عربي

الشيخ قاووق : رغم العقوبات الأميركية والتهديد الإسرائيلي المقاومة اليوم في ذروة القوة

نيسان، والذكرى للعبرة، عقدان وأربع سنوات من زمن ذلك الربيع. عام 1996 كانت المقاومة تغرس جذور إحدى أهم معادلاتها بوجه العدو، معادلة الصمود، والتهديد بالتهديد، ثم تُبَدِل كل حساباته العسكرية والأمنية، من “عناقيد الغضب” إلى “حصرم نيسان”.

– الأخبار الشرق الأوسط –

 أربعة وعشرون عاماً ولا تزال صواريخ صليات الكاتيوشا تتردد صدىً رناناً في أودية الجنوب، وفوق تلاله، ولا يزال الربيع أخضر، مضافاً اليه لون زهري باهر، متشرّب دماً وجراحاً. ولا تزال تلك اللحظة حاضرة، متجسدة في صور، وحكايات، نستعيد بعضها مع عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق، في مقابلة خاصة مع موقع “العهد” الاخباري.

نيسان 96 كان ركيزة الانتصارات

“أرشيف التضحيات والبطولات لا يتحول إلى ذكريات، هو لحظات حية نعيشها”، يقول عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق  لموقعنا، وهو يقلّب صور نيسان 1996، يدقق بها، وكأنها الآن. هذه غرفة عمليات للمقاومة، وهذه في أحد مواقع المواجهات، وهنا مع الجرحى الأبرياء من أبناء المناطق التي استهدفتها نيران الصهاينة.

ستة عشر يوماً، وضعت فيها المقاومة أصلب مداميك المواجهة مع المحتل الاسرائيلي “لقد شكلت معركة نيسان 96 ركيزة لما تلاها في القتال مع الإسرائيلي، خصوصاً للانتصار الإلهي في تموز 2006” يؤكد الشيخ قاووق.

 أما اليوم “فإن المقاومة نجحت في تعاظم قدراتها العسكرية وحضورها السياسي، ورغم العقوبات الاميركية والتهديدات الاسرائيلية، نحن اليوم في ذروة القوة، على مختلف الصعد” يضيف سماحته، ثم يجزم أن “العقل الصهيوني بات على يقين أن المقاومة هي سدٌّ صلب لمشاريعه، وحاضرة في الميادين والجبهات التي يتحرك فيها، وقادرة في أي مواجهة على تغيير الحسابات، وتبديل صورة المنطقة”.

من “حصرم نيسان” إلى تبديل صورة المنطقة، تبدلت معادلة القتال مع ذلك العدو المتربص اذاً: “كان ذلك هو نتاج الشهداء والجرحى والتضحيات والدماء والجهاد الممتدة في مسيرة حزب الله” يقول الشيخ قاووق لموقعنا، والتي أوصلتنا لنكون “أمام مقاومة قلّ نظيرها في الايمان والارادة والقدرات التي خولتها تحقيق انتصارات كبرى. وأمام مقاومة حاضرة في كل الساحات والحسابات وتشكل الكابوس الاعظم للمشروع الصهيوني العدواني. نحن أمام مقاومة تسلب النوم من عيون أعدائها، ونحن أمام مقاومة بحجم معادلات المنطقة”.

نستطيع فرض معادلات جديدة على العدو

يستذكر سماحته كل لحظة من لحظات ذلك العدوان الغادر، يحفظ التواريخ والأرقام: “لقد نفذ جيش العدو أكثر من 1100 غارة، وأطلق أكثر من 35 ألف قذيفة، وسقط مئات الشهداء والجرحى الأبرياء. لقد ارتكب فظائع هزت وجدان الدنيا وسط تآمر دولي مشهود. كانت الحشود الدولية في مؤتمر شرم الشيخ صورة جلية عنه، لكن المقاومة هزمتهم، وانتصرت”.

“رغم مجازرهم وغطرستهم لم يسمعوا صرخة استسلام واحدة” يضيف سماحته، الذي يعود بالذاكرة إلى الحضور المميز للقادة الشهداء، من الشهيد القائد الحاج عماد مغنية “الذي قاد المعركة الأمنية فأطفأ عيون العدو في الداخل وفكك شبكات العملاء، والشهيد القائد السيد ذو الفقار الذي تولى المعركة عسكرياً حتى آخر صلية صواريخ على المستوطنات”.

 ويلفت الشيخ قاووق في مقابلته مع موقع “العهد” إلى “أننا لا نزال في وسط المعركة والميدان، وقد تبدلت التحديات وتوسعت، وتضاعفت المسؤوليات، لكن الجوهر لا يزال راسخاً، لا بل تطور حتى صارت المقاومة تمثل خطراً وجودياً على الكيان الصهيوني، وهذا بنظره حتى”.

 ويختم سماحته بكلمات تختصر صمود نيسان، ونصر تموز، وما بعده “إن المقاومة اليوم لم تعد في موقع من يسعى للتأقلم مع تحديات العدو، بل أصبحت هي نفسها من يصنع التحديات للعدو، وتفرض عليه أن يخضع ويتأقلم أمام معادلاتها”.

 فاطمة ديب حمزة

/ انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى