مقالات

جائحة كورونا والوعكة السياسية في المنطقة

جائحة كورونا التي ضربت الكرة الأرضية تسببت بهشاشة الاقتصاد العالمي وضربت أساسيات السوق وجعلت الأفراد تنعزل عنه ليسجل الاقتصاد خسائر تاريخية ومؤشراته تنخفض بشكل كبير، فلم يعد العالم كما كان عليه قبل شباط – فبراير الماضي.

العالم-مقالات وتحليلات

زمن كورونا الذي فرض العزلة على شعوب المنطقة أجتاح بلدان كثيرة ولا فرق بين غني وفقير بغض النظر عن الجنس والعرق واللون إلا رؤوساء أنظمة الرأسمالية فهي أشغلت العالم بالهلع والخوف لتنشغل بنفسها وتنأ بأجندات فيروسية دبلوماسية تخترق المعايير الدولية والقانونية والشرعية منها الولايات المتحدة التي احتكرت الوباء وروجت له بطريقة المكابرة الإيدلوجية لتضرب معادلة المنظومة العدوانية.

جوائح مرضية وموت جماعي يساوي منظومة عدوانية تأكل نفسها إذا اقتضت الضرورة وعندها تسقط كل الإتفاقيات والإتحادات والعملات المشتركة فبكاء رئيس وزراء ايطاليا لم يكن حزنا على ضحايا الكورونا وإنما من ترك بلاده وحيدة تصارع المرض وصراخ الأخر لم يكن خوفا من الفايروس وإنما خذلان الأوروبيين لبلادهم.

لقد كشفت جائحة كورونا العالم وعرته وأظهرت الجميع على حقيقتهم ليتجلى انكشاف يشكل عالم جديد تنهار فيه دول ومنظومات التوحش الإستعماري الرأسمالي الذي لا يهمهه سوى سرقة الشعوب وجمع الأموال لتصعد منظومة الدول التي تدعو إلى التعاون لبناء الحضارة البشرية بغض النظر عن العرق واللون.

سياسة الولايات المتحدة المبنية على عطسة فهي باعتقادها سيصاب العالم بالزكام ولكن عالعكس وباء كورونا أسقط هيبتها كدولة عظمى من خلال تصريحات إدارتها عندما قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأن استمرار إغلاق البلاد بسبب تفشي فايروس كورونا سيعرضها للدمار لا سيما الإنكماش الاقتصادي يفوق عدد ضحايا كورونا وهذا إن دل على شيء يدل على عقلية الرأسمالية التي استغلت الوباء كأدات لتنافس الصين كما فعلت منذ عقود مع دول عظمى وغيرها من الدول المتقدمة عليها لتقود العالم إلى خارطة جديدة تفتح مصراعيها للتحالفات وعلاقات دولية خارقة جديدة للكيانات الصهيونية بعد كورونا فأي خارطة جديدة ستحكم العالم الجديد ومن سيحكمه؟

ترامب اثبت فشل سياساته للمواطن الاميركي، فهو اول ما وصل للحكم اعلن الحرب على قانون الضمان الاجتماعي الذي اوجده سلفه باراك اوباما، والقانون كان يعرف باسم (اوباما كير) وبعد انتشار الوباء في الولايات المتحدة، التي باتت الاولى عالميا اصبح المواطن الاميركي يفكر ماذا استفدت من ترامب صحيا؟ الاميركيون استفادوا من ترامب اقتصاديا بشكل كبير بعد ان رفع نسبة الفوائد وقلل البطالة، ولكن صحيا اثبتت واشنطن انها عاجزة امام فايروس صغير لا يرى بالعين المجردة، اما الصين التي تحاربها اقتصاديا باتت الان ترسل لها المساعدات الانسانية من كمامات واجهزة تنفس صناعي.

بعد أن رأينا بوابة كورونا مفتوحة أمام معركة الإنسانية بدأت بعض أنظمة الدول تستيقظ بعد أن كانت تتراقص على أنغام السيف السعودي مع ترامب وهذة رسالة إستيقاظ للدول الحليفة للولايات المتحدة لتكون على لائحة المواجهة السياسية مع واشنطن فوباء كورونا لربما بدل الظروف السياسية من الألف إلى الياء لصالح النفوذ الأقوى بالعالم تزامنا مع فايروس كورونا الذي وضع العالم كله تحت مقصلته فالمواجهة على مستويين ستكون سياسي وعسكري.

على المستوى السياسي من سيعمل على قيادة العالم لتطويق التطور التكنولوجي مع الصين وهل بكين جاهزة لمنازعة مع الولايات المتحدة في ظل جائحة كورونا؟ أما المستوى العسكري الذي سيخطف المشهد الإقليمي بتحالف قوى المقاومة وفرض خارطة جديدة في قواعد الاشتباك مع منظومة اللوبي الصهيوني.

كورونا بات حدث مفصلي في الذاكرة البشرية، فاما ان تخرج منه بعض الدول منتصرة علميا وانسانيا وتسيطر على المنطقة وتفرض سياساتها مثل الصين، او تعود الهيمنة للولايات المتحدة من جديد، ولكن هذا الفايروس قام بتعرية انظمة كثيرة كانت تحاضر بالانسانية، واظهر فشل من يسمون انفسهم بالعالم الاول صحيا واقتصاديا وانسانيا.

رنا العفيف- صحفية سورية

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى