عالمي

اعادة احياء البيدق الامريكي ‘داعش’ في لعبة كش ملك

يرفض الاميركي الا ان يظهر مجددا وجهه الدموي الحقيقي الداعم للإرهاب، الوجه الذي ادمى سوريا والعراق واليمن لسنوات طويلة. فتحت جنح ظلام حالك تستمر الولايات المتحدة الامريكية بمخططاتها التي تسعى من خلالها لاعادة احياء داعش في الصحراء السورية والعراق، بعد إفشال مخططات ارهابيي داعش الذين صنعتهم الايادي الاميركية ومولتهم الاموال الخليجية.

العالم – قضية اليوم

مع استمرار انتهاك واشنطن لسيادة العراق وسورية، والتوطئة لمشاريع ومخططات تهدف إلى اعادة الاضطراب لتلك المناطق، أشارت معلومات إلى أنّ عمل القوات الامريكية في المنطقة الان ينحصر ضمن اتجاهين ، احدها سرقة النفط السوري والعراقي، والاستيلاء على ثروات البلدين، والثاني السعي بشكل كبير لخلق نطاق جغرافي بين الحدود السورية والعراقية وتحديدا في الصحراء الواقعة غرب الانبار العراقية، ليكون مكان لعودة احياء داعش من جديد، والاعتماد على الخلايا النائمة في المناطق التي تم تحريرها، عبر تكتيكات مختلفة، منها نقل ما تبقى من ارهابيي داعش من سوريا نحو العراق، وابقاء الحدود بين البلدين ممرا لتلك المجاميع من الارهابين، او عبر استراتيجية تحطيم اسوار السجون، كما حدث في الحسكة السورية، حيث سجون قسد التي تحتجز ما يقارب 5 الاف ارهابي من داعش، ينحدرون من اكثر من 50 جنسية، ٧٠ في المئة منهم من الجنسية العراقية، حيث يؤكد المتابعون ان ما حدث في سجون قسد، من عصيان واعمال شغب كان للتغطية على هروب اعداد من عناصر داعش، وتأمين نقلهم الى العراق، بعد نقل اعداد كبيرة من المسلحين عبر مروحيات امريكية من سجون قسد في الحسكة، نحو القاعدة الامريكية غير الشرعية في الشدادي، ومن ثم نقلهم باتجاه قواعدها في العراق.

كما اكدت مصادر متقاطعة ان تلك العملية ممتدة منذ تشرين الاول / اكتوبر من عام 2019 الى يومنا هذا، بدأت بنقل 80 عنصرا من داعش ومن الاجانب حصرا، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، احدى العمليات الكبرى التي نقلت فيها قوات المارينز ارهابيي داعش، كان ذلك في الثامن عشر من نفس الشهر، عندما نفذت القوات الامريكية عملية في مخيم الهول في الحسكة، شاركت فيها الحوامات، نقلت يومها 230 إرهابيا أجنبيا من تنظيم داعش من سجن المالكية إلى سجن الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ومنذ بدء العدوان التركي على الأراضي السورية نقلت القوات الأمريكية نحو المئات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي وعوائلهم من الأراضي السورية إلى العراق على ست دفعات في حين استخدمت قاعدتها في منطقة الشدادي جنوب الحسكة مكانا لتجميع الإرهابيين وزوجاتهم حيث نقلت خلال الفترة الماضية المئات من الإرهابيين وزوجات عناصر تنظيم داعش من مخيم الهول وغيره من السجون إلى هذه القاعدة ليصار إلى ترحيلهم عبر حواماتها إلى العراق.

مصادر اهلية، اهلية تكشف ان اساليب تهريب ارهابيي داعش تتعدد، فليس بالحوامات وحدها ينقل هؤلاء، حيث ركزت المصادر على “التسهيلات الكبيرة التي تقدم لمرورهم عبر الصحراء، مستخدمين شاحنات نقل الغنم او مركبات نقل النفط المسروق وهي مجهزة بوسائل للراحة. او التخفي بزي رعاة الغنم في تلك الصحراء.

وتقاطعت المصادر على ان شبكات تهريب عناصر داعش وحتى عوائلهم تدار من ما يسمى الادارة الذاتية الكردية و الاموال التي تتقاضاها شبكات التهريب التي تنسق مع عناصر كردية وصلت في بعض الاحيان الى ١٠ الاف دولار للشخص الواحد، كل ذلك بهدف جعل مساحات من الحدود العراقية السورية رخوة، وهذا يفسر الاستهداف المتكررة لقوات الحشد الشعبي والجيش السوري على جانبي الحدود وتحديدا في منطقة القائم- البوكمال، والتي تعتبرها القوات الامريكية منطقة امن استرايتيجي لها وللكيان الاسرائيلي، لمنع التواصل البري بين طهران وباقي دول محور المقاومة، وصولا لحدود فلسطين المحتلة، ولكونها المنطقة الاقرب لقاعدة عين الاسد الامريكية في العراق، وتشرف بشكل اساسي على مناطق تحرك القوات الامريكية بين سوريا والعراق، ما دفعها لجعل تلك الصحراء والمنطقة رئة تتنفس منها خلايا داعش في العراق وسوريا، لينتقل منها عناصر التنظيم الارهابي نحو الانبار العراقية او الصحراء السورية، ان كان عبر نقلهم لقاعدة عين الاسد ومن ثم اطلاق سراحهم وفق مهام جديدة او عبر التهريب البري نحو هذه المناطق.

محاولات اعادة احياء داعش، ترتكز بحسب المراقبين، الى نقاط عدة، منها ما هو استراتيجي او تكتيكي، لكن الابرز هو اعادة بناء القوة والتنظيم وتجديد الموارد المالية، ضمن خطة واضحة تقوم على اعادة الاضطراب للمناطق التي حررت من التنظيم عبر الجيش السوري والعراقي وقوات الحشد الشعبي والحلفاء، وايضا لتحقيق عودة ملحوظة على المستوى العسكري والسياسي، بحيث تبقى داعش حاضرة على الدوام، ” كما يعتقدون”، عبر اساليب باتت مكشوفة، تتلخص بشن هجمات عسكرية على نطاق واسع للايحاء باتساع رقعة وجود التنظيم الارهابي، ما يساعدها في اعادة تجميع شتات الارهابيين بعد الهزائم الكبيرة في سوريا والعراق، والمنتشرين في عمق الصحراء، وتوقع باحثون ان التنظيم قد يلجأ في الفترات القادمة الى احتلال مناطق كما في السابق، لكن لفترات محدودة ممكن ان تكون ساعات، و التضييق على الاهالي كما حدث في ارياف دير الزور والرقة السورية، وحرق محاصيلهم وتهديدهم بشكل مباشر، وكل ذلك يترافق مع حملة اعلامية، وشهدنا منذ ايام ظهور اصدار جديد لداعش في ريف حمص الشرقي المتصل بالبادية السورية، ليدلل على انه ما زال هناك.

بالطبع يجب ان نذكر ان العوامل المساعدة لعودة احياء وتدوير التنظيم الارهابي، تتركز على الحاجة الامريكية لتوظيف هؤلاء بمهام جديدة، والسعي لتواجد التنظيم في نطاق جغرافي واسع، يؤمن لها المرونة في تنفيذ العمليات الارهابية، بعد ان كانت العمليات الارهابية لداعش انخفضت في سورية والعراق لتكون النسبة الإجمالية لانخفاض عدد العمليات عام 2019، 82% عن عام 2017، وهي نسبة كبيرة تثبِّت المشكلة العملياتية التي بات يعاني منها التنظيم، والسعي الامريكي الحثيث لاعادة ترتيب عناصره.

حسام زيدان

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى