منوعات

فرح نابلسي: فيلم “الهدية” مُستوحى من تجربتي عند نقاط التفتيش

فاز فيلم “الهدية” للمخرجة الفلسطينية فرح نابلسي بجائزتين هامتين مؤخرا، هما جائزة الجمهور في مهرجان كليرمونت-فيراند الدولي للأفلام القصيرة، وجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كليفلاند السينمائي الدولي، وهو ما يعني أن الفيلم مؤهل للدخول في السباق على جائزة الأوسكار.

العالم- منوعات

الهدية هو أحدث أعمال المخرجة الفلسطينية التي تجسد أفلامها معاناة الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت المخرجة إن كل قطعة فيها تشير إلى احدى ممارسات الاحتلال وانتهاكات حقوق الإنسان .

وأضاف في مقابلة مع “القدس العربي”: تدور القصة حول رجل فلسطيني مجتهد يعيش في الضفة الغربية، ينطلق مع ابنته الصغيرة لشراء هدية عيد زواج لزوجته. ولكن عندما تعيش في ظروف نقاط التفتيش والجنود وحواجز الطرق، كما هو الحال بالنسبة للفلسطينيين، فإن هذه المهمة البسيطة لا تكون بهذه السهولة. إنها قصة بسيطة تتحدث عن الواقع العبثي الموجود في فلسطين اليوم.

وتابعت:” حق الحركة هو واحد من حقوق الإنسان الأساسية، التي يعتبرها معظم الناس في جميع أنحاء العالم أمرا بديهيا- ربما حتى وقت قريب، بسبب قيود الحركة التي فرضتها جائحة كوفيد 19- ولكن عادة ما يكون الحق في التحرك كما نشاء في حياتنا اليومية، أمر لا يفكر فيه معظم الناس لأنه مفروغ منه ولكن بالنسبة للفلسطينيين، فإن هناك أكثر من 150 نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية، ونحو 100 نقطة تفتيش أخرى متجولة (يمكن أن تظهر في أي وقت وفي أي مكان). في فلسطين طرق منفصلة والتفافية، حظر تجول، حصار، جدار الفصل العنصري وما إلى ذلك”.

وأكدت فرح نابلسي: “مثل هذه البيئة والظروف التي يعيشها الفلسطينيون تخلق شعورا بعدم الأمان. علاوة على ذلك، لا تجعل آليات التحكم في الحركة هذه التخطيط للأشياء البسيطة في يومك غير مؤكدة ومرهقة فحسب، بل قاسية ومذلة أيضا. لقد كتبت الفيلم بناء على تجربتي الخاصة في نقاط التفتيش هذه، حيث راقبت الفلسطينيين الآخرين عندها وتحدثت مع أولئك الذين عليهم التعامل معها كل يوم. إن دراسة تأثير مثل هذه الأشياء على الروح البشرية، والضرر الذي يمكن أن تسببه للفرد والأسر والأطفال والمجتمعات العالقة في هذه البيئة المرهقة والمذلة عمداً، هو ما شدني إلى كتابة وإخراج هذا الفيلم القصير”.

وقالت:” من أصعب الأشياء التي قمنا بها، وكانت بمثابة المخاطرة، لأنني أردت فعلا أن أصور في هذا الموقع، كان التصوير في نقطة التفتيش 300 المعروفة بقسوتها في بيت لحم (المشهد 2 من الفيلم)، حيث يمر الآلاف من الفلسطينيين كل صباح مثل الماشية. الرواية الوحيدة في هذا المشهد هي بطلنا يوسف (صالح بكري). كان التصوير في ذلك الصباح صعبا جدا لأننا لم نأخذ أي تصاريح من أي شخص وكنا محاطين بفلسطينيين يتعرضون للإهانة في الواقع من قبل جندي إسرائيلي. السؤال الأكثر فلسفية هو – من له الحق في إعطاء أو رفض الإذن بتصوير هذه الوحشية ولماذا تتواجد هذه الوحشية هناك في المقام الأول؟.

يذكر أنه سيستمر عرض الفيلم في مهرجانات الأفلام حول العالم طوال الفترة المتبقية من هذا العام وجزء من العام المقبل، قبل أن تتم إتاحته على الإنترنت في نهاية المطاف. ولكن بسبب جائحة كوفيد 19، اختار العديد من المهرجانات الإنترنت بدلاً من تأجيل العرض، لذلك فهناك فرص لمشاهدة “الهدية” على الإنترنت في وقت قريب خلال تلك المهرجانات.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى