عالمي

هل تمسح ‘الصين’ ‘استراليا’ من على وجه الارض؟

يقال ان الولايات المتحدة الاميركية وأستراليا وبريطانيا أعلنت في منتصف الشهر الجاري عن إبرام شراكة دفاعية تحت اسم اتفاق “أوكوس” (AUKUS)، تشمل تبادل التكنولوجيات العسكرية وتزويد الجيش الأسترالي بثماني غواصات تستند إلى التكنولوجيات الأمريكية وصواريخ مجنحة أمريكية الصنع.

العالم – يقال ان

اتفاقية شراكة (AUKUS) الدولية الأمنية الثلاثية، تم الإعلان عنها في 15 أيلول/سبتمبر 2021، واختصارها (AUKUS) وتعني مجموعة من الاحرف المختصرة للدول الثلاث AU أستراليا UK المملكة المتحدة البريطانية و US الولايات المتحدة الأمريكية.

مخاطر الاتفاق

الخطورة في هذا الاتفاق الامني الاستراتيجي والذي اثار حفيظة العديد من الدول حول العالم تكمن في تقاسم واشنطن مع حلفائها تقنيات تتعلق باليورانيوم عالي المستوى ( نسبة تخصيب 90% المنصوص عليها بموجب الصفقة الجديدة) وهو النسبة المتعارف على استخدامها في الغواصات النووية الأمريكية، ما أثار الامر حفيظة العديد من الدول حول العالم ومنها الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

الامر الثاني المثير لحفيظة دول بعينها هو احتمالبة زيادة الوجود العسكري الغربي في منطقة “الباسفيك” على الرغم من أن الإعلان المشترك. من قبل رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي جو بايدن لم يذكر أي دولة أخرى بالاسم.

الامر الثالث ان الاتفاق يغطي مجالات رئيسة مثل الذكاء الاصطناعي، والحرب الإلكترونية، والقدرات تحت الماء، وقدرات الضربة بعيدة المدى. كما يشمل عنصرا نوويا، قد يقتصر على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يتعلق بالهياكل الأساسية للدفاع النووي. وانه سيركز على القدرات العسكرية، وفصلها عن تحالف تبادل المعلومات الاستخباراتية “العيون الخمسة” الذي يضم أيضا نيوزيلندا وكندا.

اضف الى ان مصادر مجهولة في البيت الأبيض اشارت الى أن الاتفاق يهدف إلى مواجهة نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومع ذلك، قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في وقت لاحق للبرلمان، أن هذه الخطوة لم يكن المقصود منها أن تكون عدائية تجاه الصين.

“أوكوس” أوجعت فرنسا بشدة..

أغضبت هذه الاتفاقية الثلاثية التي ستحصل بموجبها أستراليا على تكنولوجيا الغواصات النووية من الولايات المتحدة، فرنسا بقوة منذ أن أعلنت عنها واشنطن ولندن وكانبيرا في وقت سابق هذا الشهر، ذلك ان باكورة الخطوات المنبثقة بعد الاعلان عن الشراكة الدفاعية الامنية كانت خطوة استراليا المحبطة لفرنسا بالغائها لدى تشكيل هذا التحالف الجديد، صفقة غواصات هائلة مع فرنسا، ما أسفر عن أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الطرفين.

في 17 أيلول/سبتمبر، استدعت فرنسا سفيريها من أستراليا والولايات المتحدة. حيث وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الصفقة بأنها “طعنة في الظهر”. بسبب اتفاق اوكوس أدت إلى إلغاء أستراليا لصفقة غواصة فرنسية أسترالية بقيمة 56 مليار يورو (90 مليار دولار أسترالي).

في المقابل أكدت كانبييرا تمسكها بموقفها ورفضت اتهامات باريس لها بالكذب وذلك بعد اتهام وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان استراليا بالكذب والازدواجيّة وتقويض الثقة.

روسيا قلقة وتطالب “اوكوس” بتوضيحات

لم تقتصر تداعيات هذا التطور الامني العالمي على فرنسا المتضررة بقوة من الاجراء الاسترالي انما دفع بروسيا ايضا الى الطلب من الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا توضيحات بشأن تحالف “أوكوس”، حيث نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله إن بلاده بعثت بطلب استفسارات للولايات المتحدة عن المعاهدة.

لروسيا العديد من الاسئلة بشأن الاتفاقية الامنية الثلاثية الجديدة وأن موسكو بصدد طرح اسئلة مماثلة على حلفاء الولايات المتحدة المعنيين بهذه الاتفاقية، ذلك رغم الاعلان عن ان هذا التحالف لا يستهدف أي بلد، وأن الغاية منه منع وقوع أزمات محتملة في المنطقة.

قبل ذلك اشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 حزيران/يونيو الماضي وقبيل اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الى ان العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا باتت في أدنى مستوياتها قائلا: “لدينا علاقة ثنائية تدهورت إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة”..

الاتحاد الاوروبي.. “أطرش” بالزفة

وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقدوا اجتماعا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة تداعيات وعواقب اتفاق أوكوس، حيث قال الاتحاد أنه يتابع الوضع عن كثب مشددا انه لم تتم استشارته أو ابلاغه بالشراكة الاستراتيجية في المحيطين الهندي والهادئ.

الصين.. بيت القصيد

أما الصين.. الدولة المستهدفة من تحركات بالجملة اتخذتها الولايات المتحدة ومنها الهرب العاجل من افغانستان ولملمة اوضاعها في عموم منطقتنا ومن ذلك سحب اسلحتها ومنها منظومة الدفاع الجوية “باتريوت” من السعودية للتهيوء لمواجهة العملاق الصيني، فقد اعتبرت الحكومة الصينية أن إبرام الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا اتفاق شراكة جديدة يشمل بناء غواصات للجيش الأسترالي “يقوض الاستقرار الإقليمي” و”يمثل خطوة غير مسؤولة” ولن يؤدي إلا إلى “تسارع سباق التسلح”.

اثار اتفاق “اوكوس” غضب الصين التي اعتبرت ان الدول الثلاث تسعى لاطلاق حرب باردة وسباق تسلح وزعزعة استقرار المحيطين الهندي والهادئ.

التهديد الاقوى.. هل تمسح الصين “استراليا” من الخارطة؟..

كتب الروسي سيرغي فالتشينكو، مستندا إلى منشورات رئيس معهد أبحاث “الشرق الأوسط”، حول عبثية الاعتماد على واشنطن، في المقال: ان تحالف “أوكوس” الأنجلوساكسوني الثلاثي الأطراف، الذي تم إنشاؤه مؤخرا بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، أثار لدى الصين غضبا شديدا، وفي رأي الباحث السياسي المعروف يفغيني ساتانوفسكي، جاءت ردة الفعل على هذا الحدث في تصريح دبلوماسي صيني بأن الصين يمكن أن تتخلى عن مبدأ أن لا تكون البادئة في استخدام الأسلحة النووية وأن تعتمد على توجيه ضربة نووية استباقية.

وكتب ساتانوفسكي في قناته على تيليغرام: “نادرا جدا ما يدلي الصينيون بمثل هذه التصريحات. وهذه الكلمات صدرت ردا على مبادرة واشنطن إلى إنشاء تحالف ثلاثي مع لندن وكانبيرا. الغواصات النووية، غواصات نووية، ولكن إذا حدث شيء، فإن الصين سوف تمسح أستراليا من على وجه الأرض، ولن يدافع عنها أي أمريكي”.

“اوكوس”.. تحالف عالمي جديد في طور النشوء

من الواضح ان الإدارة الاميركية وصلت لقناعة ان الشركاء الاوربيين غير مستعدين للانخراط ضمن استراتيجيتها الجديدة في مواجهة الصين، لذا وجدت إدارة بايدن الشريك التقليدي البريطاني الخارج من المظلة الاوربية حليفا لديه كامل الاستعداد للانخراط مع توسيع دائرة الحلف التي شملت استراليا ولاحقا سيضم التحالف اليابان الأكثر حماسا للاتفاق.

السيد ابو ايمان

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى