حادثة ام بفعل فاعل فان تداعيات هذه الجريمة يستفيد منها المحور الامريكي بشكل خاص، ورأينا كيف اتى الرئيس الفرنسي واجتمع بهنية وكانه مندوب سامي على لبنان وبدأ يملي شروطه، يعني اليوم لم نسمع من الرئيس اللبناني ضرورة القيام بعقد اجتماع سياسي جديد بل سمعناه من رئيس فرنسا وهذا يدل بانه هناك استثمار سياسي للحادث وبالتلي بغض النظر عن من قام بهذه الحادثة فقد تظهر التحقيقات من هو وقد لا تكشف عنه ولكن من يستفيد من هذه المأساة سياسياً ويكثف الضغط على المقاومة هو المحور الامريكي الاسرائيلي وبالطبع من خلفهم السعودية والامارات وغيرهم.

تسنيم: بالرغم من ان الجميع يقول ان الفساد انتشر في لبنان طيلة العقود الـ 3 الماضية والتي تعرف بالحقبة الحريرية، لكن بالرغم من كل ذلك يحاول الغرب وأمريكا تبرئة تيار 14 أذار، لا بل باتو يدعون مرة اخرى الى تشكيل حكومة جديدة بزعامة قيادات هذا التيار منهم سعد الحريري، ويحاولون الصاق التهمة بحزب الله وحلفائة علما انهم لم يشاركو في الحكم سوى خلال الفترة القصيرة المتأخرة؟

في الواقع ان ما يحدث في لبنان هو عبارة عن عقود متراكمة من الفساد مسؤول عنها مختلف الاطراف اللبنانية التي تشارك في الحكم، وبالنسبة لحزب الله فحزب الله لم يدخل الى الحكومة الا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 وبالتالي نحن نتحدث عن 15 سنة ونحن والحزب متواجد في السلطة التنفيذية ولكن ما قبلها لم يكن له علاقة بشيئ وبالتالي كل الاطراف يمكن القول انها اما متورطة في الفساد او انها تغض النظر عن الفساد ولايمكن تحميل الحكومة الحالية (المستقيلة) مسؤولية الحادثة، فحسان دياب لا يمثل فئة او شريحة كبيرة من اللبنانيين فهو ليس لديه حزب حتى، فهو رجل رئيس حكومة من دون اي حزب او أنصار ومن دون اي شيئ يدعمه على الارض، وبالتالي ان يكون هو كبش المحرقة الذي يتحمل فساد كل هذه السنوات، ربما هي لعبة من الاطراف السياسية اللبنانية لتبرئة نفسها والبدء من جديد، كان سعد الحريري اساساً مطلباً لكل اللبنانيين با يكون رئيساً للحكومة بعدما استقال اي بعد احداث تشرين لكن هو الذي رفض وبالتالي كان يعرف ان هناك حصار وليس هناك اموال وسيتم تضييق الخناق على لبنان، وبعد هذا الانفجار ربما تغيرت الاحوال وربما اقتنعوا بشكل او باخر بانه لا بد ان يكون سعد الحريري رئيساً للحكومة وبالتالي يصبح هناك تسهيلات ولكن يبقى سرطان الفساد متفشي في جسد الدولة اللبنانية وحتى هذه اللحظة ليس هناك اي بارقة أمل لمعرفة كيف سيتم استئصال هذا السرطان من جسد الدولة اللبنانية، وربما نذهب الى عقد جديد يؤدي الى البدء من جديد ولكن كل ما يجري على المستوى الشعبي فلا يوجد أحد يؤمن ان هناك محاسبة او ان هناك استرداد للأموال المنهوبة او حتى ان هناك نهاية للفساد، وبالتالي فان محاولة الصاق التهمة بحزب الله هي محاولة اعلامية فقط للتضييق أكثر على حزب الله ظانين ان هذا الحزب يسيطر على الدولة، لكن لو ان حزب الله هو المسيطر على الدولة لما سقطت مثلا حكومة حسان دياب التي يدعمها حزب الله بشكل او باخر، وكل الاحداث تشير الى ان حزب الله ليس لديه سلطة وليس له علاقة بالتهمة الموجهة اليه، لكن الاستثمار السياسي والرغبة في تهشيم صورة حزب الله ربما عند فئة معينة من الناس مستمرة حتى هذه اللحظة، فهي حرب اعلامية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ويجب مواجهتها بشكل او باخر.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى