عالمي

قِناع “الثعلب الماكر” لن يستُر وجه “الذئب الأمريكي المفترس”!

لطالما حذر قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد على خامنئي، المسؤولين الايرانيين، من الاعيب وخداع وحيل امريكا، خاصة بشأن المفاوضات النووية، فالامريكيون لا يؤمنون بالحلول الوسط مع من يعتبرونهم منافسين او خصوما لهم، فهم لا يقتنعون الا بإستسلام الجانب الاخر، بالحرب او بالحوار.

العالم – كشكول

لما تعجز امريكا عن اخضاع خصومها بالقوة، فانها تلجأ مضطرا الى الحوار والمفاوضات كوسيلة لتطويعهم، الا ان الهدف الذي تسعى امريكا الى تحقيقه من خلال الحوار والمفاوضات هو ذات الهدف الذي كانت تسعى لتحقيقه عبر القوة والحروب، لذلك باتت امريكا عنوانا للنكوث بالعهود، فهي تضرب بعرض الحائط بكل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، اذا سنحت لها الفرصة، وهذا ما فعلته مع اتفاقيات ومعاهدات دولية عسكرية وبيئية وتجارية.

من اكثر الانتهاكت الامريكية فجاجة وعنجهية وفضائحية، هو انتهاكها الصارخ للاتفاق النووي الذي وقعته امريكا الى جانب فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا والصين مع ايران، وهو اتفاق تم تاييده في مجلس الامن الدولي بالقرار 2231، الا ان امريكا وفي عهد الرئيس الامريكي دونالد ترامب لم تنسحب منه فحسب بل هددت باقي الاطراف الاخرى بالانسحاب منه، كما فرضت حظرا احاديا على ايران شمل الغذاء والدواء، وهددت العالم كله من مغبة التعامل مع ايران.

بعد رحيل ترامب، جاء بايدن، الذي يعتبر نظريا النقيض لترامب، ولطالما انتقد انسحاب الاخير من الاتفاق النووي الذي وقعته ادارة باراك اوباما والتي كان بايدن عضوا فيها، واستبشر بعض السذج خيرا بادارته وتوقعوا ان اول قرار سيتخذه بايدن هو العودة الى الاتفاق النووي.

اية االله خامنئي حذر في مناسبات عدة من الانخداع بكلام بايدن المعسول، ودعا المسؤولين الايرانيين الى عدم تصديق وعوده الانتخابية، فالعداء الامريكي لايران ولحقها المشروع في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، هو القاسم المشترك بين جميع المسؤولين الامريكيين، ولا استثناء في هذه القاعدة، فاذا كان اوباما تفاوض مع ايران، فهذا لا يعني انه اقل عدوانية من ترامب ضد ايران، بل ان اوباما كان اذكى قليلا من ترامب، لانه كان يعرف قوة ايران، ويعرف ايضا عقم جميع الخيارات الامريكية الاخرى ومن ضمنها الخيار العسكري في التعامل معها.

اليوم وبعد مرور كل هذا الوقت مازال بايدن يماطل ويرفض العودة الى الاتفاق النووي، ويحاول استغلال الحظر الذي فرضه ترامب ، من اجل الحصول على تنازلات من ايران في قضايا اخرى لا تتعلق بالاتفاق النووي، تحت ذريعة ان تعود ايران اولا الى الاتفاق النووي، بينما العالم اجمع يعلم ان امريكا هي التي انسحبت من الاتفاق النووي وليس ايران.

قائد الثورة الاسلامية، اعاد التذكير بهذه الحقيقة اليوم لدى استقباله حكومة الرئيس السيد ابراهيم رئيسي، حيث خاطب اعضاءها قائلا: إن الأميركيين وضعوا المفاوضات تحت أقدامهم وأن الادارة الأميركية الحالية لا تختلف عن الادارة السابقة، مطالب بايدن هي مطالب ترامب نفسها. ففي كواليس السياسة الخارجية لأمريكا ذئب مفترس يتحول أحيانا إلى ثعلب ماكر”.

وذكّر سماحته انه :” في الملف النووي، تجاوز الأمريكيون بوقاحتهم الحدود كافة ، انسحبوا من الاتفاق النووي لكنهم يتحدثون بأسلوب يوحي أن إيران هي التي انسحبت.

بايدن الذي يلبس قناع “الثعلب” لا يختلف كثيرا عن ترامب “الذئب”، فهم جميعا ذئاب مفترسة، وان حاول بعضهم ان يلبس قناع الثعالب الماكرة، ولكن من حسن الحظ ، قناع الثعالب لا يصمد كثيرا على الوجه الحقيقي لامريكا، فهذا بايدن الذي طالما انتقد تعامل ترامب مع ايران، رايناه بالامس كيف كشر عن انيابه عندما هدد وبشكل سافر ووقح ايران امام رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نفتالي بينيت بقوله:”انه في حال فشل الدبلوماسية مع ايران فهناك خيارات اخرى سيلجأ اليها!!.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى