عالمي

تفاصيل وخبايا ‘عملية الموساد’ الفاشلة في إسطنبول وقونيا

تشير الكثير من الدلائل والمعطيات الدبلوماسية والسياسية في العاصمة التركية انقرة الى ان الكشف المخابراتي عن شبكة التجسس الاسرائيلية مؤخرا قدم اسنادا قويا للجناح الداعي الى تحجيم العلاقات السياسية والرسمية بين تركيا والكيان الاسرائيلي ليس فقط في اوساط مستشاري الرئيس رجب طيب اردوغان .

العالم – مقالات وتحليلات

ولكن ايضا في اوساط البرلمان التركي والحزب الحاكم حيث لم تجد المعارضة التركية لا على صعيد الحركة القومية وحزب الشعب ولا ايضا على صعيد المجموعات الكردية النشطة طريقة للدفاع عن العلاقات الاسرائيلية كما كان يحصل في الماضي بعد محاولة الاختراق التي مولها ورعاها الموساد الاسرائيلي ثم ابلغ رسميا الجانب التركي بالاعتراف فيها .

تتحدث دوائر غربية وبرلمانية في العاصمة التركية عن مستجدات ومعطيات مثيرة تحت عنوان تصدع جدار العلاقات الامنية تحديدا مع الصهاينة اثر التمكن من كشف خلية الموساد في مدينتي اسطنبول وقونيا مؤخرا .

وهو تصدع اصبح عنوانا للأسابيع الثلاثة الماضية بعد عملية مخابراتية متقنة كشفت عن تفاصيل تلك الخلية خلافا لان السفارة الامريكية في انقرة منشغلة في اجراء مشاورات واجراءات تحاول احتواء الموقف بين “الاسرائيليين” والاتراك والعودة لصمود اتفاقيات تنسيق امنية او تبادل امني بينهما تضررت على نطاق واسع مؤخرا .

في التفاصيل خلية “الموساد” ضربت بعمق مقدار الثقة في بعض القنوات الامنية بين الجانبين والجانب التركي مصر على اجراءات لمعاقبة مسؤولي “الموسا”د الذين اداروا تلك العملية.

ويصر ايضا على عدم الاكتفاء بالشروحات والتفسيرات التي قدمها وفد من “الموساد” زار انقرة فعلا وتقدم بتوضيحات يبدو ان المنظومة الامنية التركية لا تثق بها ولا تصدقها لكنها قررت الاستثمار فيها سياسيا بمعنى حشر الصهاينة في الزاوية والاستناد الى ما حصل لمنعهم من التدخل في الملفات التركية الداخلية بعد الان حيث اطراف في البرلمان التركي تنادي بالعادة بعلاقات دائمة ومستقرة مع الكيان الاسرائيلي تشعر الان بالإحراج ولا تملك وسيلة دفاع .

في مسالة خلية اسطنبول الموسادية اتبع الجانب التركي نفس التكتيك في ادارة ملف الراحل جمال خاشقجي حيث افصاحات رسمية مقتضبة بين الحين والاخر وحيث تسريبات للصحافة التركية تتعلق ببعض التفاصيل .

خلية الموساد التي قبض عليها تضمنت 13 زائرا ومقيما فلسطينيا وشخصان سوريان وعملية التجنيد انطلقت منذ اكثر من عام وتخللها تمويل عملياتي وكانت الصحافة التركية انتبهت مبكرا للمسالة وهي تنشر تفصيلات عن اختطاف شبان فلسطينيين بطريقة غامضة في اسطنبول فيما تبين لاحقا بان المختطفين هم بالأصل معتقلين بقرار امني ولم تكن السلطات تعلن رسميا عن ذلك لاغراض تفكيك كامل اعضاء الشبكة وايقافهم .

في التحقيقات واسنادا الى مصادر تركية مطلعة برزت عدة وقائع فاغلب الشبان الموقوفين من طلاب الدراسات العليا واحدهم من ابناء قطاع غزة وعملية التجنيد باثنين فقط ثم توسعت الشبكة .

وما طلب من هؤلاء بعد تجنيدهم زيارة مكاتب ومقرات تتبع حركة حماس في اسطنبول تحديدا وتزويد الجانب الاسرائيلي بمعلومات عن تلك المكاتب والمقرات وعن النشاطات فيها .

ويبدو ان التحقيقات كشفت عن تعليمات لبعض اعضاء الخلية بالاتصال مع مسؤولين في حركة حماس داخل تركيا على اساس الرغبة في الانضمام للحركة والعمل لصالحها بعد معركة سيف القدس وهو السيناريو الذي يعتقد خبراء امنيون انه لفت الانظار مبكرا لتلك الخلية ونشاطها المفترض حيث ان حركة حماس نفسها ارتابت بشخصين تقدما بطلب عضوية في الساحة التركية ثم بدأت السلطات الامنية التركية و بعملية مراقبة مكثفة انتهت باكتشاف جميع عناصر الشبكة والتقدم باعترافات مفصلة .

وتلك اعترافات كانت من الطراز الذي لا يمكن نفيه ما دفع لجهاز “الموساد” للإقرار بما حصل وارسال وفد يفاوض الاتراك ويقدم شروحات وتعهدات وفقا لما ذكرته “راي اليوم “في تقرير سابق لها.

العلاقات والاتصالات بين انقرة و”تل ابيب” تضررت كثيرا جاء عملية “الموساد” الفاشلة وما تثق به السلطات التركية الان عدم وجود صلة من اي نوع بين اي دولة او جهة امنية عربية او فلسطينية وبين تلك الخلية والتي اتضح الان انها موسادية فقط وبالكامل من حيث الشكل والمضمون والتوجيه والتمويل والتجنيد.

المصدر: رأي اليوم

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى