عالمي

الولايات المتحدة.. بؤرة التوتر في العالم كله

جاء في الاخبار، ان “اتفاقا لتبادل المعلومات والخرائط الحساسة التي توفرها الأقمار الصناعية والتعاون الأساس وتبادل المعلومات الاستخباراتية” قد تم توقيعه اليوم الثلاثاء بين الولايات المتحدة والهند.

العالم – كشكول

يأتي ذلك في خضم مخاوف اميركية مزعومة من الصين أطلقها ويكرر اطلاقها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو اينما حل وارتحل رغم اعلان لولايات المتحدة موافقتها أمس الاثنين على بيع تايوان مئة منظومة صواريخ دفاعية من طراز هاربون في صفقة بقيمة 2,4 مليار دولار، متجاهلة غضب بكين إزاء بيع أسلحة أميركية للجزيرة بقيمة مليار دولار أبرمت الأسبوع الماضي.

ذلك ما جدده بومبيو اليوم خلال توقيعه الاتفاق الاستراتيجي مع الهند لتبادل المعلومات التجسسية والخرائط الحساسة التي توفرها الأقمار الإصطناعية بابراز تخوفه من الخطر الذي تمثله الصين وتزايد دورها بالمنطقة.

تهويل بالثبور وعظائم الامور يسبق كل صفقة بيع اسلحة اميركية

ذلك ما لمح اليه وزير الدفاع الاميركي مارك إسبر عقب محادثاته وبومبيو مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار ووزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، مؤكدا ان على البلدين العمل معا للتصدي للخطر الذي تمثله الصين على الأمن والحرية.

الحوار الاميركي الهندي الاستراتيجي السنوي هذا يتيح للهند الحصول على مجموعة من البيانات الطبوغرافية والبحرية والجوية التي تعتبر حيوية لاستهداف الصواريخ والطائرات المسيرة المزودة بأسلحة، وقد جاء في وقت تشهد فيه منطقة جنوب شرق آسيا توترا شديدا حيث تقف القوات الهندية في مواجهة القوات الصينية على الحدود المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا.

جولة بومبيو وإسبر في المنطقة تتواصل لخمسة ايام يحاول فيها الثنائي الاميركي تعزيز العلاقات “الاستراتيجية” مع دول حليفة للولايات المتحدة هي (الهند وسريلانكا والمالديف وإندونيسيا)، بزعم مواجهة النفوذ الصيني في المنطقة.

وحسب محللين قالوا إن الزيارة تأتي في إطار جهود واشنطن الأخيرة لدعم حلفائها (سريلانكا والمالديف، وهما دولتان من دول المحيط الهندي حيث مولت الصين وشيدت العديد من مشاريع البنى التحتية، ما أثار مخاوف الهند والولايات المتحدة). فيما يختتم الثنائي الاميركي جولته الآسيوية، التي تأتي خلال الأسبوع الذي يسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بـ”إندونيسيا”، وهي واحدة من دول عدة في جنوب شرق آسيا لديها مخاوف من تزايد الأنشطة الصينية في منطقة بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها.

هل توقف اميركا عزفها على نغمة الخطر الصيني؟

سياسة التهويل والترهيب الاميركية من الصين قابلها رد هندي هادئ ومتزن لكنه مفحم ومخز في نفس الوقت لبومبيو وإسبر إذ قالت خارجية الهند وكما جاء على لسان المتحدث باسمها ضمن إفادة صحفية، قوله: “نحن نحث بومبيو على التخلي عن عقلية الحرب الباردة وعقلية المحصلة الصفرية وأن يكف عن العزف على نغمة الخطر الصيني” ما يعني ان لعبتكم في التهويل والتخويف ممجوجة ومكشوفة ومفضوحة، الواضح ان الولايات المتحدة لن تكف عن هذه السياسية المقيتة (الترهيب من طرف ثالث لجني الارباح بالمليارات) وذلك ما اسست له في منطقة الشرق الاوسط بتخويف محميات خليجية من خطر وهمي اسمه (ايران) لتصريف المزيد من الاسلحة البالية مع مهندسيها وطقمها الفنية بشروط تجني من خلالها اضعاف سعر البيع المعلن.

الصين اعترضت على سياسة الترهيب التي تنتهجها الولايات المتحدة مع سريلانكا، بعدما قالت واشنطن إنه يتعين على الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي اتخاذ “خيارات صعبة لكنها ضرورية” بشأن علاقتها مع بكين، حيث قالت السفارة الصينية في كولومبو في بيان في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين: “نعارض بشدة انتهاز الولايات المتحدة فرصة زيارة وزير الخارجية (الأمريكي)… للتدخل في العلاقات بين الصين وسريلانكا والضغط على سريلانكا وترهيبها، موضحة ان “علاقات الصين مع سريلانكا تعود إلى ألفي عام، وأن البلدين ليسا بحاجة إلى طرف ثالث لإملاء الشروط”..

انها حرب تجارية ايها السادة!

الصين استثمرت مليارات الدولارات في مشروعات بنية تحتية في سريلانكا في إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ والتي تهدف إلى ربط آسيا وأوروبا وما وراءهما، ما أثار قلق الهند والولايات المتحدة، وينظر إلى زيارة بومبيو لسريلانكا ثم إلى جزر المالديف، وهي دولة أخرى تقع في المحيط الهندي، على أنها جزء من محاولة ترمي إلى مواجهة الوجود الاقتصادي المهيمن للصين في البلدان الأصغر والذي جعل بعضها غارقا في الديون.

فيما تخوض الولايات المتحدة حربا تجارية مكثفة مع الصين وتكثف تحذيراتها ضد قوة بكين الاقتصادية والعسكرية، يسعى إسبر خلال جولته الآسيوية هذه لاقناع الهند شراء طائرات “اف-18” الأميركية وتخفف اعتمادها على روسيا في مجال التسلح، غير ان الهند النووية ترغب في تصنيع قسم أكبر من أسلحتها على أراضيها وتطلب استثمارات، في قت يتيح فيه “اتفاق التبادل والتعاون الأساس” الذي تم توقيعه اليوم بين اميركا والهند توفير أحدث تقنيات الملاحة لطائرات مقاتلات يمكن أن تزوّد بها الهند.

الحرب التجارية سارية في دم الرئيس الاميركي دونالد ترامب دون توقف ويزداد سعارها كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، يناور ترامب من خلالها مستعينا بسياسة الترهيب والترغيب في آن واحد، وذلك ما انجزه مؤخرا باعلان الولايات المتحدة موافقتها على بيع تايوان مئة منظومة صواريخ دفاعية من طراز هاربون في صفقة بقيمة 2,4 مليار دولار.

الملاحظ ان ترامب قد يخسر رهان السباق الإنتخابي عندها سيرحل وتبقى تداعيات اثاراته في عموم مناطق وبؤر العالم اثر تاليبه دولا حليفة على اخرى سعى جاهدا لشيطنتها لمرير خططته الشيطانية.

السيد ابو ايمان

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى