عربي

الشهيد العباس بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)

قصيدتان في ساقي عطاشى كربلاء الشهيد العظيم سيدنا أبي الفضل العبّاس بن أمير المؤمنين الامام علي (عليهما السلام) حامل راية سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) في ملحمة كربلاء الخالدة سنة 61 هجرية مع ابيات اخرى تخليدا لمقام والدته الطاهرة السيدة ام البنين (عليها السلام) :

العالم – اسلاميات

يا سيدي العباسُ يا علَمَ التقى

يا ذائداً قد أبهَرَ الأفلاكا
عبَّاسُ ما بَرِحَ الخُلُودُ لِواكا

يا شِبْلَ حيدرةَ الفداءِ تحيةً
لكَ مِنْ قُلُوبٍ كرَّمَتْ ذِكراكا

ذكراكَ يا بطلَ الطفوفِ علامةٌ
للعاشقينَ مدى الزمانِ عُلاكا

والسُؤْدَدُ الوضَّاءُ ينثُرُ عِطرَهُ
فالمَكرُمَاتُ غدَتْ عبيرَ ثَراكا

سَقْياً أبا الفضلِ النجيبَ لِموقفٍ
نُذِرَتْ بهِ كِرْمَى الحُسينِ يَداكا

فلقد صرَخْتَ وأنتَ طفلٌ ناصراً
لبيَّكَ يا ابنَ أبي أجَبْتُ نِداكا

فأنا ابنُ ماجدةِ الأُصولِ ووالدي
حامي الرِّسالةِ قائداً ضَحَّاكا

لم يَعْيَ صارمُهُ وِقاءَ نُبوَّةٍ
وأنا ابنُ حيدرَ في الطُّفُوفِ وِقاكا

ولقد عَشِقْتُ مَلاحِماً لَمحمدٍ
وأبي عليٍّ ذاكرَيْنِ فِداكا

فسأَلْتُ ربّي بالحُسينِ تَقرُّباً
رَبَّاهُ أبْلِغْني بهِ مَرضَاكا

بالجُودِ ملحمةُ العطاءِ جميعُها
بالتضحياتِ متابعٌ مَمْشاكا

هو ما أرَدْتَ أبا تُرابِ مُعَبِّئاً
لغدِ الحُسينِ مُعاضِداً دَكّاكا

لا يعتريهِ الشكُّ يومَ ظليمةٍ
جارتَ على سِبطِ النَبيِّ مَلاكا

طُهِّرْتَ نَفْساً يا ربيبَ إمامةٍ
أبداً أتاحَتْ نهضةً وحِراكا

دامَتْ بآلِ البيتِ نهجَ مآثِرٍ
يَحيا ويرفُضُ حاكماً أفّاكا

أكبَرْتُ أُمَّاً أنجَبَتْكَ مُضحياً
دُونَ الكرامِ وقَبلَ ذاكَ أباكا

أعظمْتُ تضحيةً بَذَلْتْ خلالَها
بِفَمِ الظَّما يُمناكَ مَعْ يُسْراكا

يا سيدي العباسَ يا قَمَرَ التُّقى
يا أُسوةَ المُستَلهِمينَ خُطاكا

يا واهِبَ العُظماءِ إكسيرَ العُلا
بفِدىً تخلَّدَ في السَّماءِ سِماكا

وتمثَّلَ الأبطالُ عَزمَكَ طاعِماً
جيشَ الطغاةِ بكربلاءَ هَلاكا

مِنّا السلامُ عليكَ با بنَ المُرتضى
يا خيرَ مَنْ عشِقَ الكُماةُ وَفاكا

وتقلّدَ العبّاسُ رايةَ نهضَةٍ

أكبرتُ شِبْلَ المرتضى الكرّارِ
عبّاسُ نِبراسٌ من الأنوارِ

أعظمتُ مِعواناً سما بخصالِهِ
عَضُداً مُطيعاً ثاقِبَ الإبصارِ

فحلُ المُروءَةِ كابِراً عن كابرٍ
صلَّى لمنبَتِهِمْ عظيمُ الدّارِ

فهو ابنُ مَكّةَ والأباطِحِ حَولَها
وابنُ المدينةِ مَعقَلِ الأطهارِ

وهو ابنُ مَنْ أهْدَتْ بَنِيها قُربةً
لِرضا الإلهِ الواحدِ القهارِ

اُمُّ البنينَ ومَن يوَفِّي قدْرَها
في الصبرِ والإيثارِ والإِبرارِ

وهو المُفادِي المُستَنيرُ مناهِضاً
ظُلمَ العُصاةِ ودولةَ الفُجّارِ

يومَ الحسينُ بكربلاءَ إذ اعتلى
صرحَ الحكومةِ شُذَّذُ الأفكارِ

فتقلّدَ العبّاسُ رايةَ نهضَةٍ
خَلَدَتْ معَ الأجيالِ والأخبارِ

فلثورةٌ فُديَتْ بآلِ محمّدٍ
لَعظيمةُ الأهدافِ والآثارِ

فبِها الإمامُ هو المضحّي دونَنا
بالنّفسِ والأبناءِ والأبرارِ

ليصونَ ديناً صار بالطُّلقا عَمَىً
معنىً لكُلِّ ذميمةٍ وشَنارِ

وبها الحسينُ هو الإمامُ المبتَلى
بتظاهُرِ الأزمانِ والأمصارِ

إلاّ القليلُ من الأُباةِ تضامنوا
ليدافعوا عن صَفوةِِ وذِمارِ

من بيتِ طه المصطفى و وصِيِّهِ
وحرائرٍ طَهُرَتْ بإذنِ الباري

أبَتِ النُّبوّةُ والعدالةُ ظلمَهمْ
لا مرحباً بِغوائلِ الأشرارِ

يا سيدي العبّاسَ صُغْتَ شهامةً
مذ كربلاءَ وَ وَثبةِ الثُوّارِ

يا من علوتَ بكلِّ رايةِ عِزّةٍ
في مكرُماتِ الزُّهدِ والإيثارِ

وكتبتَ بالنُّبْلِ المُقدّسِ عِبرةً
فَخَرَتْ بها الدّنيا على استِعبارِ

لكَ في البطولةِ والوفاءِ روائعٌ
يومَ الطُّفوفِ وهَبَّةِ الأحرارِ

فلقد شققتَ الصفَّ رغمَ جُمُوعِهم
ما كان جمعُهُمُ سوى أصفارِ

حتى كأنَّ غريمَهُمْ جيشٌ علا
واذاقَ جحفلَهُم لَظَى الإدبارِ

يا سَيّدي العَبّاسَ جِئْتُكَ ظامِياً
هَلاّ سَقَيْتَ بِشِرْبَةِ الأَسْرارِ

بيدٍ مطهرَّةٍ تعالَتْ مَعلَماً
للجُودِ فـي يُسْـرٍ و فـي إعْسَارِ

مِنْ راحَتَيْكَ أحاطَتا بشريعةٍ
ماءٍ تُطيِّبُ شِربَةَ الأحجارِ

لكِنّما النّفْسُ الأبيَّةُ أهْمَلتْ
ماءَ الفُراتِ السَلْسَبِيلِ الجاري

فَاْبنُ البَتُولِ وآلُهُ عَطْشَى فلا
شِربٌ يطيبُ وثَمَّ مَوتٌ سارِ

هانَ الفُراتُ وماؤهُ وزلالُهُ
كرمَى الحسيـنِ وعترةِ المختارِ

ومضيتَ تَحْمِلُ قِربَةَ ملآنةً
رِيّاً إلَى الأزهارِ والأشجارِ

فأتاكَ غَدْراً قاتلٌ ومعانِدٌ
منعَ المياهَ بغَيْلَةِ الغُدَّارِ

و تَناهَشَتْكَ زواحِفٌ وَحشيّةٌ
ترمي السُمومَ بطعنَةِ البتَّارِ

فَسَقَطْتَ مَحزُوناَ صَرٍيعَاً حَيْثُ لَمْ
تَبْلُغْ مُنَى إسْقاءَةِ الأزهارِ

قَدْ كانَ عبّاسٌ مَنارا لِلتُّقَى
والمُتّقُونَ صنائعُ الغَفّارِ

عَطِشَ الحُسَينُ وصَحْبُهُ وَ عيالُه
في كربلاءَ العُسْرِ والاِضْرارِ

ليقولَ أهلاً بالشّهادةِ مرحباً
لِحراسة الإسلامِ والأَذكارِ

يا سَيّدي العَبّاسَ جُودُك خالِدٌ
وَلْيذْكُرِ التاريخُ ذو الأخْبارِ

فَاْلفَضْلُ من شِيَمِ النفوسِ أصالةً
والجودُ ليس يداً فحسبُ تُدارِي

بكَ استَجِيرُ لِغُربَتِيِ وَ حَشَاشَتِي
يا نِعْمَ مَسْؤولٍ وخَيرَ جوارِ

يا أيها السّاقِي عَطاشى كَربَلا
قُبِلَ الصَّنِيعُ بِحَضْرةِ الجَبّارِ

هذا ضَريحُكَ عالَمٌ يَطْفُو عَلَى
مُقَلِ السَّمَاءِ وَ جَنّةِ الأَنْهارِ

ابيات قليلة في السيدة فاطمة بنت حزام
الشهيرة بلقب ام البنين (عليها السلام)

(( اُمُّ البنينَ أبيَّةٌ خلُدَتْ))

واسَتْ بِبَحْرِ الجُودِ والكرَمِ
سِبْطَ النبيِّ وقائدَ الاُمَمِ

اُمُّ البنينَ أبيَّةٌ خلُدَتْ
بِوَفاءِ أبناءِ الإبا القِمَمِ

وَلنَجْلُها العبّاسُ مُعجِزَةٌ
في البذْلِ والإقدامِ والشِّيمِ

عظُمَتْ مناقبُها وقد ولَدَتْ
طُهْرَ البنينَ وذادةَ الذِّمَمِ

هي اُسوةٌ للصبرِ مدرسةٌ
لحراسةِ الاسلامِ والقيَمِ

منها استمدَّتْ اُمةٌ بذلَتْ
خيرَ البنينَ لدفعِ مُهتضِمِ

فهي التي برَّتْ إمامَ هُدىً
بولائِها المتعاظِمِ العَلَمِ

صلّى عليها اللهُ سيِّدةً
ظفرَتْ بكلِّ مَفاخر

الشهيد القاسم بن الحسن
(عليهما السلام)

هو المجتبى في الغاضريةِ رائدا
فبورِكَ مِن شبلٍ تحدى الشدائدا

وقد أذهلَ المستذئبِينَ ببأسهِ
وكانَ كما كانَ الزكيُّ مُجاهدا

فتىً أخضعَ الأهوالَ تترى كأنهُ
مقيمٌ بريحانِ العقيدةِ لابِدا

حبيبٌ لقلبِ السبطِ يغمرُهُ جوىً
فقد كانَ تذكارَ الزكيِّ مَحامِدا

وسار إلى حيثُ الجيوشُ مُقارعاً
ذوي بغضةٍ لا يفقهونَ العقائدا

يُذكّرُهم بالأطهرينَ أَرُومةً
ولكنهم صَمُّوا وعَقُّوا الأماجدا

وكانَ هُدى الحسَنِ الزكيِّ مُدافِعاً
عن السِّبطِ عَمَّاً يستزيدُ مَراشِدا

يُنادي بهم إنَّ الحسينَ زعيمَنا
صدوقٌ لهُ رُوحي الفِداءُ مُسانِدا

أمامٌ أجلَّتْهُ الفضائلُ طاهرٌ
ومَن ذابَ في نهجِ الإمامةِ راشدا

علی القاسمِ انهالتْ جميعُ سيوفهِم
ولكنهُ استعصى عليها عَوانِدا

فحاربَ أجنادَ الضلالِ مُكافحاً
وأرهقَهم شأنُ الجبالِ مُصامِدا

فتىً حقَّرَ الدنيا الغرورَ ومَكرَهُا
وأنزلَهُا مِن شِسْعِ نعلٍ مُباعِدا

وقد نالَهْ الغدرُ الحَقُودُ تكالباً
بلحظةِ إهمالِ الهصورِ المكائدا

فراحَ الى باري الخلائقِ موقِناً
وصارَ بأخلاقِ البواسلِ خالدا

فتیً مِن بني طه الأمينِ وسبطهِ
مَضى راشداً في كربلاءَ وماجدا

عليه من الله السلامُ تحيةً
وأكرِمْ بهِ حُرَّاً تَتبَّعَ والدا

بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى