مقالات

بومبيو يجدد آلام نكبة فلسطين

زار وزير خارجية اميركا مايك بومبيو فلسطين المحتلة لمدة 24 ساعة حاملا معه مخططاته الكريهة في اطار صفقة القرن المشؤومة.

وجاءت لقاءاته بزعماء الصهاينة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس بالتزامن مع ذكرى نكبة اغتصاب فلسطين في 15 مايو /ايار 1948، ليؤكد بومبيو بذلك ايمانه المطلق بهذا الارهاب الاسرائيلي الذي تسبب في تسليم ارض عربية اسلامية الى اليهود المستوطنين من شذاذ الافاق وتشريد شعبها الفلسطيني من وطنه ودياره بعد ما تعرض ابناؤه لصنوف من المذابح والجرائم وعمليات الطرد المقرونة بالممارسات المرعبة التي نفذتها عصابات الهاغانا وشتيرن والارغون الصهيونية المتوحشة.
من الواضح ان الوزير المتعجرف بومبيو تعمد التواجد في فلسطين المحتلة في هذا التاريخ المحزن للامة الاسلامية ليؤكد للعالم اجمع ان الولايات المتحدة تؤيد هذا الاحتلال الغاشم كما انها تدعم الاجراءات الجديدة التي تعتزم دولة الاحتلال اتخاذها على مستوى ضم الصفة الغربية بما فيها مدينة القدس اضافة الى مناطق غور الاردن.
وكان امين سر اللجنة التنفيية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد صائب عريقات قد صرح قبل زيارة بومبيو ان وزير الخارجية الاميركي لم يتواصل مع الفلسطينيين قبل مجيئه معلنا (ان تعاون ادارة ترامب مع اسرائيل فيما يتعلق بخطة الضم يعد محاولة لدفن حقوق الشعب الفلسطيني، وهجوما صارخا على نظام دولي قائم على قواعد).
الجدير بالاشارة ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعلن في 6 ديسمبر /كانون الاول عام 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني ثم قام بنقل سفارتها اليها.
وتؤكد هذه المعطيات بأن الادارة الاميركية الحالية تلهث وراء تحقيق امتيازات لصالح “اسرائيل” خلافا للقانون الدولي، لتضمن بذلك دعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة حتى يتسنى لدونالد ترامب الحصول على ولاية ثانية، كما ان نتنياهو مهتم جدا بانتخابه مجددا خشية ان تاتي ادارة ديمقراطية يمكن ان تؤخر خطواتها في هذا المضمار ، هذا مع علمنا ان الجمهوريين والديمقراطيين هم وجهان لعملة واحدة وهما لن يختلفا في كل ما يعزز توسيع نطاق الاحتلال الغاصب.
لقد شهد العالم مسرحية اعلان صفقة القرن في واشنطن بتاريخ 28 كانون الثاني 2020 حيث دعا الرئيس الاميركي ترامب كلا من نتنياهو وغانتس ولم يدع احدا من الفلسطينيين، واخذ يسبغ اعطياته الباطلة على رئيس وزراء الكيان الصهيوني، وكأن فلسطين لا شعب لها ولا مقاومة مجاهدة.
لقد فعل ترامب وبومبيو كل ذلك كرمى لعيون اسرائيل المجرمة ابتغاء ضمان اصوات الناخبين اليهود الذي يسيطرون على كواليس السياسة والاقتصاد والاعلام في الولايات المتحدة.
اذن فان سفرة مايك بومبيو جاءت لاسباب انتخابية واضحة المآرب، فالتحالف الاميركي ـ الصهيوني يتكامل طرفاه في الكثير من المشتركات العدوانية والتوسعية في الشرق الاوسط، ولا يبعد ابدا ان تتناقش واشنطن وتل ابيب بشأن التهديد الايراني، فالجمهورية الاسلامية بالمرصاد للمخططات الصهيو اميركية، وهي تقف الى جانب القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في مقاومة هذين العدوين اللدودين، وطهران ستبقى الى الابد تحمل راية تحرير القدس والمسجد الاقصى من نير الغزاة والغاصبين مهما طال الزمان وتوالت التحديات.

*حميد حلمي البغدادي

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى