عالمي

ماذا سيكون عليه العالم لو تعاملت دوله مع “الإرهاب” كما يفهمه أردوغان؟

لم يسبق لرئيس او مسؤول تركي، ان تحدث عن الارهاب والاعداء والمخربين والمندسين والانقلابيين، الذين يهددون تركيا 24 ساعة، كما تحدث الرئيس التركي الحالي رجب طيب اردوغان.

العلم – كشكول

كما لم يبرر اي رئيس او مسؤول تركي، تدخل تركيا العسكري المباشر في شؤون دول المنطقة، عبر ارسال الجبوش والمرتزقة، واحتلال اراضي هذه الدول، بذريعة محاربة الارهاب، كما برر اردوغان.

نحن هنا لا نتهم ولا نفتري على تركيا، بل ننقل معلومات مصدرها اردوغان والمسؤولين الاتراك والاعلام التركي:

-الجيش التركي يحتل اراض سورية.

-للجيش التركي اكثر من قاعدة ونقطة عسكرية داخل الارضي السورية.

-الجيش التركي طرف مؤثر في ديمومة الحرب على سوريا.

-الطائرات الحربية التركية تقصف وبشكل مستمر الارضي السورية.

-تركيا دربت وسلحت عشرات الالاف من المرتزقة للقتال في سوريا.

-تركيا تحاول ايجاد منطقة على طول الحدود دخل سوريا بعمق 30 كيلومترا، وتغير ديمغرافيتها، وإسكان جماعات من مرتزقتها والمحسوبين عليها هناك.

-تركيا ارسلت الالاف من المرتزقة للقتال في ليبيا.

-الجيش التركي يحتل مساحات كبيرة من الاراضي العراقية.

-تركيا بنت قواعد عسكرية دائمة في عمق الاراضي العراقية.

-الطائرت والمدفعية التركية تقصف بين وقت وآخر الارضي العراقية ويذهب ضحيتها المدنيون العزل.

-تركيا تدخلت عسكريا الى جنب جمهورية اذربيجان في حربها مع ارمينيا، ونقلت العديد من المرتزقة من سوريا الى اذربيجان.

هذا كان غيض من فيض التدخل العسكري التركي في شؤون دول المنطقة، واللافت ان تبرير تركيا لهذا التدخل هو محاربة الارهاب والدفاع عن امنها المهدد دائما. لكن في المقابل ، ماذا نسمي فعل تركيا هذا الذي يتجاهل أمن واستقرار ووحدة اراضي وسيادة ومصالح الدول والشعوب الاخرى؟. اليس لهذه الدول الحق في وصف ما تفعله تركيا، بذات الوصف الذي تصفهم به ؟.

يوم امس، سمع العالم التبرير التركي المعلب للعملية العسكرية الكبرى التي يحاول الجيش التركي تنفيذها في سوريا، بمساعدة مرتزقتها داخل سوريا، لإنشاء منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترا على طول حدودها مع سوريا، وهو محاربة “الارهاب الكردي”، واللافت ان تركيا لو كانت حقا تريد محاربة ما تصفه بالارهاب الكردي وليس لديها اطماع في الاراضي السورية، لكانت وثقت علاقاتها مع الحكومة السورية، وساعدتها على بسط نفوذها على مجمل الجغرافيا السورية، وعندها لن تكون هناك من ذريعة لتركيا بالتدخل عسكريا في سوريا.

اللافت ان اردوغان حاول الظهور بمظهر الزعيم الذي يتمرد على امريكا عندما قال بالامس، “إذا كانت الولايات المتحدة لا تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب فماذا سنفعل؟ سنتدبر أمرنا”، بينما طبيعة العلاقة التي تربط تركيا بامريكا، معروفة للجميع، فتركيا ليس بمقدورها ان ترسل الجيوش وتحتل اراضي الدول الاخرى، دون التنسيق مع امريكا، وهذا ما ظهر جليا خلال العمليات العسكرية التي شنها الجيش التركي على شمال سوريا منذ عام 2016 وحتى اليوم.

يبدو ان ما تحرمه تركيا على الاخرين تفعله مع تبريرات لا حصر لها، فعلى سبيل المثال، نرى تركيا تتحفظ على إنضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، وهذا التحفظ سببه كما يقول اردوغان، دعم السويد وفنلندا للارهاب!.

الارهب الذي يقصده اردوغان، هو وجود جالية كبيرة من الأتراك المقيمين في هذين البلدين، بينهم اكراد، وانصار الداعية فتح الله غولن، وبعض المعارضة لنظام اردوغان.

اخيرا، لو تعاملت الدول الاخرى، كما تتعامل تركيا، مع “الارهب” كما يفهمه اردوغان، لكانت الحروب ابتلعت دولا وشعوبا، ولدخل العالم نفقا مظلما لن يخرج منه حتى بعد عقود وعقود.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى