عربي

معارض بحريني لـ”تسنيم”: التطبيع جزء من استراتيجيات الصهاينة الجديدة عقب انتصارات المقاومة

رأى عضو في التيار العمل الإسلامي في البحرين راشد الراشد، ان التطبيع هو جزء من استراتيجيات الصهاينة الجديدة عقب انتصارات المقاومة وفشل مشاريع تدمير المقاومة في المنطقة.

– الأخبار الشرق الأوسط –

وقال الدكتور راشد الراشد في حوار خاص مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان الحاصل حدث منذ وقت بعيد ونظام آل خليفة يمكن انه اول الانظمة التي قامت بذلك وأعلنها الأن. الفرق هو يوم عمد انور السادات الى اقامة صلح مع اسرائيل وطبع مع الكيان الصهيوني ذهبت كل الدول العربية آنذاك الى اعلان المقاطعة الشاملة مع النظام المصري ولكن في واقع الامر وبعد مرور بضعة سنوات فكل الأنظمة العربية تتشابه من حيث الواقع مع الكيان الصهيوني، فهي أنظمة غير شرعية تتشابه مع واقع عدم شرعية الكيان الصهيوني في احتلال واغتصاب أرض وبلد ومجتمع ولا تستند على أي شرعية.

وأضاف، الكيان الصهيوني نظام قائم على سلطة الامر الواقع، نظام آل خليفة أيضاً هو نظام غير شرعي وسلطتهم مفروضة والاستقبالات واللقاءات التي كانت بينهم وبين الكيان الصهيوني غير خفية على أحد وتطبيعهم وعلاقاتهم الفعلية قائمة منذ زمن بعيد والاعلان عن التطبيع هو بالنتيجة تحصيل حاصل. ولكن ربما هذا تكون ايجابية لتسقط جميع الاقنعة وان لا يبقى قناع يستر نوايا هذا النظام واتجاهات وارتباطات هذا النظام بمحور الشر في العالم بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني ويكشف أيضاً زيف ادعاءات هذه الانظمة لانها وراء مصالح الشعوب العربية والاسلامية.

وتابع، وهم اليوم يشكلون رأس حربة في الدفاع عن الاحتلال واعطائه الشرعية والمشروعية، واعلان رسمي لانهاء المجاملات والنفاق والواقع المزيف بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهذا يفيد الفلسطينيين كشعب وكقوى معارضة ومقاومة في انها اليوم تكتشف أصدقائها الحقيقيين من الاطراف التي كانت تبيعهم الوهم ولربما كانوا يدفعون لهم المال جزء من سياسات التخدير وتطويع الارادة ولكنه في الامر الواقع أداة من أدوات الهيمنة ومشاريع السيطرة والتحكم في المنطقة.

واوضح الراشد أنه امام شعوب العالم العربي والاسلامي اليوم ان تعيد النظر في مواقفها تجاه هذه الانظمة، قائلا، ان هذا اليوم سيفتح المجال للتساؤل بشكل كبير عن اولويات هذه المرحلة فلا بد للشعوب العربية والاسلامية ان تتجه الى رفض الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية والشمولية وان تسعى الى اقامة نظم ديمقراطية شعبية تمثل الارادة الشعبية، فمثل هذه القرارات التي تأخذ الامة الى تكريس واقع احتلال واغتصاب بلد عزيز، ويفرض على الامة اليوم ان تحسم خياراتها. لا مبرر اليوم لغير ذلك فقد سقطت الاقنعة وأصبحت الامور واضحة ومكشوفة وخاصة بالنسبة الى الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني اليوم عليه ان يحسم خياراته وان يحدد مساراته في المرحلة القادمة، فهذه الانظمة وبكل وقاحة اليوم تخون الفلسطينيين ووجهت لهم صفعة قوية وان كل التاريخ الماضي كان مجرد وهم وواقع مزيف ليست له أي قيمة حقيقية.

وأضاف، بلا شك ستكون هناك تداعيات لمثل هذا القرار فنظام آل خليفة هو الحلقة الأضعف في كل المنطقة وان اي تحول في المنطقة وتحرير الارض ورد الاحتلال وتحرير الارض سيدفع نظام آل خليفة ثمنه، لكن هناك نقطة مهمة جداً هنا يجب ان نشير اليها ان آل خليفة ليس بيدهم مجال آخر او مسار او خيار آخر لان وجودهم أصبح مرهون بدعم الكيان الصهيوني وبدعم حلفاء الكيان الصهيوني وبالتالي فهو حسم خياراته بان يكون مستقبله مرتبط بمستقبل الكيان الصهيوني وكل حلفائه في المنطقة وسيكون هو الضحية الاولى في اي تحول او عند اي مواجهة قادمة في المنطقة في اتجاه رد الكرامة وتحرير الارض.

ولفت الراشد إلى أن الهدف من الاعلان عن التطبيع هو تنفيذ مشاريع صهيونية في المنطقة قريبة، قائلا، ان هناك مشروع يراد فيه محاصرة وتطويع المنطقة الخليجية وايران تحديداً وهناك قلق كبير على ان هذه تعد مقدمة لعدم الاعتماد على أجهزة الاستخبارات الضعيفة والهشة التابعة للأنظمة وانما ستنتقل الى هذه المنطقة وتزرع اجهزة وتقنيات الاستخبارات الصهيونية في هذه المنطقة لتكون قريبة جداً وتنفذ مؤامراتها من خلال تواجد مغطى بغطاء رسمي وليس شرعي لان جميع الانظمة الخليجية غير شرعية أساساً فلم يتم انتخابها من قبل أي احد، وبالتالي فالهدف يتجاوز مسألة اعتراف بنظام محتل ومغتصب للأرض منذ اكثر من 70 عاماً وهو أمر واقع ويجب على العالم ان يتعايش مع هذا الامر وهناك خارطة مؤامرة كبيرة وخطيرة يجري تنفيذها، وآل سعود وآل نهيان وآل خليفة قد حسموا خيارهم مع محور المجابهة مع ايران في هذه المنطقة ومحاصرة كل القوى الداعية الى الديمقراطية والداعية الى التحرر والكرامة والاستقلال.

ورأى ان المنطقة ستشهد عملاً في الغرف السوداء بشكل خطير ينذر على ان المنطقة ربما تكون مقبلة على تهديدات حقيقية جادة من قبل الكيان الصهيوني وستنتقل المواجهة بعيد عن الحدود المتاخمة الى أرض فلسطين المحتلة.

وفي معرض رده على سؤال حول هل سيكون هناك حلف بقيادة الكيان الصهيوني، قال، ليس حلفاً بالضبط فالحلف يكون بين مجموعة من الدول التي تتساوى من حيث موازين القدرة والقوى والموازين الاستراتيجية مع بعضها البعض، لكن هذه الانظمة هي أنظمة وظيفية وأنظمة محمية مأجورة تؤدي دور ما يطلب منها ويفرض عليها وان تكون لا حول ولا قوة لها لان سبب وجودها هو هذه القواعد العسكرية المنتشرة في كل المنطقة الخليجية وبالتالي ليس امام هذه الانظمة خيار لان هذه الانظمة لا تستند على قاعدة شعبية وليس لديها حاضنة شعبية ولا شرعية وبالتالي هي تمتلك السلطة اليوم بفعل الامر الواقع وهناك من يحميها وهناك من يدافع عنها وعن مشروع وجودها واليوم تأتي الاوامر من البيت الابيض وتل أبيب بصورة مباشرة بدون وساطات، وهم أي الامريكان والكيان الصهيوني لا يريدون من هذه الانظمة الهشة الضعيفة والحقيرة ان يكون لها دور حقيقي على الاطلاق، فهم يخشون ان تنتقل التقنية والتكنولوجيا الى ايدي ضعيفة مثل الانظمة الخليجية.

وأضاف، وبالتالي هم سوف يباشرون هذا الامر بأنفسهم ويريدون ان ينتقل خبرائهم بحرية في المنطقة ليمارسوا مهامهم المطلوبة منهم في هذه المرحلة ولا أعتقد انهم بحاجة الى حلف، حيث ان النظم العربية أثبتت كم هي هشة عندما لا تستطيع مواجهة حركة او حزب او تيار سياسي كما حصل مع حركة أنصار الله اليوم، فكيف يمكن للأمريكان او للكيان الصهيوني ان يعتمدوا على هذه الانظمة في ما هو مفترض انها حرب وجود او حرب هيمنة وسيطرة على كل المنطقة وتوصلوا الى انه لا بد ان يتواجد خبرائهم شخصياً في المنطقة لاتمام المهام التي يخططون لها، وما يحدث اليوم ان السعودية تسمح للطيران الاسرائيلي بالمرور فوق أجوائها والامارات تطبع، لكن الطيران الاسرائيلي لن ينقل العلم والتكنولوجيا والتجارة الى الخليج (الفارسي) انما سيقوم بنقل خبرائه ورجاله وأدواته الى هذه المنطقة ليعملوا على الارض مباشرة في الميدان من غير الاعتماد على النظم الخليجية.

وأكد الراشد ان الكيان الصهيوني لا يحتاج الى انشاء قواعد عسكرية في المنطقة فجميع القواعد الامريكية في المنطقة موظفة لحماية أمرين الاول هو حماية النفط وفرض سيطرة كاملة على المنابع النفطية والاقتصادية في العالم والامر الاخر هو حماية الكيان الصهيوني فليس هناك حاجة للكيان الصهيوني اليوم لانشاء اي قواعد جديدة لها في المنطقة.

واضاف، هناك اليوم اكثر من 13 قاعدة عسكرية فقط في الدول الخليجية ناهيك عن مثيلاتها في العراق والاردن وباقي الدول وبالتالي هم لا يحتاجون الى بناء قواعد عسكرية جديدة في المنطقة وانما هي استراتيجيات جديدة وخطة جديدة اقتضتها انتصارات المقاومة وفشل مشاريع تدمير المقاومة في المنطقة، اي انهم فشلوا في اخضاع ايران وفشلوا في القضاء على حزب الله وفشلوا في اسقاط النظام السوري كنظام متحالف مع محور المقاومة كما انهم فشلوا في سحق الحشد الشعبي في العراق وفشلوا في انهاء حركة انصار الله في اليمن وبالتالي هناك خيارات اخرى يتحركون عليها استراتيجياً.

/انتهى/

المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى