عربي

البحرين : اضمحلال في اعماق الخليج

البحرين هذه الجزيرة الصغيرة التي تتوسط مياه الخليج (الفارسي) لا يروق لها الا ان تنتحر في صومعة الصهيو-اميركي.

– الأخبار الشرق الأوسط –

 هذ الصومعة التي خبرها وزراء خارجية البحرين ، فحملوا في بطونهم و طمعهم خير البحرين وقوتها.
-البحرين هذه الدولة التي اخذت بالاضمحلال شيئا فشيئاً وفق اطر النظام العالمي الجديد.
هذا النظام الذي يعمل على  امتصاص اخر قطرة دم  توجد في اجساد ضحاياه ،  لتصل البحرين وفق نظام المنفعة التي يمثلها هذا النظام الى مرحلة انعدام السيادة بالكامل ،فيعلن  النظام العالمي الجديد” التطبيع كسلاح  مع الكيان الصهيوني” رغم انف الشعوب.
الامارات والبحرين والسعودية مثالا لدول ترزح تحت أنظمة حكم تنتمي وجوديا الى هذا النظام .
لكي يتم فهم خطوة البحرين في التطبيع علينا ان نسأل عن التالي : ما هي الأطر التي تتحرك بها البحرين؟
والأطر التي تحيط بالبحرين تتوزع على ثلاث محاور :
أولا : الموقع الجغرافي .
ثانيا : التكافؤا اقليميا
وثالثا : ثقل البحرين دوليا.
   
وبما ان البحرين هي احد دول الخليج (الفارسي) فما هي الأطر التي تهدد البحرين وجوديا ؟
ولنأخذ هذه الاشكالية من الجوانب الجيوسياسية والجيواقتصادية :
اولا-  عربيا يضفي على البحرين ضبابية في مواقفها تجاه القضايا العربية ، وكانها دولة هلامية لا تعدو ان تكون رقما يضاف الى عدد الدول العربية ، اما في الجامعة العربية ،  لا تمتلك اي ثقل في السياسات العامة للوطن العربي ، بل على العكس يتم استخدام هذه الدولة لكيل الصدمات للجسم الذي تنتمي اليه فهي تمارس ازدواجية من حيث عروبة البحرين وموقعها وبين الهدف من وجود هذه الدولة بشكلها الحالي.  
ثانيا- مجلس التعاون الخليجي ، هذا المجلس الذي مارس وظيفة تغول وتضخم كل من السعودية وقطر على حساب دول المجلس الاخرى.
 من الناحية الجغرافية والسياسية:- فان البحرين بين كماشة كل من قطر ديمغرافيا من حيث محاولات قطر المحمومة لتجنيس البحارنة بالجنسية القطرية وتجفيف البحرين بشريا.   والسعودية سياسيا من حيث امساك السعودية بالملف الامني للبحرين لعدم قدرة البحرين على مواجهة ما تعتبره خطرا عليها  فتناشد درع الجزيرة ليفرض قانون السعودية في البحرين.

 تبعية تفقد عن طريقها  البحرين هيكليتها السيادية.

اذن :(دخول البحرين ما يعرف بدفتي الاسلام السياسي بنسختي الاخوان المسنود من قبل قطر و مذهب محمد بن عبد الوهاب  المسنود من قبل السعودية ) تتخبط البحرين بالبحث عن مخرج بعد ان وصل الحال في مجلس التعاون الخليجي الى منطق البقاء للاقوى .
ثالثا – دوليا ماذا تمثل البحرين للعالم وما الذي تستطيع ان تقدمه للعالم وبالمقابل ماذا يقدم العالم للبحرين ؟
(البحرين هذه الدولة الصغيرة التي استقلت عن الاستعمار البريطاني عام 1971 .يبلغ عدد نفوسها المليون والربع ، اكثر  من نصفهم من العمالة الاجنبية ، وتنتمي هذه العمالة لشبه القارة الهندية بمعظمهم ، أي انهم ذوي اصول وبلاد تابعة للاستعمار ، نزحوا مع الاستعمار وفي ظله واستوطنوا في امارات ومشيخات الخليج ،  وحتى ان للمتتبع لمسار تواجد هذه العمالة في دول الخليج يجدها امرا طبيعيا لتقادم تواجدهم في هذه البقعة الجغرافية .
فما الذي تمثله البحرين في منطق ترامب ومن خلفه؟، في الحقيقة ان البحرين لا تستطيع ان تعطي لنفسها اكثر مما اعطاها المستعمر الامبريالي من كونها اداة .

فهذه الجزيرة المحصورة بين حليفي الولايات المتحدة اللدودين  “قطر والسعودية” فعلي البحرين ان تتقبل ان يتم تقديمها قربانا وعنوانا “للاستثمار” للمشروع الإمبريالي . وتحديدا (السعودية والامارات والبحرين) وذلك لانعدام التكافؤ  في كل الاطر والضغوط التي تحيط بهم و تعتبر البحرين اضعفها.
من خلال ما تقدم ما هو العنوان الذي نستطيع ان نطلقة على حمى التطبيع ؟
  كل ما تقدم يدخل ضمن عنوان عريض يضم كل دول الخليج بدءا من السعودية وانتهاءا بسلطنة عمان .
وهو ” تفعيل عملية نقل ميزان القوى العالمي في الشرق الاوسط  من الولايات المتحدة الأمريكية الى زعامة الكيان الصهيوني ” في حال اذا العالم مقبل على عالم متعدد الاقطاب والجبهات  وخاصة وان من ضمن هذه الاقطاب في الشرق الذي يوجد فيه الكيان الصهيوني ” إيران وتركيا” .لذلك يراد ان يكون الكيان الصهيوني احد الاقطاب الصاعدة أيضا ، ولغرض تحقيق ذلك يتم  ذلك عن طريق مصلحة مزدوجة  الحلف الصهيو – أمريكي بتوظيف دول الخليج في سلاح التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ولغرض الوصول الى ذلك يتم :

1-ضرب اقوى حركات الاقتصاد الحالية والمستقبلية ،التي تؤدي الى رجحان كفة محور المقاومة ، في زعزعة اطمئنان واستقرار الحلف الصهيو – اميركي.  والتواجد بقوة في خط طريق الحرير البري والبحري الصيني ومحاولة تفتيت هذا الخط من خلال الترويج لصفقة القرن وجعلها الهدف الذي يتحرك به مشيخات وأمراء والأسر الحاكمة   وزعاماتها في الخليج وهذا ما بدا واضحا بمراحل التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الامارات والبحرين اليوم والسعودية لاحقا.
2-تامين خط بحري بري بين ميناء العقبة – خط شرق غرب السعودي – وميناء حبشان الفجيرة للتخلص من ضغوط مضيقي هرمز وباب المندب التي خرجت عن تحكم  الحلف الصهيو- امبريالي.
لانهم اصبحوا من ضمن قواعد الاشتباك لصالح ايران واليمن اكثر من اي وقت مضى.
3-من ناحية رياضية فان منطقة الخليج بضفتها العربية تمتد امارات ومشيخات تقابل ايران على طول حدودها .
ولو اخذنا  البحرين كقاعدة لزاوية قائمة نرى ان الخط العامودي يقطع كامل الحدود العراقية الايرانية يبدأ من الجنوب الى شمال العراق.
والخط الافقي يمتد مستقيما ليقطع افعانستان ولرسم منحني على شكل دائري نرى ان ربع الدائرة يشمل كل ايران.
وهنا ايضا يتم تفسير الاجتماعات العسكرية للحلف الصهيو – أمريكي في البحرين .   
كل ذلك يحدث في دول الخليج .

هذه الدول التي تعاني من كم هائل من الأزمات يرافقه الانكشاف والضعف الداخلي والخارجي الذي تعاني منه منذ تاسيسها  ، وبالاعتماد على هذا الضعف والانكشاف  تم ربطها بالولايات المتحدة ، اما اليوم فيتم  ربطها مع الكيان الصهيوني ليكون قوة في شبه الجزيرة العربية .
يقول مجموعة من الباحثين في كتاب السياسة الأمريكية حيال الخليج بعد العام 2003 (تركز الولايات المتحدة بشكل اساسي على دول الخليج بسبب الانكشاف الداخلي والخارجي اكثر من غيره من الدول ناهيك عن الوهن الداخلي وبنيتها الاجتماعية الهشة بفعل التنوع والتعقيد الديني والاجتماعي يقابله ضعف في القدرة الدفاعية وخير مثال حرب التحالف الإسلامي بزعامة السعودية ضد اليمن .

على الرغم من تصدر دول الخليج في شراء احدث الأسلحة الا انهم لم يستطيعوا من تطويع والتمكين من استخدام هذه الاسلحة من دون الاعتماد على المنبع الذي صنع السلاح.
وفوق كل ذلك تعتبر منطقة الخليج من أكثر المناطق ثراءا ناهيك عن موقعها الجيواستراتييجي والجيواقتصادي ، كل تلك المواصفات تم توظيفها لاجل نقل المشروع الامبريالي الدموي الذي فشل فوق ارض العراق و سوريا واليمن وثبات قواعد الاشتباك لمحور المقاومة .
حيث حشر الكيان الصهيوني في زاوية حماقات ترامب -كوشنر-محمد بن سلمان. تم اعادة الكرة  وبالاعتماد على نفس القطيع (البحرين-الامارات-السعودية)التي تعتبر الاكثر ضعفا وانكشافا من الانكشاف والضعف الذي تعاني منه الولايات المتحدة ،ليتم رفع سلاح التطبيع بوجه الامة العربية والإسلامية من بوابة هولاء ،لغرض خلق التوازن في حوض البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية. تطبيع رافقته هستيريا إعلامية ربطت الكيان الصهيوني بدول الخليج .

ما هو الهدف من اشهار سلاح التطبيع اليوم ؟
يحاول الحلف الصهيو- امبريالي تحقيق امرين
الاول هو القضاء على ما يعرف بالامن العربي ، والثاني المحافظة على بروز ما يعرف  بالامن الاقليمي – الذي كانت تفتقر اليه دول الخليج لعدم امتلاكها رؤية عنه- لتكون رؤيتها الإقليمية والدولية  الى جانب الكيان الصهيوني.  
في مسار دول الخليج في ظل إشكالية(الحلف الصهيو – امبريالي ومفهوم الامن ) تبرز لهم ادوار عديدة ،لا يعتبر هذا الدور مكانة مؤثرة  ، لا على العكس ، فلن يكن لهم اي منزلة حتى في النظام العالمي لانها لا تعدوا عن كونها اداة ورقم لاسم دولة تعصر حتى الرمق الاخير.

 **دكتور عامر الربيعي

رئيس  مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية العربية -الاوربية/ باريس

المقال لا يعبر بالضرورة عن رؤى واتجاهات وكالة تسنيم الدولية للأنباء بل انه يعبر حصرا عن أفكار ورؤى كاتب المقال.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى