عربي

تجاذبات المشهد اللبناني.. داخليا ودوليا 

يزداد المشهد اللبناني تعقيدا لحظة بعد لحظة منذ الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت والذي أحدث اضرار كبيرة، حيث تسعى بعض الجهات على ما يبدو لتوظيف التغيرات الداخلية تارة وتحريكها تارة أخرى لتحقيق مكاسب سياسية معينة.  

العالم – كشكول

لا يخفى على أحد تعقيدات المشهد اللبناني بكل مكوناته وتفاصيله، ومن الطبيعي أن هذا الموضوع لن ينفصل عن الانفجار الذي هز بيروت يوم الثلاثاء، وقد يدرك كل من يتابع التطورات المتسارعة في الداخل اللبناني أن هناك حالة توظيف لهذه المأساة من قبل بعد الأطراف السياسية التي على ما يبدوا بدأت تتلقى توجيهات معينة من الخارج في سبيل خلق هرج ومرج داخلي يمكن من خلاله استعادة ما خسرته على الأرض خلال الفترة الأخيرة.

ويأتي هذا الموضوع بالتزامن مع تأكيد مصادر سياسية لبنانية اَن هناك خطة لاقتحام أكثر من وزارة لإتلاف الوثائق والملفات المرتبطة بالفساد في البلاد، حيث قالت المصادر انّ مجهولين استغلوا الاحتجاجات في بيروت أمس واقتحموا غرفاً معينة في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية لاسيما المتعلقة بملفات الفساد التي تطال شخصيات تدعم التظاهرات.

وكان مندسون بين المتظاهرين اقتحموا مباني وزارات الخارجية والاقتصاد والبيئة واقدموا على اتلاف ملفات مهمة، فيما علّقت السفارة الأميركية في لبنان وقالت اِنها تؤيد هذه الأعمال .

وهنا يجدر السؤال لمصلحة من تأتي عمليات التخريب هذه و لماذا لا يتم احترام نحو نصف مليون بيروتي تضرروا جراء الانفجار وهم بحاجة الى تطييب الخواطر وبحاجة الى كل المستلزمات الحياتية، و من يحرض على استهداف المباني الرسمية ؟

وعلى الرغم من ذلك فإن لا يوجد اجماع على الاسلوب العنفي في الاحتجاج بدليل قلة عدد المشاركين ، كما انه يوجد خلافات بين المحتجين انفسهم حول استهداف المباني.

المشهد الدولي

شهد الحادث الذي وقع في بيروت تعاطفا دوليا كبير ولكن يبقى التركيز على فعلية هذا التعاطف وتحويله إلى تعاطف عملي ودعم يساعد في ترميم ما تم الواقع، وقد جاء عقد مؤتمر دولي للمانحين وفي افتتاح المؤتمر دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الهدوءِ وتفادي العنف والفوضى في لبنان، واضاف اَنه لا بد من بناءِ استجابة دولية تحتَ تنسيقِ الأمم المتحدة.

فيما قال الرئيس اللبناني ميشال عون خلال كلمته في المؤتمر الا احد فوق القانون وكل من يثبت التحقيق تورطه في قضية شحنة النترات سوف يحاسب، واكد انّ اعادة بناء ما دمر خلال انفجار مرفأ بيروت يحتاج الكثير ويجب الاسراع في تلبية الاحتياجاتِ خاصة قبل حلول الشتاء، واضاف أنّ ما يتعلق بصندوق التبرعات المنوي إنشاؤه، يجب أن تكون إدارته منبثقة عن المؤتمر، مؤكداً على اهمية دعم الصحة والتربية وإعادة الإعمار وتأمين الغذاء.

التحقيقات والنتائج

وتأتي هذه التطورات فيما تتواصل التحقيقات في موقع الانفجار بمرفأ بيروت لتحديد الاسباب والملابسات في وقت يتكشف فيه حجم الكارثة بالنظر لضخامة وقوة الانفجار، حيث قالت فرقة تحقيق فرنسية انّ انفجار كميات كبيرة من نيترات الامونيوم احدثت حفرةً بعمق 45 متراً وقد ادت الى تدمير رصيف واسع حيث العنبر رقم 12.

واعلنت وزارة الدفاع اللبنانية عن إنتهاء المرحلة الاولى من البحث عن الناجين من انفجار بيروت واَن فرص العثور على أحياء باتت ضعيفة، واشارت الوزارة خلالَ مؤتمر صحفي الى اَن هناك كميات هائلة من الردم في مرفأ بيروت.

واضافت اَنها قامت بتقسيم المرفأ لقطاعات واستلم كل فريق اجنبي قطاعاً والامل بات ضعيفاً بايجادِ احياء، وكانت وزارة الصحة قالت سابقا باَنّ 21 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين عقب الانفجار الذي دمر أجزاء من المدينة.

ومما لا شك فيه أن الأيام القدمة قد تحمل المزيد من التطورات في الداخل اللبناني الذي هو بأشد الحاجة في ظل هذه الظروف للوحدة ونبذ الفتن وإن كثرت، ولذلك يتوجب على اللبنانيين قطع الطريق على محالات التوظيف المشبوهة للحادث ريثما تتكشف خيوطه.

المصدر : قناة العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى