عربي

ماذا یخطط الاعلام الامریکي و السعودي في العراق؟

منذ أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية الحصار على العراق في عهد صدام حسين، لم يتأثر بالحصار سوى أبناء الشعب الذين تحملوا نقص الغذاء والدواء باسم الحصار بينما صدام يبني القصر تلو القصر؛ وبعد 2003 انتهجت أمريكا أسلوب الحصار الإعلامي ضد العراق لتستهدف الشرفاء وفيما يسرح الارهابيون ويمرحون.

وكالة مهر للأنباء-یاسر الخیرو:  ان المتابع للإعلام الأمريكي في العراق والاعلام المدعوم من أمريكا في العراق يلحظ الهيمنة الإعلامية الأمريكية في العراق، فالأموال التي سخرتها أمريكا من اجل السيطرة على العراق اعلامياً أكثر بكثير من الأموال التي من المفترض أنها دفعتها من اجل إعادة اعمار العراق الذي دمرته بشتى الطرق.

فالأمر البارز هو أن الاستكبار الأمريكي يحاول الاستحواذ على كل ما هو عراقي، ومصادرة الاعلام في العراق لصالحه، ومهاجمة أي محاولات مستقلة للنهوض بالواقع العراقي.

في أغسطس 2019، أعلنت السفارة الأمريكية في العراق وبكل وضوح حاجتها لمنتجي محتوى رقمي ومراقبي وسائل تواصل، وتم توظيف 65 شخصاً في السفارة في هذا القسم بعد الإعلان، ليكون هؤلاء ضمن الجيش الالكتروني للسفارة الأمريكية وصفحة جديدة للتدخل الأمريكي في العراق خارج نطاق العمل الدبلوماسي وممارسة الضغوط وإنشاء صفحات الفيسبوك لمهاجمة كل ما هو غير أمريكي في العراق.

السفارة الأمريكية تنفق أكثر من 150 ألف دولار سنوياً رواتباً لمدراء صفحات على الفيسبوك وحسابات تويتر التي تدعم التوجهات الأمريكية وتفرق أبناء الشعب العراقي وعند إضافة مبالغ الدعايات وبرامج التوغل الثقافي والقنوات المدعومة، فإننا سنصل إلى أرقام هائلة، أما الاعلام الرسمي الأمريكية المتمثل بقناة الحرة، فهو لا يتردد أبداً في وصف قوات الحشد الشعبي العراقي التي أقر وجودها البرلمان العراقي، بالمليشيات، وهو ما يعد انتهاكاً صريحاً لسيادة العراق واعتداء على شريحة واسعة من أبناء الشعب العراقي.

ومن جهة أخرى فإن الدين الرسمي للعراق، الإسلام، هو الآخر لم يسلم من الطعنات التي يوجهها الاعلام الأمريكي، حيث وصفت قناة الحرة في مقال لها القصص الإسلامية وهي     “أحسن القصص” بأنها أساطير إسلامية، من دون أي مراعاة لمشاعر الشعب العراقي او قدسية الإسلام او مشاعر أكثر من مليار مسلم.

وتحتضن واشنطن رؤوس فتنة الجوكر مثل “ستيفن نبيل” وهو ممن دعوا إلى تحويل الاحتجاجات في العراق من سلمية إلى أعمال شغب وفتنة، استمر الاعلام الأمريكي والتابع لأمريكا بوصفها بالمظاهرات السلمية رغم تطاير قنابل المولوتوف من وسط المظاهرات تجاه كل ما هو عراقي.

ومن جهة أخرى بعد اغتيال الخبير الأمني العراقي “هشام الهاشمي” عادت قناة “الحرة للتضليل” ورغم أن عملية الاغتيال ما تزال محاطة بالكثير من علامات الاستفهام (مثل عدم ظهور أي جرح في الرأس أو الصدر، رغم أن عملية الاغتيال نفذت من نافذة السيارة حسب الفيديو الذي تم الاستناد إليه) واستنكار التيارات العراقية المختلفة للجريمة، إلا أن الاعلام الأمريكي والممول أمريكياً يحاول اتهام جهات معينة بالجريمة من دون أية ادلة ونقلاً عن مصادر مجهولة.

وعلى الجانب الآخر، يعتبر الاعلام الأمريكي والممول أمريكياً أي مقال أو إشارة من وسائل اعلام دول الجوار العراقي أو حتى من وسائل الاعلام العراقية الرافضة للهيمنة الأمريكية في العراق على أنه تدخل؛ وهذا ما يجعلنا نتوقف لندرس معنى “التدخل”، فهل سيصبح التدخل في شؤون الغير مصطلحاً مزدوجاً كما هو تعريف الإرهاب؟.

/انتهى/

المصدر : وكالة مهر للأنباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى