عالمي

لماذا مدد ترامب حالة الطوارىء الوطنية الخاصة بسوريا؟

جاء تمديد الرئيس الامريكي دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بالأوضاع في سورية إلى ما بعد 14 تشرين الأول الجاري ولمدة عام، بذريعة تنفيذ تركيا هجوما عسكريا على شمال شرق سوريا، وتقويضها  بذلك الحملة الهادفة لهزيمة “داعش”، ليؤكد ان واشنطن لم تنجح في تنفيذ اجندتها في سورية خلال العام الماضي، ويبدو انها بحاجة الى مزيد من الوقت لتحقيق تلك الاجندة.

العالم – كشكول

قبل عام من الان وتحديدا في 14 تشرين الأول 2019 اعلن ترامب حالة الطوارئ الوطنية لمدة سنة واحدة في اعقاب العملية العسكرية التي نفذتها تركيا في 9 تشرين الأول عام 2019 ضد الاكراد السوريين شرق الفرات، والتي توقفت بعد أيام بموجب اتفاقي هدنة منفصلين وقعتهما انقرة مع واشنطن وموسكو.

منذ عام وامريكا، التي وعد رئيسها بسحب قواته من سورية، تحاول ان تعيد تمثيل السيناريو الكردي العراقي في شمال شرق سورية، من خلال تشكيل كيان سياسي خارج سيطرة الحكومة السورية يكون قوامه الاكراد، وانيطت هذه المهمة الى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، الذي التقى اكثر من مرة بقادة الاحزاب والتنظيمات والجماعات الكردية السورية، بهدف التقريب بينها للوصول الى بناء هذا الكيان الذي ستنضوي تحته ما يسمى بالمعارضة السورية التي تتبنى المخطط الامريكي في سورية.

المحاولات الامريكية لتشكيل مثل هذا الكيان قوبل برفض روسي صريح، حيث اعتبرت موسكو تاسيس مثل هذا الكيان في شمال شرق سورية تحت اي صيغة كانت هو تهديد لوحدة التراب السوري، فعمدت موسكو الى سحب البساط من تحت اقدام الامريكيين عبر الاتصال بكل المجموعات الكردية دون استثناء، بهدف التقريب بينها وبين مواقف الحكومة السورية للوصول الى صيغة يمكن ان تسد الطريق امام امريكا التي تعمل في سوريا وفقا للاستراتيجية “الاسرائيلية” وهي استراتيجية قائمة على تقسيم سورية الى كيانات عرقية وطائفية، وفي حال تعذر ذلك ، يصار الى العمل لتاسيس كيان كردي في شمال شرق سورية لسد الطريق امام اي جهد وطني واقليمي ودولي يعيد سورية الى ما كانت عليه قبل فرض الحرب الكونية عليها.

يبدو ان هناك قطاعات واسعة من الاكراد تفضل الوصول الى صيغة تفاهم مع الحكومة السورية برعاية روسية، مع الابقاء على علاقتهم بالامريكيين واستخدامها كورقة ضغط من اجل الحصول على مكاسب في حوارها مع الحكومة السورية، وهو موقف تتفهمه روسيا وكذلك الحكومة السورية التي لطالما تعاملت بنفس طويل مع جميع السوريين الذين رفعوا السلاح ضد الدولة بتحريض من التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي انطلاقا من ثقتها بشعبها وجيشها وحلفائها.

الحوار الكردي الكردي الذي يرعاه جيمس جيفري للوصول الى صيغة تفاهم بين الاكراد بهدف الاعلان عن كيان كردي في شمال شرق سورية، لم يلق ذلك التجاوب الكردي كما كانت تتوقع امريكا، لمعرفة الاكراد ان فكرة انشاء مثل هذا الكيان بعيدة عن الواقع، لذلك لم تشارك العديد من الاحزاب والجماعات الكردية في الحوار الذي مازال يترواح مكانه، وهو ما اعترف به مظلوم عبدي مسؤول قوات ما يعرف بقسد.

تهديدات تركيا للاكراد السوريين، واحتمال تنفيذ اردوغان لتهديداته في اي لحظة، وتجربة الاكراد المرة مع امريكا التي تخلت عنهم في غرب الفرات وتركتهم فريسة للجيش التركي والجماعات الموالية لها، يجب ان تكون ماثلة امامهم، فأمريكا لا تتواجد في المنطقة من اجل سواد عيون الاكراد، بل انها تحاول قدر الامكان ايجاد موضع قدم لها في سورية بهدف تحقيق حلم “اسرائيل” بتقسيم سورية اوسرقة نفطها، وجُل ما سيناط للاكراد من دور هو تحويلهم الى مرتزقة لحماية مصالح امريكاغير المشروعة في سورية، وفي حال تعذر على امريكا تحقيق مثل هذا المخطط امام صمود الحكومة السورية والجيش السوري وحلفائهم في المنطقة والعالم ، فانها ستنسحب في اي لحظة حتى من دون ان تتشاور مع الاكراد، وعندها لا يجد الاكراد سوى دمشق ملجأ، لذلك عليهم منذ الان ان يطرقوا باب دمشق، وهو باب مشرعة امام جميع السوريين دون استثناء، وفي البيت السوري فقط، يمكن للسوريين تسوية مشاكلهم مهما كانت كبيرة.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى