اليمن

ما يحدث بشأن اوكرانيا يواصل اغضاب ضحايا امريكا و’اسرائيل’ وحلفائهما

مما لا شك فيه ان اي شخص لديه انسانية وقيم يرفض مقتل اي انسان على وجه الكرة الارضية مهما كان عرقه وانتماءه وطائفته، وما يحصل في اوكرانيا مثالا على ذلك، فالانسان السوي العاقل يرفض الحرب فيها وان يسقط ضحايا مدنيون وتدمر بنية البلاد التحتية والخدمية، مهما كانت الدوافع والمبررات الروسية.

العالم – يقال ان

ومع ان روسيا لها اسبابها في عملياتها العسكرية وصبرت بما فيه الكفاية على استفزازات اوكرانيا وحلفائها، ووجهت ما يكفي من التحذيرات والمقترحات وخرائط الطريق للحيلولة دون تدحرج الازمة الى ما آلت اليه اليوم، الا ان تداعيات الاوضاع في اوكرانيا سلط الاضواء على جوانب كبيرة من التناقضات والعنصرية لدى الغرب والاستهتار بدماء ومعاناة دول العالم الثالث والاستخفاف بأرواحهم.

فما ان وصلت الامور الى حد الحرب والقصف والقتال في اوكرانيا، حتى انطلقت الابواق الإعلامية والدبلوماسية الغربية ضد روسيا وعملياتها العسكرية، وتساقطت الادانات والعقوبات والمقاطعات لروسيا والتعاطف مع الاوكرانيين كزخات المطر، ابتداء من مجلس الامن والولايات المتحدة وصولا الى الاتحاد الاوروبي والكثير من الدول التابعة للولايات المتحدة، بالاضافة الى المنظمات الدولية وحتى الفنية والرياضية.

لكن ماذا عن ضحايا الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الاسرائيلي وفرنسا في كل انحاء العالم؟ في ايران العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وافغانستان وفنزويلا وكوبا وفييتنام والقائمة تطول في هذا السياق… ماذا عن ضحاياهم؟ ماذا عن الحروب التي شنتها اميركا هناك والتي اسفرت عن ملايين الضحايا وتدمير البنى التحتية؟ ماذا عن الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على من يخالف ارادتها؟

في العراق (صورة الخبر) شنت الولايات المتحدة حروبا ادت الى مصرع مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر، اضافة الى الحصار الذي فرضته وعانى ما عانى منه العراقيون ودمرت البنية التحتية فيه من كهرباء ومحطات ماء واتصالات وباقي الخدمات، واصبحت محطات الكهرباء في حالة يرثى لها منذ ذلك اليوم بحجج متنوعة منها اخراج قوات صدام من الكويت واسقاط نظام صدام والقضاء على الارهاب، لكن النتيجة هي سقوط العراقيين ضحايا بين شهداء ومعوقين ومحرومين ومعذبين بسبب الخدمات، فهل هناك من يفرض عقوبات على الولايات المتحدة ويقاطعها ويندد بتصرفاتها ويفرض عليها تعويضات مالية عما تسببت به؟

في سوريا ايضا تسببت الولايات المتحدة واذرعها في المنطقة ما تسببت به من دمار وقتل وتشريد ونهب واختراق للسيادة وتدمير للبنى التحتية ومشاريع تقسيم وارهاب وغيرها من الممارسات التي لم يقدم مجلس الامن الدولي على ادانتها او فرض عقوبات ومقاطعة على اميركا كما يحدث اليوم مع روسيا، ولا فرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي لقصفه اهدافا مدنية داخل سوريا بين الفترة والاخرى.

القائمة تطول ولن نتطرق الى الماضي البعيد ولكن سنذّكِر بأبرز الدول التي تتعرض للظلم في الوقت الحالي، كفلسطين واليمن ولبنان وافغانستان وكوبا وفنزويلا وغيرها، وايضا لم يتعرض الجاني الى اي نوع من انواع الضغوط والعقوبات ودفع التعويضات وغيرها من الاجراءات التي في غيابها حصلت هذه الدول على الضوء الاخضر في ارتكاب المزيد من المجازر.

في فلسطين يرتكب الكيان الاسرائيلي المحتل للاراضي الفلسطينية انواع المجازر من قصف وقتل واعتقالات واستيلاء على الاراضي والمضايقات الدينية والممارسات العنصرية والاستفزازية، ايضا دون رادع.. بل ان المضحك ان الكيان الاسرائيلي يطالب روسيا بمراعاة حقوق الانسان فيما يخص اوكرانيا.

لبنان ايضا تعرضت احتلال اسرائيلي وقصف عنيف وقتل وتشريد، كما ان طيران الاحتلال الاسرائيلي يخترق اجواء لبنان بين الحين والآخر، كما ان الولايات المتحدة تتدخل في شؤون لبنان وتدعم الكيان الاسرائيلي في عدوانه وتفرض الحصار والحروب الاقتصادية على اللبنانيين، ايضا دون ردع وعقوبات وتنديد.

اليمن الذي يشهد عدوانا منذ سبع سنوات من قبل تحالف تقوده السعودية ويضم الامارات وتدعمه الولايات المتحدة، اليمن الذي شهد قتل ومجازر وحشية بحق الاطفال والنساء وتدمير البنى التحتية وفرض الحصار على المواد الغذائية والوقود، ولسخرية الموضوع تقوم الولايات المتحدة وحلفائها بإدانة الضحية ووضعها على قائمة الارهاب، وغض الطرف عن الجاني واجرامه.

الوضع في افغانستان ليس افضل حالا، بدءا من دخول الولايات المتحدة الى هذا البلد وقتل الآلاف بذريعة القضاء على تنظيم القاعدة، وصولا الى الخروج منه بطريقة غير مسؤولة وتركه لوحده يعاني من قلة الامن ونقص الخدمات والاموال، بل الانكى من ذلك ان الولايات المتحدة صادرت 7 مليارات دولار من اموال الافغانيين بحجة دفع تعويضات لضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، بغض النظر عن ان الشعب الافغاني ليس مذنبا في هذه الهجمات.

القائمة تطول وتطول والانتهاكات لا تكفيها عشرات الصفحات لذكرها، ولكننا اليوم سلطنا الضوء عليها لاننا نتذكرها مع كل خطوة يتخذها الغرب ضد روسيا. ولك ان تتخيل عزيزنا القارئ ان الولايات المتحدة اتت من آلاف الكيلومترات الى منطقتنا لتقتل فيها المدنيين وتدمر بلدانهم بذرائع مختلفة، وتريد ادانة روسيا التي تقاتل على عتبة دارها ولها اسبابها التي اصبح المتابعون يعرفوها مع سخونة الاحداث.

فكم هو قبيح وجه الولايات المتحدة وحلفائها وكم لديهم من الصلافة؟

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى