عالمي

هل قرأ ترامب الإتفاق النووي قبل أن ينسحب منه؟!

قبل اربع سنوات من الان كان من الصعب على اكثر المراقبين حذاقة، ان يستشرف المستقبل وان يرى حال الولايات المتحدة الامريكية، كما هو اليوم، دولة منبوذة معزولة على الصعيد الدولي حتى من قبل حلفائها التقليديين في الغرب، حيث لا يجد مسؤولوها من يصغي الى كلامهم الا في الكيان الاسرائيلي وإمارات ومشايخ تحكمها انظمة أسرية وقبلية مثل السعودية والامارات والبحرين.

العالم – يقال ان

مظاهر المنبوذية والعزلة، لم تنحصر في الانكفاء الامريكي على الداخل كما اراد الرئيس الامريكي دونالد ترامب عبر الخروج بالجملة من الاتفاقيات والمعاهدات والمنظمات الدولية تحت شعار “امريكا اولا”، فهذه المظاهر تكثفت وبشكل لافت بسبب تجاهل ترامب الكامل للمنظمات الدولية والاجماع الدولي والاستفراد الهستيري بالقرار الدولي عبر الاستغلال المفرط للقوة العسكرية والنفوذ السياسي والاقتصادي والمالي، حتى لم تعد ترى امريكا في افق العلاقات الدولية من مصلحة لاي بلد آخر حتى لو كان حليفا، كما هو حال حلفاء امريكا في الغرب واسيا والعالم.

بعد مرور نحو ثلاث سنوات ونصف السنة من عمر ادارة ترمب، لم تجد امريكا من بين دول العالم من يصدق مزاعمها في مجلس الامن ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، الا الدومينيكان، بينما تجاهل باقي الاعضاء الـ13 وبينهم بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين مزاعمها، مؤكدين على ان امريكا لا تملك اي حق للتحدث في قضايا كتمديد فرض الحظر التسليحي او تفعيل “الية الزناد” ضد ايران، لانها انتهكت الاتفاق النووي بخروجها منه وفرضت عقوبات احادية الجانب وظالمة على ايران.

المراقبون استغربوا الاصرار الامريكي على انهم يملكون الحق في منع تنفيذ بنود القرار الاممي 2231 الذي اكد على رفع القيود المفروضة على تصدير الأسلحة التقليدية لإيران والتي تنتهي في 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وكذلك اصرارهم على انهم يملكون الحق في تفعيل آلية “سناب باك”، وإعادة فرض كل العقوبات الأممية على إيران، إذا طلبت ذلك دولة طرف في الاتفاق النووي، في حال انتهكت طهران التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق، وسبب هذا الاستغراب هو ان امريكا تعلم انها لم تعد عضوا في الاتفاق بعد ان خرجت منه، كما ان القرار 2231 خرج من رحم الاتفاق النووي ، هذا بالاضافة الى ان الطرف الذي انتهك تعهداته بالاتفاق هو امريكا وليس ايران التي مازالت ملتزمة بالاتفاق رغم خروج امريكا منه وتقاعس الغرب عن الالتزام بتعهداته.

هذا الموقف الامريكي الغريب من الاتفاق النووي، والذي جعل امريكا تتلقى صفعتين مدويتين في مجلس الامن خلال ايام قليلة فقط، دفع بعض المراقبين الى تبرير هاتين الصفعتين القويتين وظهور امريكا بهذا المظهر المزري، بعدم المام ترامب وبومبيو بتفاصيل الاتفاق النووي، وهذا الجهل بالتفاصيل لدى الرجلين هو الذي يقف وراء عزلة امريكا والضربات المتلاحقة التي تتعرض لها داخل مجلس الامن، وهذه الحقيقة، حقيقة ان ترامب يجهل الاتفاق الذي خرج منه، كان قد تناوله سابقا بعض المحللين السياسيين الذين اكدوا حينها، ان ترامب خرج من الاتفاق النووي دون ان يقرأه، والسبب ان نتنياهو طلب منه ذلك.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى