عالمي

كورونا والنفط.. والغرب: ضربتان عالراس بتوجع

بشكل مفاجئ.. ظهر شبح جديد يهدد الاقتصاد العالمي، وينبئ بكارثة اقتصادية كبيرة وركود اقتصادي اكبر من الركود العظيم الذي شهده العالم في الثلاثينيات من القرن الماضي، في حال بقاء شبح كورونا يخيم على العالم.

العالم – العالم

ضربة كورونا التي لا يزال اثرها واضحا في رأس العالم، تضاعفت مع ضربة تهاوي أسعار النفط الذي انخفض الى ما دون الصفر للبرميل، ما يعني ان على البائعين تقديم الاموال، لجذب المشترين لنفطهم. وعلى ما يبدو فإن العالم يعاني ما نقوله في المثل الشعبي، “ضربتان على الرأس توجع”.

وسط عالم يتلوى من ألمه، يبدو أن دولة كإيران لا تزال متعافية وقوية في مواجهة هذه التحديات والمستجدات العالمية، وهي الدولة التي خاضت حروبا بأنواعها العسكرية والاقتصادية وحتى الثقافية، واستطاعت من خلال مرونتها التي قل نظيرها في العالم من الخروج من هذه الحروب بأقل الخسائر الممكنة.

فبالنظر إلى نتائج الاجراءات التي اتخذتها طهران في مواجهة وباء كوفيد-19، يتضح جليا قدرة ايران على مواجهة التحديات، ومرونتها في التعامل مع كل مستجد، بغض النظر عن الظروف التي تعيشها.

طهران استطاعت الى حد كبير كبح تفشي الوباء، ودفع خطره عن مجتمعها واقتصادها. ناهيك عن تطور قدرتها في انتاج معدات الوقاية والكشف عن الفيروس المتطورة. كل هذا يأتي في وقت خاضت فيه ايران ولا تزال جميع الحروب العسكرية والاقتصادية وحتى الثقافية.

وتخوض اكبر حصار اقتصادي ومالي شهده العالم حتى الان.

حصار تفرضه دول تعتبر نفسها الوصية على النظام العالمي، وصاحبة اكبر الاقتصادات في العالم، دول بدأت تظهر عليها عوارض الشيخوخة نتيجة الوباء المتفشي فيها، والتي اظهرت عجزا في التصدي للوباء هدد استقرار مجتمعاتها، وبات ينذر بانهيار اجتماعي.

الولايات المتحدة تتهاوى اليوم تحت ضربات الفيروس المستجد، والذي سجل فيها اكثر من ثمانمئة الف اصابة حتى الان واكثر من اثنين واربعين الف وفاة، ارقام تعتبر كارثية لدولة تقدم نفسها متحضرة والراعي الاوحد للنظام العالمي.

الاتحاد الاوروبي والغرب الادنى لم يكن افضل حالا من اميركا، فقد بات مهددا بالتفكك والانهيار جراء الوباء القاتل، وسوء الادارة الصحية التي اظهرتها النتائج في مواجهة الفيروس، كما أن القرصنة التي قامت بها الدول الغربية ضد بعضها البعض، زادت من احتمالية تفكك هذا الاتحاد، بل وربما هدد بانهيار دول الاتحاد نفسها.

دول اقليمية حاولت اثبات نفسها من خلال البترودولار التي تمتلكه، لكنها وعلى ما يبدو حاليا إنها باتت تهدد النظام الاقتصادي العالمي، لا سيما النفط، حيث سجل مؤخرا ادنى سعر له في التاريخ، ووصل برميل الخام الاميركي الى اكثر من 37دولارا تحت الصفر. ومن الطبيعي ان تتأثر اقتصادات وايرادات هذه الدول بهذا الانخفاض الكبير، مع اعتماد ميزانياتها على نسبة كبيرة من عائدات النفط.

السعودية التي لم تخرج من حرب اسعار النفط مع روسيا الا مؤخرا، كشفت فيها شركة استثمار عن توقعات صادمة حول عجز الميزانية والدين العام للبلاد خلال العام الحالي.

وحسب توقعات الشركة فإن عجز الميزانية سيبلغ 422 مليار ريال، ما يمثل 15.7% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020، وذلك بسبب توقعات انخفاض الإيرادات النفطية وغير النفطية مع زيادة المصروفات. فيما توقعت ارتفاعا بنحو 176 مليار ريال للدين العام، ما يرفع إجمالي الدين الحكومي إلى 854 مليار ريال.

الرياض لم تقم بحساباتها جيدا على ما يبدو خلال حربها النفطية الاخيرة مع موسكو، ما اضر بها وبحليفتها واشنطن، الامر الذي دفع الاخيرة الى التلميح بعدم شراء النفط السعودي، والتلويح بالضغط على الرياض لتخفيض انتاجها بنسبة اكبر من المتفق عليه في اتفاق اوبك+ الاخير، للحد من تخمة المعروض، في مقابل احجام الدول عن الطلب.

في الوقت الذي اعلنت فيه طهران عن اعتماد 10% فقط من ميزانيتها للعام الشمسي الجديد على العائدات النفطية، ضمن مسار خطتها في ايصال عائدات النفط الى الصفر في الموازنة العامة للبلاد.

نستذكر هنا كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في بداية عام 2019 عندما تحدث عن ان ايران تبقى قوية وثابتة في وقت ستنهار فيه بعض الدول النفطية العالمية والاقليمية.

ونقتبس من كلامه: “ان كل الذين يخططون بالنفط وغير النفط وبالامن والعسكر … من دول كبرى ودول إقليمي … ستنهار وإيران ستبقى واقفة”.

فهل بات انهيار بعض الدول والاقتصادات في العالم وشيكا، وهل يعتبر التراجع التاريخي لاسعار الذهب الاسود مؤشرا على هذا الانهيار؟

* ابراهيم شربو/ العالم

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى