عربي

السعودية والإمارات يتنافسان في شراء برامج التجسس الإسرائيلية

إنه الجنون المتمادي من دون حدود في مشيخات الجزيرة العربية. هو الهوس بقمع أي رأي مخالف، وجنون التورط في الشراكة مع العدو، في آن واحد.

العالم – السعودية

كتبت صحيفة الاخبار اليوم الثلاثاء: يخرج علينا، في كل مرة، حاكم مملكة آل سعود محمد بن سلمان، مثبتا قدرته على «إدهاش» العالم. لدى «الأمير الداشر» قدرة عجائبية على التنقل من فضيحة مدوية إلى أخرى يحرج بها أسياده الغربيين ويثبت صعوبة الترويض، من جهة، ويؤكد طبيعة النظام الجاثم على صدر شعب الجزيرة العربية من جهة ثانية.

رغم الثمن الذي دفعه على صورته، منذ فضيحة «أغبى» جرائم الاغتيال في التاريخ الحديث، قتل الصحافي جمال خاشقجي، ها هو يقدم عينة جديدة عن العقلية المستحكمة في بلاط المملكة، والأخطر مدى التورط في الشراكة مع العدو الإسرائيلي.

ليس ابن سلمان وحيدا في جريمته الجديدة، معه شريكه اللدود في الخراب العربي، والذي التقاه أمس، محمد بن زايد، وثالثهما تل أبيب، التي باعتهما عبر شركة «أن إس أو» الإسرائيلية برنامج تجسس «بيغاسوس» لاختراق قرابة 50 ألف هاتف، بينها قائمة طويلة من أبرز المسؤولين اللبنانيين، وفق التحقيق الصحافي الذي نشرته صحف غربية.

وهو ما يفضح مرة أخرى مدى فاعلية “إسرائيل” ودورها الأوسع في دعم الأنظمة الرجعية في المنطقة وشراكتها العميقة في جرائم الأنظمة المرعية غربيا بحق الحريات والحقوق وبحق الناشطين والصحافيين والمعارضين.

حصة لبنان من تجسس ابن سلمان لم توفر مواطنه المغضوب عليه، سعد الحريري، الناجي من غزوة الريتز كارلتون والممنوع بأمر الديوان من العودة إلى الحكم، فضلا عن المراكز السيادية والأمنية في البلاد، من رئاسة البلاد إلى حاكمية المصرف وضباط الأجهزة… وهو ما يفرض تعاملا غير منتظر من نخبة السياديين المتباكين على إزعاج الأشقاء.

ولم يكن مفاجئا استهداف رئيس تحرير جريدة «الأخبار»، ‘ابراهيم الأمين’ بين الصحافيين المستهدفين ببرنامج التجسس السعودي – الإسرائيلي – الإماراتي.

وهو أقل ثمن يمكن أن تنتظره «الأخبار»، التي آلت على نفسها، منذ انطلاقتها، كسر الصمت العربي المطبق تجاه أنظمة الخيانة والرجعية والتآمر على فلسطين والمقاومة، وتعريتها بلا هوادة.

ليس الاستهداف الأول من نوعه، وكسابقاته من حملات الترغيب والترهيب والقرصنة ومحاولات الحجب والإسكات والتجريم لن يؤثر على فريق «الأخبار» سوى في التحفيز على الاستمرار في هذا الأداء المهني.

لكن ما سنراقبه في مقبل الأيام، ونرصده بلا كثير تعويل، مواقف أدعياء الحرية والعدالة في العالم، ولا سيما رعاة هذه الأنظمة، من واشنطن إلى باريس ولندن ومعها جمعيات الحقوق والحرية والإنسانية والشفافية الممولة من المتعاونين محليا. والأهم: كيف ستتصرف الدولة اللبنانية التي اهتزت لزلة لسان من وزير خارجيتها تجاه المملكة وحجت غالبية سياسييها إلى خيمة سفير آل سعود؟

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى