عربي

كواليس التصعيد العسكري الاسرائيلي … ترقّب لرد حزب الله

لقد شكّل الاتفاق العسكري المعلن بين إيران وسورية قلقاً كبيرا داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية خاصة أن الاتفاق بجوهره يطال القدرة الصاروخية الدفاعية بوجه الاعتداءات الإسرائيلية مما دفعنا للاعتقاد بأن الجيش الاسرائيلي سيقدم على توجيه ضربة لجسّ نبض مفاعيل هذا الاتفاق ( تصريح لقناة روسيا اليوم 19/6/2020).

– الأخبار الشرق الأوسط –

وبالفعل قام العدو الصهيوني بتوجيه ضربة على دمشق استشهد فيها مجاهد من حزب الله أعلن عنه ببيان رسمي محملا المسؤولية للاسرائيلي.

هذا الإعلان من قبل حزب الله هو مؤشر واضح وحتمي على وجوب الرد استنادا لقاعدة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي حذر إسرائيل من استهداف اي عنصر من عناصره، وقد أعلنا ان الخوف الاسرائيلي من الرد سيقوده الى تصعيد عسكري اعتقادا منه أن ذلك سيزيد الضغط على قيادة المقاومة في ظل الازمات التي يعاني منها لبنان بالتزامن مع بدء موجة الحديث عن مبدأ الحياد ( مقابلة على قناة  otv بتاريخ 3/7/2020 و 22/7/2020 ومقابلة على قناة الجديد بتاريخ 23/7/2020).

في اليوم التالي قام الجيش الاسرائيلي بقصف مواقع في الجولان والقنيطرة وتم اعتراض طائرة ركاب مدنية إيرانية قادمة من طهران الى بيروت ادى إلى هبوطها اضطراريا في مطار رفيق الحريري الدولي.

هنا يبرز السؤال : لماذا هذا التصعيد الاسرائيلي؟ وما هي خلفياته؟

اولا : هذا التصعيد مدفوع من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي أشهرت سيف حصارها الاقتصادي على سورية ولبنان من أجل تحقيق انجاز انتخابي للرئيس ترامب ولنتانياهو على حد سواء.

ثانيا : هذا التصعيد يعكس تخبطا واضحا لدى اللجنة المصغرة في الكيان الصهيوني في رسم خارطة طريق لإدارة المرحلة.

ثالثا: استناد بعض الجهات الأستخباراتية الإسرائيلية لتقارير تحثه على زيادة الضغط اعتقادا ان حزب الله في لحظة غير ملائمة داخليا لفتح جبهة في الجنوب.

رابعا : محاولة استدراج إيران إلى طاولة المفاوضات مع الأميركي في ظل اعتقاد خاطئ ان القيادة الإيرانية لم تخرج بعد من تداعيات استشهاد الحاج قاسم سليماني بالإضافة إلى انتشار فيروس كورونا والوضع الاقتصادي داخل إيران.

كل هذه الحسابات الاسرائيلية الخاطئة تعيدنا إلى حساباته في عدوانه عام 2006 الذي انتهى بإفشال مخططه وهزيمته على الحدود اللبنانية أما في هذه المرحلة فإن حساباته الخاطئة ستقوده الى هزيمته الحتمية في داخل الكيان الصهيوني وربما تفتح جبهة مجهولة النتائج بالنسبة اليه دون أن يقوى الأميركي على فعل شيء سوى الضغط لإيقاف هذه الهزيمة.

من هنا فإن ردّ حزب الله هو ردّ واقعي وقد يكون جديدا في اسلوبه وتنفيذه يعكس قوة حزب الله وجهوزيته تجاه اي اعتداء اسرائيلي تحت عدسة كاميرات الإعلام الحربي للمقاومة.

 فادي بودية ، المدير العام لمجلة مرايا الدولية.

/ انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى