عالمي

رسائل روسية عسكرية في الشمال السوري، هل اتت اُكُلها؟

حسب معلومات تم تسريبها نقلاً عن ضابط امريكي بانسحاب الالاف من وحدات المشاة الروسية وسلاح الهندسة والطيران من قاعدة حميميم ومناطق شمال وشرق سوريا، ردت عليه موسكو بشكل غير مباشر من خلال طلعات جوية واستعراض عسكري على امتداد الشريط الحدودي السوري مع تركيا، وتيسير دوريات شارك فيها الجيش السوري لاول مرة منذ سنتين.

العالم- ما رأيكم

ويرى مراقبون، ان روسيا تعلم بالمخطط الامريكي القديم بوصل الشمال الشرقي بالشمال الغربي السوري، بانشاء ما يسمونها بمنطقة آمنة. واعتبروا ان المخطط الامريكي في هذه المنطقة، لها مساحة جغرافية كبيرة تقريباً، حيث يقتطع 23 بالمائة من الاراضي السورية، تنعم بنمو اقتصادي يتم على اساسها نزوح المجموعات المسلحة من الداخل السوري الى هذه المنطقة التي تسمى بالمعارضة، وبنفس الوقت تكون هناك عقوبات شديدة على الحكومة السورية.

واوضحوا، ان الوضع الجيوسياسي الراهن بانشغال روسيا بالحرب مع اوكرانيا، اعطى الامريكان فرصة نوعاً ما بالتلويح للحكومة التركية بان تستغل هذا الواقع، يسلم خلالها الامريكان ورقة الاكراد لتركيا من اجل تحقيق حلمهم بوجود ما يسمى المنطقة الآمنة، وهذا ما تحذر منه سوريا.

فيما يرى محللون آخرون ان التحرك الروسي الاخير القيام بطلعات جوية واستعراض عسكري على امتداد الشريط الحدودي مع تركيا، انما هو رد غير مباشر على التصريحات الامريكية التي ادعت ان روسيا قد تركت الميدان السوري، وانها تعيش لحظة ضعف جراء حربها في اوكرانيا.

وقال هؤلاء: ان التصريحات الامريكية قد تكون اشارة امريكية ايضاً لتركيا بان روسيا الان ليس لديها القوة وليس لديها اية اوراق ضغط كي تمنع عملية تركية داخل سوريا.

واوضحوا، ان هذا الموضوع استفز الجانب الروسي، الذي اثبت برسالة عملية على الارض سواء للامريكيين المتواجدين في شرق سوريا ولتركيا التي تهدد بعملية رابعة، بانه مازال موجوداً في الميدان وان وحدة الدولة السورية مازال نصب اعينها وهو استراتيجي وحيوي بالنسبة لها.

واكد المحللون، ان روسيا بعد كل ما بذلته في سوريا من جنود وعتاد عسكري واستنزاف مالي لا يمكن ان تترك سوريا التي تتمتع بموقع استراتيجي جداً مهم لها في البحر المتوسط، بمجرد انها انشغلت في حرب مع اوكرانيا، لذلك كان التحرك الروسي تذكير اولاً لتركيا بان هناك اتفاقات ايضاً اخلت بها بفصل ما يسمى الجماعات المعتدلة عن الجماعات الارهابية، وكذلك هي رسالة ثانية للجانب الامريكي بانها ليست في موقع ضعيفة او انها مشغولة عن سوريا، ليتم اخذ منطقة الشمال السوري الى الانفصال بالتعاون مع الجانب التركي.

وهذا ايضاً ما اكده كتّاب سياسيون حيث قالوا: ان هناك رسائل وتسريبات امريكية، جميعها منظمة، اي الهدف منها بالونات اختبار لمعرفة رد فعل الخصم او العدو. ومن المعروف ان العدو والخصم الاول لامريكا هو روسيا، كما ان هذه الرسائل نوع من التحريض للجانب التركي لكي يكون هناك نوع من المزايدة مع روسيا، لافتين بان اي استعراض روسي في الشمال السوري ليست رسالة موجهة للجانب التركي بحكم تبادل المصالح معه، وانما هي للجانب الامريكي.

ولفت هؤلاء، ان المواجهة الروسية ليست مع تركيا، لان الاخيرة لا تطمح بالاستيلاء على المزيد من الارض السورية، لانها بالفعل تسيطر فعلياً على مساحة لا بأس بها من الارض السورية ولا يمكن ان تحكم اكثر من ذلك لان قدراتها ضعيفة جداً.

ما رأيكم..

كيف يقرأ استعراض موسكو لقوتها العسكرية بوجه انقرة في الشمال السوري؟

هل تقصدت بتعزيزاتها العسكرية المناطق المتداخلة مع التواجد الامريكي؟

ما اهمية تحذير روسيا من مخاطر النزعة الانفصالية وتذكير تركيا بالاتفاقات معها؟

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى