عربي

الاحتلال يخشى اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة

يُتابِع صُنّاع القرار في كيان الاحتلال التطورّات في الضفّة الغربيّة ويُعبِّرون بشكلٍ أوْ بآخر عن تخوفاتهم من اندلاع انتفاضةٍ فلسطينيّةٍ ثالثةٍ، وعلى نحوٍ خاصٍّ بسبب الأوضاع الاقتصاديّة والسياسيّة والأمنيّة التي تعصِف بالضفّة الغربيّة في الآونة الأخيرة.

العالم – فلسطين

وفي هذا السياق نقل ألون بن دافيد، وهو أحد الخبراء العسكريين في إسرائيل، عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى قولها إنّه من يوم لآخر تزداد الإشارات التي تُنذِر باندلاع انتفاضةٍ جديدةٍ في الضفّة الغربيّة.

وقال بن دافيد في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل اليوم)، اليمينيّة المُتطرِّفة، قال “يبدو أنّ ثمة أموراً آخذة بالتغيّر في مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) في الشهرين الأخيرين، وتزداد الإشارات إلى تصاعُد احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فيها.

وقال، وإذا ما سألتم قائد لواء السامرة في الجيش الإسرائيلي الجنرال روعي تسفايغ فسيقول لكم إنّه موجود منذ الآن في خضم انتفاضة. فلواء السامرة معتاد منذ عدة أعوام على مواجهة أعمال “شغب” مرة أو مرتين في الأسبوع، لكنه في الآونة الأخيرة يواجه أربع بؤر “شغب” يومياً، معظمها يتعلق بالاحتجاج على البؤرة الاستيطانية غير القانونية “أفيتار”، بالقرب من نابلس، بالإضافة إلى القيام بحملات مداهمة ليلية بصورة يومية.

وتابع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها إنّه “منذ أيار (مايو) الفائت يُساهِم آلاف الفلسطينيين في أعمال “الشغب” (حسب قوله) في المناطق المحتلة، وهي أعداد لم تشهدها هذه المناطق منذ عدة أعوام. وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن 35 فلسطينياً (استشهدوا) برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهرين الأخيرين، وأنّ جزءاً من أعمال”الشغب” هذه موجّه ضد السلطة الفلسطينية، التي يبدو أنّها على وشك فقدان السيطرة ميدانياً في الفترة الأخيرة، نحصل على الشرارات المتطايرة في الجو، والتي تنذر بما هو أشد وأدهى”.

وشدّدّ الخبير العسكريّ الإسرائيليّ على أنّ الحكومة الإسرائيليّة نجحت حتى اللحظة في تأجيل انفجار اللغم الرئيسي المتعلق ببؤرة “أفيتار”، لكن بصورة مؤقتة فقط.

كذلك، أوضح الكاتب في مقاله، “أنّ مناطق الضفّة الغربيّة كانت هادئةً بصورةٍ مفاجئةٍ في الأعوام الأخيرة حتى في مواجهة تحديات، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، و”صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكيّ السابِق دونالد ترامب، وكذلك تهديدات إسرائيل بالضم. ولعلّ ما ساهم في ذلك حقيقة أنّ 120.000 فلسطيني كانوا يعملون في إسرائيل، وسمحت هذه الأخيرة لهم بالاستمرار في العمل فيها حتى خلال الفترات المتوترة، وذلك من منطلق الفهم أنّ مثل هذه الخطوة يعزز الاستقرار في المناطق المحتلة”، على حدّ تعبيره.

مع ذلك، أوضحت المصادر بتل أبيب، كما نقلت عنها الصحيفة العبريّة في ختام تحليها، أوضحت أنّه “على الرغم من ذلك، إلّا أنّه لا بُدّ من التذكير بأنّ السلطة الفلسطينية قامت في الوقت عينه بقيادة مئات الأشخاص للمشاركة في تظاهرات أقيمت كل ليلة أمام بؤرة “أفيتار” الاستيطانية، لكن هذه السلطة بدأت في الفترة الأخيرة تفقد السيطرة على شوارعها، إذ تسبب مقتل الناشط المعارِض نزار بنات تحت التعذيب بإخراج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في حملة احتجاج لم نر مثيلاً لها منذ أعوام. ولا شك في أنّ تجربتنا مع يهودا والسامرة تعلمنا أنه لا يوجد فراغ في هذه المناطق: فعندما تضعف السلطة الفلسطينية تتعزز قوة حركة “حماس”، وعندما يكون هناك غضب في الشوارع يتم توجيهه في نهاية المطاف نحو إسرائيل”، كما قالت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى