عالمي

بومبيو.. الرجل الذي كذب حتى نسي إنه يكذب

حصلت صحيفة “لوس انجلس تايمز” حصريا على نسخة من كتاب من المقرر صدوره يوم غد الثلاثاء، لباربارا ريس، وهي مسؤولة تنفيذية بارزة عملت لفترة طويلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في شركة العقارات المملوكة له، ذكرت فيه صفات لترامب استخلصتها من خلال فترة عملها معه، ومنها العنصرية والكذب وإحاطة نفسه بأشخاص يوافقونه الرأي، وهي صفات ظلت تلازم ترامب منذ أن بدأ يفكر في الترشح للرئاسة وحتى بعد وصوله للبيت الأبيض.

العالم – يقال ان

يبدو ان باربارا ريس كانت موفقة في تشخيص شخصية ترامب وخاصة إدمانه على الكذب، الذي بات جزءا طبيعيا من شخصيته وكذلك إحاطة نفسه بإشخاص ليس فقط يوافقونه الراي على طول الخط بل يشاركونه في ذات الصفات حتى باتوا “نسخة” منه، ومن اكثر هؤلاء الاشخاص مطابقة لترامب وزير خارجيته مايك بومبيو، الذي يعاني مثله مثل سيده ترامب، بإنفصال كامل عن الواقع، فالرجل إعتاد أن يتحدث في واد والناس في واد آخر، حتى تم إختياره من قبل الصحافة الامريكية، كأغبى وزير خارجية في تاريخ أمريكا، وأكثرهم فشلا.

يوم امس 18 تشرين الاول اكتوبر وبعد ساعات من رفع الحظر التسليحي عن ايران وفقا لقرار مجلس الامن رقم 2231، خرج بومبيو على العالم ليعلن أن كافة العقوبات الأممية بحق طهران استؤنفت، اعتبارا من 19 ايلول سبتمبر، بما يشمل حظر التسلح، وان تصدير الأسلحة التقليدية إلى إيران سيعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929 فيما سيمثل استيراد أي أسلحة أو مواد مرتبطة بها من الجمهورية الإسلامية خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 1747.

بومبيو وهو يتلو بيانه هذا كان يعلم جيدا انه ليس لا يقول الحقيقة فحسب بل يكذب وبشكل صارخ وينتهك ببلطجية فاضحة القانون الدولي، فرفع الحظر التسليحي عن ايران هو قرار اممي صادر عن مجلس الامن، وان القرارين اللذين استشهد بهما وهما 1929 و 1747، اصبحا لاغيين وفقا للاتفاق النووي الموقع بين ايران والدول الست الكبرى وكذلك قرار مجلس الامن رقم 2231 والصادر عام 2015.

بومبيو عندما يقول ان حظر التسلح “الدولي” بحق طهران لا يزال ساريا، ومهددا كل من يصدر الأسلحة التقليدية إلى إيران أو يستوردها منها، يعلم جيدا ان الاخرين كانوا شهودا على خيبته وخيبة بلاده في مجلس الامن الدولي ولاكثر من مرة، بعد ان فشل بومبيو شخصيا في إقناع أعضاء مجلس الأمن الدولي بتمديد الحظر على ايران، وجعل بلاده معزولة ومتمردة على القانون الدولي عندما لم تجد امريكا سوى الدومنيكان تقف الى جانبها.

اللافت ان بومبيو لم يجد ما يهدد به العالم كعادته الا “السلطات المحلية الامريكية” وهي عبارة دبلوماسية مرادفة للبلطجة، فعندما فشل بومبيو في استخدام الامم المتحدة ومجلس الامن كوسيلة لتمرير سياساته الفاشلة ضد ايران، فعد وإجترّ مقولته الممجوجة من أن الولايات المتحدة تعتزم استخدام سلطاتها المحلية في معاقبة أي شخصيات أو كيانات ستسهم ماديا في إمداد إيران بالأسلحة التقليدية ونقل هذه الأسلحة إليها أو منها، بالإضافة إلى من يقدم تدريبا أو تمويلا أو خدمات أو أي نوع آخر من الدعم إلى طهران في هذا المجال.

فات بومبيو ان الدول التي وقفت في وجه تهديداته اكثر من مرة في مجلس الامن ورفضت بلطجيته، كانت تعي جيدا انه سيعود ويطلق ذات التهديدات، لذلك وقبل ان يطلق بومبيو تهديداته اعلنت روسيا والصين انهما ستتعاملان مع ايران وفقا للقانون الدولي لا وفقا للقنون الامريكي، وان التهديدات الامريكية اصبحت جزءا من الماضي.

المضحك في بيان بومبيو دعوته كافة الدول التي “تتطلع إلى السلام والاستقرار” في الشرق الأوسط وتدعم “محاربة الإرهاب” عدم شراء أو تصدير أي اسلحة من والى إيران، لان مثل الخطوة بحسب زعمه ستؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية ووقوع المزيد من الأسلحة الخطيرة في أيدي “التنظيمات الإرهابية”، وتزيد من خطر التهديدات لأمن “إسرائيل” ودول سلمية أخرى ، فالمضحك هنا ان بوزمبيو يقصد من “الاستقرار” هو استقرار “اسرائيل” حصرا، و”التنظيمات الارهابية” هي حزب الله وحماس والجهاد وانصارالله ، اي كل الفصائل التي تناهض الهيمنة الامريكية والعدوانية الاسرائيلية، اما الدول “السلمية” فهي السعودية والامارات اللتان تشنان حربا قذرة ضد الشعب اليمني منذ نحو 6 سنوات بدعم امريكي اسرائيلي مكشوف، أما “اسرائيل” فهي العبارة الوحيدة الصحيحة التي استخدمها بومبيو في محلها، فبومبيو يعلم ان كل امكانيات بلاده مجندة منذ عقود طويلة لخدمة امن واستقرار “اسرائيل” والباقي تفاصيل.

اخيرا، ولنضحك مع بومبيو، الذي يرى بالاسلحة الايرانية بانها “ضد امن واستقرار المنطقة” ، بينما الاسلحة الفتاكة التي تبيعها بلاده بمئات المليارات من الدولارات الى مشايخ الخليج الفارسي لتقتل الشعب اليمني الاعزل، وكذلك الاسلحة الضخمة التي مدت بها بامريكا الجماعات التكفيرية الارهابية في المنطقة وعلى راسها “داعش” ، والتي كانت سببا بازهاق ارواح مئات الالاف من الابرياء، هي اسلحة لـ”تعزيز الامن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط”، وهو كلام رغم انه مضحك ولكن لو نظرنا اليه وفقا لقاموس بومبيو، فانه يقصد به استقرار وامن الكيان الاسرائيلي فقط، وهو امن واستقرار لا يتأتى الا من خلال زرع الفوضى في المنطقة عبر تصدير الاسلحة الامريكية اليها.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى