عالمي

أردوغان والمعارضة التركية.. سباق مع الزمن

يبدو ان الاوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها تركيا، بعد تدهور وضع الليرة التي خسرت ثلثي قيمتها امام الدولار، والتضخم المنفلت، واقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، دفعت الرئيس التركي رجب طيب ردوغان، الى اتخاذ مجموعة من الخطوات، في محاولة لاعادة شعبيته التي تآكلت وبشكل كبير.

العالم – كشكول

من بين القرارات التي اتخذها اردوغان والتي فاجأت الكثير من المراقبين، كان اغلاق مكاتب جماعة الاخوان المسلمين من المعارضين للنظامين في مصر والامارات، واغلاق قنوات اعلامية كانت تابعة لهم، بهدف التقارب مع الامارات والسعودية ومصر. كما اتخذ خطوة كبيرة للتقرب من الكيان الاسرائيلي، من خلال دعوته لرئيس هذا الكيان اسحاق هرتسوغ، لزيارة تركيا، والتي من المقرر ان تجري خلال الايام المقبلة، بهدف تشجيع “اسرائيل”على جعل تركيا ممرا لخط الغاز الفلسطيني الذي يسرقه الكيان الاسرائيلي، وايصاله بعد ذلك الى اوروبا.

يعتقد اردوغان ان التقرب من الكيان الاسرائيلي، والاستفادة من استثمارات دول مثل الامارات، ستجعله في وضع اقوى امام المعارضة، التي تسعى لوضع نهاية لهيمنة حزب العدالة والتنمية على الحياة السياسة في تركيا، وهي هيمنة، وفقا للمعارضة، كانت السبب الابرز في وصول الوضع في تركيا الى هذه الحالة المزرية، والتي ادت الى ان تشهد البلاد تظاهرات بسبب سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية.

في المقابل يبدو ان المعارضة ادركت ما يخطط له اردوغان خلال الفترة التي تفصل تركيا عن موعد الانتخابات النيابية والرئاسية، حيث سارع رؤساء الاحزاب المعارضة الستة، وهم كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، وميرال أقشنار، زعيمة حزب “إيي”، وأحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب المستقبل، وعلي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والنهضة، وتمل قره مولا أوغلو، زعيم حزب السعادة، وغولتكين أويصال، زعيم الحزب الديمقراطي، الى عقد اجتماع بعيدا عن وسائل الإعلام، حول طاولة مستديرة في قضاء “تشانقايا” بالعاصمة أنقرة، في خطوة هي الأولى من نوعها في التاريخ السياسي للبلاد.

وعقب القمة التي استغرقت لساعات، أصدرت الأحزاب الـ6 ، بياناً أكدت فيه توافقها على نظام الحكم البرلماني، واضعة خطوات الانتقال من النظام الرئاسي في حال تمكن المعارضة من الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في صيف العام 2023.

وجاء في البيان ايضا: “تركيا تمر بأعمق أزمة سياسية واقتصادية في تاريخ الجمهورية، وكل يوم تزداد المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مما يظهر تأثيره بشكل واضح يوما بعد يوم، وأهم سبب في هذه الأزمات هو من دون شك نظام الحكم الرئاسي الذي يطبق بشكل مزاجي، وبدون أي اعتبار للقوانين”.

المعارضة التركية تدرك جيدا ان الاوضاع التي تعيشها تركيا مثل ارتفاع الأسعار وعدم استقرار سعر صرف الليرة ، وزيادة التضخم، الذي أرهق المواطنين، جعل كفة الشارع تميل لهم، لذلك طالبت منذ أكثر من عام بإجراء انتخابات مبكرة، إلا انها تفتقد للأغلبية البرلمانية اللازمة لتحقيق ذلك. في المقابل ترفض الحكومة الذهاب لانتخابات مبكرة، وتسعى في الوقت نفسه لتحسين الوضع الاقتصادي.

يرى المراقبون للمشهد السياسي التركي، ان الخطوات التي قام بها اردوغان قبل الانتخابات، لتحسين صورته في الداخل التركي، لن تكون ذا تأثير، نظر لشخصيته المتقلبة، والتي قد لا تجعل الامارات تضع كل بيضها في سلته، نظرا للتاريخ المضطرب بين الامارات واردوغان، كما ان ” اسرائيل”، ليست بالحليف الذي يمكن الاعتماد عليه، نظرا لتاريخها المتقلب، حيث كانت ومازالت تلعب مع الشخصيات السياسة التركية، وتميل الى جانب اللاعب الاكثر تاثيرا، لاسيما لو كانت تربطة علاقات وثيقة بها، لذلك سيبقى اردوغان والمعارضة في سباق مع الزمن حتى موعد الانتخابات.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى