عربي

الملك الفاسد الذي اعدم الجنرالات

صدق افيغدور ليبرمان حين قال لمذيعة اسرائيلية ان حظوظها في تولي رئاسة الحكومة اكثر من حظوظ بيني جانتس، رئيس الكيان الاسرائيلي روبين ريفلن اطلق رصاصة الرحمة على رأس جانتس برفضه طلب الاخير تمديد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة والحقيقة ان ريفلن عمل وفق القانًون الاساس الاسرائيلي لاسيما وان حزب الليكود نفى قرب التوصل لاتفاق مع جانتس.

العالم – قضية اليوم

باختصار.. فان سيناريوهات ريفلن اصبحت محصورة بسيناريوهين اما ان يكلف نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة واما ان يعيد التكليف للكنيست وبدوره الكنيست قد يمنح فرصة لنتيناهو ليشكل حكومة خاصة وان الرجل الان يملك 59 مقعدا لتياره بعد انضمام اوري ليفي ابيكاسيس لتياره اليميني.

ابيكاسيس كانت قد شكلت حزبا جديدا وانضمت الى تحالف مع حزبي ميرتس والعمل وباعلانها دعم ننتنياهو يكون الرجل قد فتت الوسط ويمين الوسط ويسار الوسط وبقايا الوسط الى سبعة احزاب اكبرها لن يحصل في اي انتخابات مقبلة على اكثر من عشرين مقعدا ، في حال تكليف ننتنياهو فان السيناريوهات التي امامه جميعها مريحة وتصب لمصلحته ، فهو يستطيع ان يشكل حكومة مع جانتس دون المداورة وبشروطه وباذعان كامل مع الجنرال الذي كان حتى ايام يهدد نتنياهو باسقاط حقبته.

السيناريو الاخر ان يشكل حكومة ضيقة من خلال جلب اعضاء يمينيين من حزب ازرق ابيض المفتت الى صفوف معسكر اليمين المتماسك حتى اللحظة وقد ينضم اليه عمير بيرتس والذي يحلم ان يكون رئيسا للكيان خلفا لريفلن وهذا الحلك لا يتحقق.

واما السيناريو الذي يفضله نتنياهو وقد يتجه اليه بعد فترة من الزمن فهو الانتخابات لاسيما وان استطلاعات الراي الاخيرة منحت اليمين برئاسة نتنياهو اغلبية مريحة في الكنيست المقبلة، وبعيدا عن السيناريوهات السابقة وما تحمله الساعات المقبلة فان جانتس انهى عهد الجنرالات الباحثين عن حكم “اسرائيل” ووصل الامر برئيس الكنيست السابق ابرهام بورغ الى وصف جانتس بالمسيح الدجال الذي انضم الى نتنياهو الكذاب ووصفه بانه ساذج ، جانتس كان املا كاذبا للكثيرين في كيان الاحتلال للتخلص من الفاسد الذي كان رئيسا للحكومة الاسرائيلية واصبح الان ملكا ، وللحقيقة فان نتنياهو استطاع ان يحول الجميع الى دمى خشبية يحركهم بالخيوط التي تتلاعب بين اصابعه.

ويبدو ان الكثيريين وانا احدهم الذين كنا متسرعين بتوقع انتهاء حقبة نتنياهو والسبب اننا قرأنا المجتمع الاسرائيلي بشكل خاطىء او اننا اسقطنا تجارب سابقة في عقود سابقة على الواقع الحالي، وكذلك لم نستطع ان نفهم عقلية نتنياهو التي يصعب ان تحصر خياراتها السياسية والاعيبها التي تتفتق في كل مرحلة.

لا احد في “اسرائيل” سياسيا كان او عسكريا الا وخدع من بنيامين نتياهو فالاسماء التي اعدمها نتنياهو سياسيا كثيرة بدءا بشامير معلمه واستاذه مرورا بتسيبي ليفني والجنرال باراك والجنرال مردخاي وكحلون وانتهاء بجانتس ، الملك الفاسد شكل حوله كتلة يمينية صلبة لا تفكر بتركه او بيعه ونواة هذه الكتلة المستوطنين الذين يعدهم بمزيد من التوسع الاستيطاني والضم لمناطق في الضفة الغربية والاحزاب الحريدية التي يعدها بمزيد من الدعم لمؤسساتها على حساب دافع الضرائب الاسرائيلي ، كتلة نتنياهو الصلبة نسير خلفه كقطيع يعده الراعي بمزيد من الكلىء والماء وهؤلاء لا ينظرون كثيرا لفساد الراعي وجرأته على الفساد اكثر مادام الراعي يقدم الوعود لهم دون كلل او ملل.

البعض في “اسرائيل” اليوم يقرأ المشهد بتخوف كبير امثال ابرهام بورغ ويوسي بيلن وشلومو بن عامي وهؤلاء الذين قادوا يوما معسكر اليسار والوسط يحذرون من تقلبات المجتمع الاسرائيلي الخطيرة والتي قبلت بنتنياهو رغم فساده وهؤلاء لا ينكرون بان نتنياهو اصبح خطرا على للمشروع الصهيوني بالكامل حيث ان هذا المشروع كان من المفترض ان يكون نزيها وبعيدا عن الفساد لان الفساد سيحول هذا المشروع خلال العقد الحالي الك اثر بعد عين .

فارس الصرفندي

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى