عربي

المقاومة في لبنان تثبت قواعد الاشتباك في البر

خرق السياج على الحدود اللبنانية الفلسطينية رسالة واضحة من المقاومة ما زلنا نمسك بزمام المبادرة.

العالم – لبنان

شكلت عملية الاعتداء الاسرائيلية على سيارة تابعة لافراد من حزب الله على الحدود اللبنانية السورية من خلتل استهدافها بصاروخين من طائرة مسيرة حدثا توقف عنده المؤاقبون سيما وان البعض وضعه في سياق الاستفزاز الاسرائيلي وكسر معادلة قواعد الاشتباك
ليأتي الإعتداء الجديد في سياق هجمات مُمنهجة ومَفتوحة تينفّذها الاحتلال إلاسرائيل،وتأتي إستكمالاً لعمليّات مُتواصلة من للرصد الإستخباري ومن المُراقبة الجويّة لتحرّكات مُقاتلي ” حزب الله ” في سوريا ولبنان على السواء. وفي الليلة التالية لهذا الإعتداء، كشفت الكيان الاسرائيلي عن تمزيق السياج الشائك في الجنوب اللبناني في ثلاثة أماكن مُختلفة، وتحديدًا في كلّ من مستوطنات أفيفيم ، ويفتاح، والمطلّة، المحاذية للحدود.مع فلسطينؤالمحتلة من دون أن يتمّ رصد أيّ عمليّة تسلّل لأيّ مُقاتلين إلى داخل المُستعمرات الإسرائيليّة القريبة مايطرح الرسائل المُتبادلة حسب المراقبين
أوّلاً: يُمكن إدراج ما حصل بأنّه ضُمن قواعد الإشتباك القائمة بين الاحتلال والمقاومة حيث تنفّذ المقاومة ضربة في مُقابل ضربة، ورسالة في مُقابل رسالة. وبالتالي، إنّ ما حصل على الحدود الجنوبيّة أخيرًا، هو عبارة عن “تسلّل لم يحصل”–إذا جاز التعبير، في مُقابل “إغتيال لم يحصل” أيضًا!. بمعنى آخر، وجّه “حزب الله” تحذيرًا ميدانيًا شديد اللهجة للإسرائيليّين، مَفاده أنّ أيّ عمليّة إغتيال جديدة تطال أيّ مسؤول أو عناصر من “الحزب”، قد يُردّ عليها بعمليّة مُوجعة داخل مناطق سيطرة إسرائيل، حتى ضُمن نطاق الخط الأزرق ، وليس كما كان يحصل سابقًا في الجولان السوري المُحتلّ أو في نطاق مزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة.
ثانيًا: بيّن الإستهداف الجوّي الإسرائيلي الجديد، والذي يدخل في سياق تحليق دائم للطيران وللمُسيّرات الإسرائيليّة فوق لبنان، مع تكثيف مَلحوظ لهذه الطلعات خلال الأيّام الماضية، ثالثًا: أثار فشل العمليّة إستغراب أكثر من مُحلّل، لأنّ صواريخ المُسيّرات الإسرائيليّة الكبيرة الحجم، أكانت من طراز “إيتان” أم من طراز “هرمس 450″، هي عالية الدقّة في إصابة أهدافها، على الرغم من صُغر حجم هذه الصواريخ ، بحيث جرى التساؤل ما إذا كان هذا الفشل الإسرائيلي في تحقيق أهداف العمليّة الأمنيّة هو مُتعمّد أم عن طريق الخطأ. أكثر من ذلك، إنّ إنفجار السيارة المُوثّق بكاميرات المُراقبة، تمّ بعد دقيقة و35 ثانية من توقفها بشكل كامل إلى جانب الطريق، ومن نزول ركّابها منها، من دون أن يُعرف سبب هذا التأخير الكبير في إستهدافها بصاروخ ثانٍ،بعد فشل إصابتها بالصاروخ الأوّل–بحسب الرواية التي جرى تعميمها. والتساؤلات طالت تصرّف الركّاب أنفسهم، فهل يعود عناصر مُستهدفون بصواريخ مُتلاحقة من الجوّ، إلى السيّارة بعد إخلائها، لجلب حقائب يد، مهما كانت أهميّة هذه الحمُولة المَنقولة!.
رابعًا: أظهر العبث بالسياج الأمني في الجنوب فشل مَنظومة التحذير المُبكر التي صرفت حكومة الاحتلال ملايين الدولارات لإقامتها على الحدود الشماليّة مع لبنان ، والتي تتضمّن جدارًا إسمنتيًا مُصفّحًا في مناطق عدّة عند الحدود الجنوبيّة للبنان، وأبراج مُراقبة مع كاميرات وأجهزة تحسّس، وسياجًا إلكترونيًا يُفترض أن يُطلق إنذارات عند أيّ ضرر يلحق به، . كما أظهر هذا الخرق إلى ان حزب الله وجه رسالة ردّ تحذيريّة على الرسالة الإسرائيليّة الأمنيّة الفاشلة، مثل خرقًا جسيمًا لإجراءات الحماية التي يُنفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي لقوّاته وللمُستعمرات الحدوديّة، لأنّ الخرق حصل في ثلاثة أماكن مُتباعدة جُغرافيًّا، ولأنّ إكتشافه من قبل الدوريّات الإسرائيليّة لم يتمّ إلا بعد مُرور ساعات عدّة على حُصوله. وهذا يعني أنّ الجهة التي نفّذت الخرق للسياج الإكتروني، كانت قادرة على التسلّل والدُخول إلى مناطق سيطرة العدو من أكثر من موقع في آن واحد، وعلى تنفيذ ما تريده، ثم الإنسحاب بأمان! أكثر من ذلك، تبيّن أنّ الخرق الأمني للحدود التي يتباهى الاحتلال إلاسرائيلي بحمايتها، تمّ في نقاط لم يكن فيها دوريّات إسرائيليّة راجلة أو مُؤلّلة، تجنّبًا لوُقوع أيّ مُواجهة غير مرغوبة حاليًا مع الإسرائيليّين، ما يعني أنّ الحدود كلّها ضُمن الخط الأزرق مُراقبة بدقّة مُتناهية من جانب “حزب الله” الذي كان بإمكانه الوُصول إلى أكثر من مُستعمرة حدُوديّة بسبب الثغرات في نظام الحماية الإلكتروني الإسرائيلي.
خامسًا: “حزب الله” نفى في بيان رسمي تنفيذه أيّ عمليّة في الجنوب، في الوقت الذي تساءل أكثر من مُحلّل عن مدى أهميّة توجيه “الحزب” رسالة أمنيّة لإسرائيل، في مُقابل كشفه لثغرات في جدار السياج الإلكتروني الإسرائيلي. فإذا كان صحيحًا أنّ فتح ثغرات في السياج الحُدودي الفاصل، أثار الرعب في صُفوف المُستعمرين، وأظهر فشلاً دفاعيًا مُهمًّا لجيش الاحتلال الإسرائيلي. فهل وصلت الرسالة الى الكيان الغاصب وتلقفها بكل ابعتدها الامنية والاستراتيجية تختم المصادر.
مراسل العالم.
حسين عزالدين.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى