عالمي

جون بولتون.. تفكك العراق يخدم المصالح الاميركية

صرح المستشار السابق للأمن القومي الأميركي جون بولتون، في لقاء تلفزيوني، ان تفكك الدولة العراقية يخدم المصالح الاميركية وعلى الاكراد، إلى انتظار إجراء الانتخابات الأميركية.

العالم – الامريكيتان

وأجرت القناة التلفزيونية الكردية رووداو حواراً للمرة الأولى مع جون بولتون المستشار السابق للأمن القومي الأميركي وأهم الشخصيات في أميركا قبل أن تسوء علاقاته بدونالد ترامب، قام بتأليف كتاب يكشف فيه أسرار البيت الأبيض.

ورد بولتون على سؤال سبب محبة الاكراد العراقيين له فقال إن تاريخ ذلك يعود لما بعد حرب الخليج الفارسي الأولى مباشرة في العام 1991. بعد إخراج القوات العراقية من الكويت باشر صدام حسين بحملة قمع شملت كل العراق. غادر عشرات الآلاف بل مئات آلاف الكرد ديارهم وبدأوا هجرة جماعية باتجاه الشمال. كان من المتوقع أن تحدث كارثة إنسانية كبرى. كنت أرافق جيمس بيكر، الذي كان حينها وزير خارجية أميركا، في زيارة إلى جنوب شرق تركيا. اجتزنا الحدود معاً إلى العراق. كانت تلك البداية لمحاولة إيصال مساعدات والتأكد من أن الكرد النازحين داخل العراق والذين اجتازوا الحدود منهم محميون وتجري مساعدتهم. بعد ذلك، ظلت مسألة ماذا قد يحل بالكورد عالقة في ذهني باستمرار.

وبشأن سياسة الولايات المتحدة تجاة الاكراد في العراق قال: “إن أميركا ليس لديها سياسة فاعلة بخصوص الكرد. عندما تراجع التاريخ تجد أنه توفر للكرد فرص لاتخاذ خطوات كبيرة باتجاه إقامة دولة، وكانت هناك مرات تم فيها إيقاف وعرقلة تلك الخطوات لجرها إلى الوراء. منذ فترة طويلة، أصبحت مقتنعاً بأن تفكك العراق شيء نافع. على أميركا على الأقل أن تعترف بدولة كردية في هذا الجزء من كردستان الذي يقع ضمن إطار العراق. لكن المسألة أصعب فيما يتعلق بالكرد في الدول الأخرى بالمنطقة. أنا أرى أن هذا أمر يجب على أميركا أن تتعامل معه بصورة استراتيجية. لأنه يمكن أن تكون نتيجته مهمة جداً وإيجابية” حسب تعبيره.

واضاف بولتون أن ترامب لم يساند استفتاء كردستان العراق 2017 لانه كان متأثراً جداً بوزارة الخارجية الأميركية والأشخاص الذين لم يؤيدوا قط الاستفتاء. كما أن هؤلاء لا يؤيدون تقسيم العراق. جرت حينها نقاشات كثيرة حول كون الاستفتاء سيزيد من قوة الأوراق التي في يد المناهضين لانفصال الكرد.

وتابع ان “الإدارة الأميركية عموماً، وضمنها الكونغرس الأميركي على أساس الإجماع، متعاطفون بنسبة كبيرة مع الكرد. لكن هذا الشعور ليس منظماً تنظيماً جيداً. مازال هناك شعور بأمل قوي عند البعض في أن لا ينقسم العراق. ولا توجد طريقة فعالة تضمن أن يظهر في العراق مرة أخرى حكومة كتلك التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى وانتهت مع سقوط صدام حسين. أنا أرى أن الأمل في ظهور هكذا حكومة ليس واقعياً، وأعتقد أن سبب هذا هو أن هؤلاء لا يدركون أهمية انفصال الأمر الواقع الكردي في شمال العراق على مدى أكثر من خمس وعشرين سنة” حسب زعمه.

واشار الى ان ترامب اخطأ في تصريحه ان البيشمركة لاذوا بالفرار من امام داعش لولا طائرات F16. مؤكدا أن الكل يستطيع القتال بصورة أفضل بوجود F16 . لكن تم تزويد ترامب بتحليلات خاطئة عن دور الكرد في العراق وسوريا في محاربة داعش وربما سمعه من اردوغان او غيره لكن ذلك كان من الأمور التي دخلت رأس ترامب، الذي إن اقتنع بشيء يصعب إقناعه بخلافه.

وعن سبب احترام ترامب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قال بولتون: “لا اعرف سبب هذا الاحترام ولا أعتقد أن لهذا علاقة باستثمارات ترامب في تركيا أو بشيء من هذا القبيل. أعتقد أن عمل ترامب هذا شبيه بعلاقاته مع فلاديمير بوتين، وشي جي بينك، وكيم جونك أون، والزعماء الشموليين الآخرين. تفسير هذا صعب جداً. حتى أن ترامب نفسه قال إنه لا يجد لهذا تفسيراً، لكن المؤكد أن هذا يشكل خطراً كبيراً على أميركا وحلفائها، وتثبته الأحداث التي شهدنا تكرارها مرات في شمال شرق سوريا”.

ودعم بولتون الحركة الغادرة الامريكية باغتيال الشهيد اللواء قاسم سليماني، واكد انه “كان قائداً مهماً جداً من قادة الحرس الثوري. ألحق خسائر كبرى بجيش الاحتلال الأميركي والحلفاء على مدى فترة طويلة. كان قاسم سليماني مفتاح المقاومة الاسلامية. كما يدعم بولتون إسقاط الدولة الايرانية وذلك عن طريق اضعاف الحرس الثوري الايراني”، بحسب تعبيره.

ونفى جون بولتون محاولة ترامب لاسقاط نظام الحكم الاسلامي في ايران وقال: “أعلن ترمب خلال انتخابات 2016 أنه سينسحب من الاتفاق النووي لكن استغرق منه وقتاً طويلاً لينسحب من الاتفاقية في 2018”.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى