عربي

ظريف: أزمة المشروعية هي أكبر تحد للكيان الصهيوني

اعتبر وزير الخارجية الإيراني أزمة المشروعية بأنها تشكل أكبر تحدٍ للكيان الصهيوني، وقال: إن قضية فلسطين هي القضية المحورية للعالم الإسلامي، وأن الثورة الإسلامية في إيران تساند المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.

– الأخبار ایران –

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلا عن وزارة الخارجية، بأن محمد جواد ظريف قال في حوار مع اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بمناسبة يوم القدس العالمي: ان قضية فلسطين هي القضية المحورية للعالم الإسلامي، وصحيح أن بعض الدول العربية في السابق سواء بمعاهدة كامب ديفيد وسواء بعدها أو بالسياسات التي اتبعتها أنظمة كالنظام السعودي وللأسف، أصبحت في تناغم تام مع الكيان الصهيوني ضد القضية الفلسطينية، ولكن القضية الفلسطينية ليست بالقضية التي يمكن نسيانها بهذه الأساليب. فالقضية الفلسطينية هي القضية المحورية للعالم الإسلامي. ونظرا للارتباط الشديد للإمام الخميني (رض) وسماحة قائد الثورة وعامة الشعب الإيراني وهواجسهم تجاه قضايا العالم الإسلامي، فإن الثورة الإسلامية في إيران لا يمكن أن يكون لها خيار سوى هذا الخيار، بأن تقف إلى جانب المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني. الشعب الذي سلبت وتسلب منه حتى أبسط حقوقه المشروعة من قبل عصابة إرهابية لقيطة.

وردا على المقولة التي تزعم أن قضية فلسطين قضية محلية او عربية، أكد ظريف أن سياسات الكيان الصهيوني ليست منحصرة على منطقة صغيرة. فأميركا تضحي بمصالحها من أجل مصالح الكيان الصهيوني وحتى اوروبا تفعل ذلك؛ لذلك هذه معضلة عالمية. ومن جهة اخرى أسلحة الدمار الشامل التي يملكها هذا الكيان ، تشكل أكبر تهديد للمنطقة والعالم. وفي الحقيقة فإن عددا كبيرا من الدول الغربية مرتهنة اليوم للكيان الصهيوني، ولذلك لا يمكنها ان تتابع مصالح شعوبها. بناء عليه فإن التصور بأن مشكلة الكيان الصهيوني مشكلة محلية أو عربية ليس تصورا صائبا.

وبشأن مسؤولية المنظمات الدولية كمجلس الأمن الدولي تجاه فلسطين، أوضح ظريف: من المؤسف أن مجلس الأمن الدولي مرتهن لأميركا وحق النقض الذي استخدمته ضد العديد من القرارات ورغم ذلك صدرت بعض القرارات الأممية بشأن الجرائم العديدة للكيان الصهيوني، ولكن المجتمع الدولي لم يتمكن من تنفيذها، لأن الكيان الصهيوني وبمختلف الوسائل والأدوات تمكن من إرتهان العالم وابتزازه، ومنع الأنظمة على الاقل من تنفيذ رغبة المجتمع الدولي.

ورأى وزير الخارجية الإيراني، أن أكبر تحدٍ وأكبر نقطة ضعف يواجهها الكيان الصهيوني تتمثل في أزمة المشروعية؛ سواء المشروعية الداخلية وكذلك المشروعية الدولية، والأكثر من ذلك أن الخلافات الداخلية في الكيان الصهيوني أدت إلى أن يعتقد الصهاينة أنفسهم أنهم لا يمكنهم العيش دون عدو خارجي.. وفقدان الإنسجام الداخلي واتساع نطاق الخلافات الداخلية تمثل خطرا يهدد هذا الكيان أكثر من أي شيء آخر. ولاحظوا أن أربع إنتخابات متتالية خلال بضعة أشهر لم تتمكن من حل هذه المعضلة. فالشخص الذي لديه ملف كبير من الفساد في المحكمة، تمكن ومن خلال الألاعيب السياسية ان يواصل سيطرته وحكومته على الكيان.

ورأى ظريف أن المشكلة الأخرى للكيان الصهيوني هي المشكلة السكانية ومواصلة سياسات القمع ضد الفلسطينيين، ما يجعل الصهاينة يواجهون دوما المشكلة السكانية حتى في المناطق المحتلة عام 1948.

وبشأن صلة “صفقة القرن” باستشهاد القائد قاسم سليماني، بيّن ظريف أن الأميركان ومن خلال “صفقة القرن” أثبتوا للدول العربية التي تعول على أميركا، أن آمالها واهية، والآن اصبح واضحا ليس فقط للشارع العربي الذي لم يعول مطلقا على أميركا، بل حتى للكثير من الحكام العرب أنهم لا يمكنهم أن ينظروا إلى أميركا كوسيط محايد. ولذلك فإن المقاومة هي الحل البديل للسعي الى التوصل الى اتفاق مع الكيان الصهيوني عبر الاميركان، وفي الحقيقة فإن هذا الاتفاق الموهوم ظهر على شكل صفقة القرن.. ان المقاومة تعتبر خيارا حقيقيا، وأن القائد سليماني كان رمزا بارزا للمقاومة، ولذلك كان يمثل عقبة كبيرة بالنسبة لأميركا في هذا المجال. وفي الحقيقة فإن الفريق الشهيد سليماني نذر كل حياته في سبيل المقاومة والتي أهم أهدافها تحرير فلسطين والقدس الشريف. لذلك من الحق وصفه بـ”شهيد القدس”.

وشدد وزير الخارجية الإيراني، على أن الفلسطينيين سواء الذين في الداخل او الخارج أدوا مسؤوليتهم تجاه فلسطين وعلى الأقل لم يساوموا على كونهم فلسطينيين، ولكن المشكلة هي أن المسلمين الذين تخلوا عنهم وتركوهم يواجهون الظلم والمعاناة لوحدهم، لذلك على جميع المسلمين ان يساندوا هذا الشعب الباسل.

وفي الختام، أكد ظريف أن نبوءة قائد الثورة الإسلامية بأن الكيان الصهيوني لن يرى ما بعد 25 عاما، ستتحقق لا محالة، نظرا لحقائق المنطقة وحتى الحقائق داخل الكيان بما في ذلك الوضع السكاني والهجرة المعاكسة لليهود من الاراضي المحتلة والعودة إلى بلدانهم، الامر الذي أثار قلق الكيان الصهيوني ولذلك صادق قبل سنوات على قانون بمنح الهوية اليهودية للكيان الصهيوني ، مشددا على أن الكذبة لا يمكن أن تدوم إلى الأبد، وبالتالي فإن القضية الفلسطينية لا يمكن قمعها إلى الأبد. فهذه حقيقة تاريخية والصهاينة أنفسهم يدركون هذه الحقيقة ولذلك نراهم يتخبطون بشدة.

/ انتهى /

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى