مقالات

نكسة ترامب ٢٠٢٠ الوجه الآخر لنكسة حزيران

نكسة حزيران أو كما تسمى حرب الأيام الستة التي مزقت ما تبقى من الأرض الفلسطينية وتمدد بعدها السرطان الاسرائيلي في دول عربية باحتلاله لشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان وغيرها تلك النكسة التي فقد فيها العرب ٢٥ الف مواطن ودمر فيها ٨٠٪؜ من عتادهم وهجر الجيش الاسرائيلي فيها عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية، ومحى قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس والضفة الغربية.

تلك النكسة ليست بعيدة عن ما نعيشه الان فالذكرى الثالثة والخمسين لها تأتي هذا العام بينما تمضي الولايات المتحدة الأمريكية ومن يعاونها من قوى الاستكبار في فرض نكسة جديدة عنوانها صفقة ترامب وأخطر ما فيها مشروع الضم الذي سيستولي من خلاله الكيان الاسرائيلي على ٣٠ ٪؜ من ارض الضفة المحتلة ، وفي مقارنة بسيطة لأحوال العرب بعد نكسة ٦٧ ونكسة ترامب نجد أن أول فعل عربي بعد نكسة عام ١٩٦٧.
هو انعقاد مؤتمر الخرطوم الذي سمي بمؤتمر اللاءات الثلاثة وهو يعتبر مؤتمر القمة الرابع الخاص بجامعة الدولة العربية الذي عقد في 29 أغسطس 1967 على خلفية هزيمة عام 1967، وقد عرفت القمة باسم قمة اللاءات الثلاثة لأنها خرجت بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه .
أما الآن فلاءات العرب تحولت الى نعم للصلح والاعتراف والتفاوض مع الكيان الاسرائيلي ونضيف عليها كلمة رابعة وهي نعم للتعايش عند البعض وبالتالي فنحن الان في نكسة حقيقية لأن جنسية المؤامرة لم تعد فقط أمريكية اسرائيلية أو أوروبية بل إن في المؤامرة دماء عربية خانت القضية الفلسطينية وتريد أن تقدم فلسطين على طبق من ذهب للاحتلال الاسرائيلي الذي لن يقف عند حدود فلسطين بل سيتمدد في الدول المجاورة ليكمل حلمه التوراتي المزعوم .
أمام هذه الذكرى على الفلسطينيين أن يأخذوا العبر من الماضي لينقذوا ما تبقى من الحاضر ، فالتعويل على الدعم العربي ثبت فشله تماما كما ثبت فشل التعويل على المجتمع الدولي ولنا في قرار ٢٤٢ خير دليل فهذا القرار ولد من رحم النكسة وجاء ليعيد الحق لأصحابه حسب ادعاء من وضعه لكن الحقيقة عكس ذلك فقد ورد في المادة الأولى الفقرة أ من القرار : «انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت في النزاع الأخير». وقد حذفت “أل” التعريف من كلمة “الأراضي” في النص الإنجليزي بهدف المحافظة على الغموض في تفسير هذا القرار وهذا ما يدفع الفلسطينيون ثمنه حتى يومنا هذا ، وبالإضافة لقضية الانسحاب فقد نص القرار على إنهاء حالة الحرب والاعتراف ضمناً “بإسرائيل ” دون ربط ذلك بحل قضية فلسطين التي اعتبرها القرار مشكلة لاجئين فقط ، ومع ذلك ورغم ظلم هذا القرار للفلسطينيين إلا أن منظمة التحرير آنذاك قبلت به وشكل هذا القرار منذ صدوره أساساً لكل المفاوضات والمساعي الدولية العربية لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي ،ومع ذلك أين نحن من هذا القرار في عام ٢٠٢٠ !!!
وهل لازال أصلا العرب يعتبرونه صراعاً عربيا اسرائيلياً أن يراع اسرائيلي فلسطيني !!
أما الأمم المتحدة فلم تستطع أن تحمي قراراتها والجرائم الاسرائيلية باتت ترتكب بغطاء من الولايات المتحدة الامريكية العضو الأهم في الامم المتحدة ، ولذلك العبرة الوحيدة التي على الفلسطينيين أن يدركوها بعد ٥٧ عاما على النكسة أن المقاومة وحدها هي اليد العليا وهي رمانة الميزان وأن العمل السياسي والدبلوماسي وحده لا يعيد أوطاناً ولا يحفظ الكرامة فاليوم على السلطة الفلسطينية والمقاومة أن يخرجا بصيغة موحدة يزاوجون فيه بين العمل السياسي والفعل المقاوم ليشكلا جبهة مواجهة واحدة في وجه الاحتلال ومن خلفه من المستكبرين والمطبعين حتى لا تتكرر النكسات .

*إسراء البحيصي

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى