عربي

بعد تشكيل الحكومة الائتلافية الصهيونية المنطقة امام ولادة وحش جديد

الإعلان عن تفاهم لتشكيل حكومة ائتلافية بين  رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو و رئيس حزب “ازرق ابيض” ​بيني غانتس​، يؤشر الى الاستنتاج، بأنّ المنطقة امام ولادة وحش سيسكن الحكومة الائتلافية الاسرائيلية.

العالم_لبنان

وكتب موقع النشرة الاخبارية اليوم الخميس انه، تمّ الإعلان عن تفاهم لتشكيل حكومة ائتلافية بين بنيامين نتنياهو و​بيني غانتس​، وفق بنود مكتوبة تمّ توقيعها، وهو ما ينهي اكثر من سنة ونصف السنة من الاضطراب السياسي في ​الكيان الاسرائيلي​، لكن الجانب الاساس مما حصل، هو الاتفاق على ضمّ اكثر من ثلث الضفة الغربية​، وتحديداً منطقتي يهودا والسامرة، ابتداء من شهر حزيران المقبل.

والواضح، انّ الإئتلاف المذكور ما كان ليحصل وفق برنامج العمل الذي تمّ توقيعه، لولا جهود واضحة للبيت الابيض، وهنا بيت القصيد.

ولا بدّ من التذكير بالدعوة التي وجّهها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لغانتس، للحضور الى جانب رئيس الحكومة نتنياهو، خلال الإعلان عن “صفقة العصر”. كان المشهد يوحي بوجود خيوط تفاهم خلفية مع زعيم حزب “ازرق ابيض” لتشجيعه على الائتلاف مع نتنياهو.

وهذا يعني، انّ خلفية الاتفاق تتعدّى الجانب الداخلي الاسرائيلي لتصل الى الساحة الفلسطينية والخريطة الاقليمية، كما بدا واضحاً في البند المتعلق بالضمّ. لكن ثمة اسئلة لا بدّ من طرحها، فالشروع في هذه الخطوة سيعني فتح ابواب المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ما يمهّد الى انّ مرحلة دامية ستلي البدء بالتنفيذ، وهو ربما ما جعل نتنياهو يقدّم هدية مسمومة لغانتس. لكن السؤال، كيف سينعكس ذلك على الساحات العربية وتحديداً على الاردن​؟ ولحظ الاتفاق، أنّ غانتس ونتنياهو سيعملان بالتنسيق الكامل مع واشنطن​، خصوصاً لجهة رسم الخرائط، بعد ان كان فريق الخبراء الاميركي – الاسرائيلي المشترك المكلّف رسم الخرائط، قد أوقف عمله بذريعة فيروس كورونا.

لكن السؤال الذي يُطرح داخل الادارة الاميركية​، حول تأثير هذه المواجهات الدموية المتوقعة على انتخابات ترامب بعد بضعة اشهر، وما اذا كان من الافضل تأجيل التنفيذ الى ما بعد تشرين الثاني المقبل.

كل ذلك يؤشر الى الاستنتاج، بأنّ المنطقة امام ولادة وحش سيسكن الحكومة الائتلافية الاسرائيلية.

ومعه، فإنّ الرسالة التي وجّهها “حزب الله” للاحتلال الاسرائيلي، من خلال ثلاثة مواقع عند السياج الحدودي​، والتي غلب عليها طابع “السحر”، تصبح ابعادها بليغة، وسط حال الصدمة التي عكسها الاعلام الاسرائيلي​، ولو انّها جاءت في اطار الرد بالمثل على استهداف سيارة جديدة يابوس وتثبيت معادلة “المعاملة بالمثل”. وتحدث الاعلام الاسرائيلي عن مستوى حرفي رفيع لـحزب الله واستغلاله بمهارة نقاط الضعف في الانظمة الدفاعية القائمة.

و في هذا السياق اعادة توظيف “داعش” في الميدان العراقي ـ السوري، وخصوصاً انّ الزعيم الجديد لـداعش ابو القرشي، رُصد دخوله الى العراق أخيراً.

وترافق ذلك مع هجمات مؤثرة لـداعش استهدفت نقاطاً عسكرية واهدافاً تابعة لعشائر ساعدت القوات العراقية في حربها ضد داعش. القرشي، وهو صاحب النهج الاشد تطرّفاً في القتل والعنف، هو من اصول تركمانية، اي جذور تركية.

المخابرات المركزية الاميركية تقول، إنّ داعش حافظ على تماسكه وسلامة بنيته التنظيمية، وانّ عدداً من خلاياه لا تزال تعمل.

ولكن هذا لا يعني انّ فعالية التنظيم الآن مشابهة لأيام البغدادي، ولو انّ عديده يشمل نحو 14 الف عنصر موزعين بين العراق وسوريا. لكن التنظيم ما زال يمتلك امكانات قتالية ولو محدودة، تستطيع تهديد الامن والاستقرار في مناطق تتراوح بين كركوك وديالى والانبار في العراق وحمص و​دير الزور والحسكة والرقة في سوريا.

البعض يربط إعادة تسليط الضوء على “داعش” بالطلب العراقي انسحاب الاميركيين من العراق، ما يجعل محاربة داعش في حاجة الى الوجود العسكري الاميركي. والبعض الآخر يضعه في سياق تحضير الساحتين العراقية والسورية والممر البري بين ايران ولبنان، لمفاوضات ترتيب النفوذ وإعادة رسم الاحجام ورسم المعادلات من الضفة الغربية الى الاردن الى سوريا ولبنان والعراق. وهو ما يعني في كل الحالات، انّ المراحل المقبلة شديدة الدقة والخطورة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى