عالمي

كان اسدا من ورق.. ماذا بعد خسارته؟

ليس من عاقل في المنطقة والعالم من يعول من الان وصاعدا على تخرصات الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي “يرفض بشدة الاعتراف بهزيمته في الانتخابات”.

العالم – يقال ان

لا تعويل على ذمة ترامب “بعد خسارته الرهان الانتخابي لرئاسة اميركا التي لم يتمكن من تثنيتها حاله حال بقية الرؤساء الذين سبقوه”، حتى لو اكتفى فقط باقالة وزير دفاعه مارك إسبر من منصبه وانهاء خدمته في محاولة لتصفية حساباته مع من لم يطع اوامره بحذافيرها أولا، ولتحويل انظار ناقديه الى جهة بعيدة عن المطبات الساياسية التي ابتدعها ووقع في تداعياتها تجاه بلده وبلدان العالم التي اندار فيها “ظهر المجن” ليقع الرئيس الاميركي في شر اعماله كما نلاحظه اليوم من ردود فعل اوروبية وعالمية مع بدء سيادته المؤقتة الانتقالية (70 يوما اعتبارا من اليوم – حتى 20 كانون الثاني 2021).

اعتراضات داخلية لسياسات ترامب المتخبطة..

الاعتراضات للنهج الذي سلكه ترامب لم تكن اعتراضات خارجية بحتة قط، بل حتى داخلية ومنها ما تجلى من دعوته من قبل صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر للاعتراف بالهزيمة وبنتائج الانتخابات الرئاسية ما يشير الى انسلاخ اقرب المقربين منه عن سياساته المتغطرسة البلهاء.

غاب وزير البنتاغون إسبر عن واجهة الاعلام السياسي للولايات المتحدة اثر بدء عهد الخلافات بينه وبين ترامب الذي لم يستطع ترويض وزير دفاعه لمواجهة الاحتجاجات ضد العنصرية التي ينتهجها الرئيس الاميركي والتي اتضحت للعيان باجراءاته العنصرية التعسفية ضد الملونين بعد مقتل جورج فلويد اثر محاولة الشرطة اعتقاله في مدينة منيابوليس هذا الصيف. طالب ترامب إسبر بانزال الجيش للشوارع لمواجهة المحتجين، فيما اعلن إسبر معارضته لهذا الاتجاه القمعي، ومنذ ذلك الوقت، غاب إسبر عن الشاشات وتراجع نفوذه ولم يعد يدلي بمقابلات مكتفيا بخطابات معدة سلفا.

ذكرت مصادر أن إسبر كان يستعد منذ فترة طويلة لاحتمال الاستقالة أو الإقالة بعد انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، لاسيما إذا فاز ترامب بولاية ثانية، وسيحل مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر محل وزير البنتاغون إسبر بالوكالة، ليكون وزير الدفاع الاميركي الخامس الذي يتولى حقيبة البنتاغون في عهد ترامب بعد “جيم ماتيس” و”باتريك شاناهان” و”ريتشارد سبنسر” الذي تولى المنصب لوقت قصير قبل إسبر، وبذلك يكون ميلر الوزير الخامس بالوكالة حتى 20 كانون الثاني/يناير 2021، لكن لا نعلم هل سيأتي بوزراء اخرين للبنتاغون خلال السبعين يوما المتبقية لرئاسته الانتقالية؟

الى هذا الموضوع بالذات اشار مراقبون ان ترامب مصاب بجنون العظمة يتوهم ان بكثرة تغييره واستحداثه للمناصب الوزارية يثبت لنفسه انه فعلا رئيس قل نظير ولا مثيل له في القدرة على مراعاة وادارة الامور، والكل يعلم انما هو اقل رئيس للولايات المتحدة معرفة بالسياسة الدولية وحتى الداخلية، لذا يعتقد المراقبون والمتابعون للشأن الاميركي إن إسبر سوف لن يكون آخر من يقيله ترامب فهناك توقعات بإقالته عددا من المسؤولين الآخرين مثل جينا هاسبل مديرة جهاز الاستخبارات (CIA)، وكذلك كريستوفر وراي، مدير جهاز (FBI)، وأنتوني فاوسي الخبير الطبي، وكأن الرجل يحاول اثبات موقعه الرئاسي بقوة الغطرسة والعنجهية الفارغة.

ذلك ما اشار اليه وزير الدفاع إسبر بتأكيده توقعه لاقالته مضيفا قوله: “لم أفكر يوما بالاستقالة من منصبي كوزير للدفاع. كنت أتوقع إقالتي لكنني لم أكن أعرف متى سيتم ذلك”، فيما قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إن إقالة الرئيس دونالد ترامب وزير الدفاع مارك إسبر دليل على نية ترامب “زرع الفوضى” في أيامه الأخيرة في منصبه، وان الأكثر إثارة للقلق هو أن توقيت هذه الإقالة يثير تساؤلات جدية حول إجراءات ترامب المخطط لها في الأيام الأخيرة من إدارته.

تصفية حسابات خارجية..

من خلال مطالعتنا للأخبار الدولية والاقليمية في اليومين الاخيرين بعد خسارة ترامب وترشح جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة، يتضح في الافق نوعا من تصفية الحسابات القديمة التي أضر بها ترامب بساساته المراهقة االابتزازية المتعجرفة الارتجالية غير المدروسة التي فرض من خلالها وطيلة فترة رئاسته الاتاوات والخاوات تحت عباءة “عقوبات” لاشرعية باعتباره هو الشاهد وهو الحاكم وهو شرطي العالم) عادة ما كان يفرضها في سياق ابتزاز سياسي يطال بها ومن خلالها دول العالم ومنها الصين وبلدان الاتحاد الاوروبي وكندا وبلدان الشرق الاوسط، هدفها الاساس تكريس قانون “الاخ الأكبر” الأميركي على حساب قوانين بلدان العالم الداخلية ومنها السيادية.

الاتحاد الاوروبي سارع لرد بعض الاعتبار بعد فشل ترامب الانتخابي، باعلانه العزم على فرض رسوم جمركية على البضائع الأميركية بأربعة مليارات دولار اعتبارا من اليوم، وذلك في إطار معركة اقتصادية جديدة بين الطرفين بدأها ترامب بفرضه الاتاوات في وقت سابق على شكل رسوم جمركية فرضها على منتجات اوروبية بأكثر من 7 مليارات دولار.

التحرك الاوروبي جاء اثر تصريح المفوض الأوروبي للتجارة “فاديس دومبروفسكيس” الذي قال بان الاتحاد سيفرض عقوبات على واشنطن بعد سماح منظمة التجارة العالمية بذلك في ما يتعلق بقضية شركة بوينغ لصناعة الطائرات، وانّ الرسوم الجمركية ستستهدف الصادرات الأميركية من الطائرات وأجزائها، ومجموعة من المنتجات الزراعية، ما دفع واشنطن للتهديد برد مماثل على الاجراءات الاوروبية.

قبل ذلك أعلنت الصين أنها ستفرض عقوبات على “لوكهيد مارتن” و”بوينغ للدفاع والفضاء والأمن” وغيرهما من الشركات الأميركية المرتبطة ببيع الأسلحة إلى تايوان، حيث ارتبطت الشركتان الأميركيتان العملاقتان في صفقة مؤخرا لبيع صواريخ بقيمة مليار دولار إلى تايوان.

تخبط اعمى..

واصلت الادارة الاميركية سياسة الضغط الفاشلة ضد محور المقاومة ودول الممانعة بعد اعلان خسارة ترامب باعلانها فرض عقوبات جديدة ضد مسؤولين وكيانات وأفراد تتهمهم بتقديم الدعم للرئيس السوري بشار الأسد، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات مرتبطة بسوريا تستهدف أفرادا وكيانات منها شركات عاملة في قطاع النفط، فيما توعد المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى سوريا، جويل رايبورن، بمواصلة الضغط على القيادة السورية وحرمانها من موارد الذاتية السيادية، وذلك في تصريح هو الأول عقب خسارة ترامب السباق الرئاسي.

انه تدخل صريح وعلني في سيادات دول عربية لم تخنع للاملاءات الاميركية والصهيونية، حيث اتهمت وزارة الخزانة الاميركية السوريين بمحاولة احياء قطاع النفط السوري، وذلك لا يعتبر اتهاما بقدر ما هو حق شرعي سيادي لاشان للولايات المتحدة به، انما يأتي ذلك ضمن الساسة المتعجرفة التسلطسة الحاقدة على كل حر يسعى لاستقلال بلده وتطهيرها من المحتل الاميركي ومن شغلهم من الارهابيين الذين عملوا على تثبيت قد امحتل الاميركي وشرعنة وجوده.

مصير اللاهثين وراء سياسة ترامب المتعجرفة

راهن الكثير من جهلة السياسة على ترامب خصوصا حكام منطقتنا الخليجية وانصاعوا وراءه مطبعين مع الكيان الصهيوني لمنفعة ترامب لكسب اصوات المكون الصهيوني في الولايات المتحدة.. بمعنى انه استخدمهم كورقة يمسح بها الارض ويرميها او يحرقها بعد نفاد مضمونها..

خير ما نختتم به المقال هو تغريدة وزير خارجية ايران محمد جواد ظري على موقع “تويتر” قائلا: “ترامب سيرحل بعد سبعين يوما، ولكننا باقون للأبد.. الرهان على الأجانب لضمان الأمن لا يجلب الأمن ويخيب الآمال.. نمد أيدينا إلى الجيران للتعاون في سبيل تحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا وبلداننا. وندعو الجميع إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات والتوترات”.

السيد ابو ايمان

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى